القمة الموسعة التي سوف تجمع بوش وشارون وأبو مازن يوم الرابع من يونيو المقبل لابد أن تبحث اذا أريد انجاحها وخروجها بقرارات حاسمة إنهاء وتسوية الأزمة العالقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في طريقة إيجابية تدفع شارون للقبول بمشروع المبادرة الرباعية (خريطة الطريق) دون انتقاء لبنودها، ودون العبث بنصوصها أو ادخال أي تغيير من شأنه أن يجهضها كما أجهضت المبادرات السلمية السابقة، فقبول اسرائيل الشكلي بفحوى ما جاء في الخريطة يقتضي بالضرورة الالتزام العملي بنصوصها والتنفيذ الصادق لكل ما جاء فيها من بنود بدقة وأمانة دون مماطلات وتسويفات ومراوغات تعودت اسرائيل على ممارستها عند بحث كل مبادرة سلمية يراد منها الوصول الى تسوية عادلة وشاملة ونهائية للنزاع القائم بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فثمة استحقاقات ومرجعيات لابد من احترامها، بل لابد من العناية بتسوية المسارين اللبناني والسوري حتى يمكن الوصول إلى انهاء أزمة الشرق الأوسط برمتها، فدفع عملية السلام على أهم مساراتها يستوجب القبول بخطة (خريطة الطريق) دون انتقاء أو تعديل من قبل اسرائيل، وقد وافق الجانب الفلسطيني على تلك الخريطة بعد اطلاعه عليها، فضمان التزام اسرائيل بما جاء في الخطة سوف ينهي نزاعا يعد لب الصراع الدائر في المنطقة منذ أكثر من نصف قرن، واذا كانت الولاياتالمتحدة جادة كما يبدو لإنفاذ نصوص تلك الخطة كما جاء في أكثر من تصريح للرئيس الأمريكي فإن ذلك يستدعي من هذه الدولة التي مازالت تمثل الراعي الأول للسلام في المنطقة أن توظف ثقلها لتأمين تنفيذ مراحل (خريطة الطريق) بكل دقة ضمانا للوصول إلى تسوية حقيقية ونهائية للأزمة القائمة واسدال الستار على آخر فصل من فصول العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي عمق اسرائيل.