بعضنا عندما تسيطر عليه رغبة لفعل شيء ما فإنه لابد سيفعلها أيا كان ذلك المعتنق الذي يبدو تافها في رأي الآخرين مهما صعب انجازه على كثيرين وليس ذلك لأنهم لا يستطيعون ولكن لأنهم لايرغبون.. وأبسط كلمة يمكن ان تقال منهم تجاه أولئك (شحاذهم)؟! وهذا الفعل ينطبق مثلا على الذين يصعدون إلى قمم الجبال الثلجية فهي على ما فيها من صعوبة ومخاطر جمة قد يدفع المرء حياته ثمنا لها، إلا أنهم يستمرون في محاولة الوصول للهدف الذي سيطر عليهم حتى تملكهم ووجه قواهم إليه وكثيرا ما نجحت تلك المحاولات التي تنتهي في الغالب من وجهة نظر من لا يهمه الأمر إلى لا شيء فهذا الذي صعد إلى قمة جبل ثلجي شاهق قد تزل قدمه في (بانيو) منزله وتكسر.. فصعوده إلى هناك لايعني ان له قوى جبارة يتغلب بها على الصعوبات ولكن روح التحدي تتملكه أمام هدف ما فيحاول ويحاول إلى أن ينجح. تقول كريستينا سانشيز: (اليوم أدركت أني وجدت معنى حياتي) وكان ذلك المعنى الذي وجدته داخل حلبة مصارعة الثيران عندما حققت انتصارها في مهنة كانت قبلها حكرا على الرجال وأرادت كريستينا أن تثبت عكس ما كانت تسمعه في بداياتها من مدرجات الحضور الذين كانوا يقولون: (المرأة للمطبخ والمقلاة) ولا أعتقد أن الفكرة التي سيطرت عليها هي تحدي الرجال بقدر ما هو تحد للفعل نفسه ولهذا قتلت كريستينا 250 ثورا في بداياتها فقط.. أما الآن فهي بالتأكيد (تمشي وتذبح) ولكنها مع هذا لم تنس أنها أنثى لابد لها من أن تضع نفسها في هذا الإطار دائما ولابد أن تصارع القدور والمغارف ولهذا رفضت أن تلبس الزي الأبيض المفروض في الحفل الخاص بنجاحاتها واعتبارها مصارعة من الدرجة الأولى وارتدت اللون الأزرق وهي تقول انها تحتفظ بالأبيض ليوم زفافها فقط رغم أنها حاليا لا تحب سوى الثيران!! والحقيقة أنها حتى لو أحبت رجلا فهي لم تذهب بعيدا إلا في بعض المواصفات ولكنها على كل حال تجربة لابد أن تخوضها لعلنا بعد ذلك نحظى بمقارنة فعلية ولكن السؤال: من سيتزوج كريستينا؟ لابد أنه شخص لم ينجح في مصارعة الثيران وآثر أن يصارع مصارعتهم وتسيطر عليه في هذا فكرة (كسر الخشم).