الضمانات الأمريكية التي طرحت أمام الحكومة الفلسطينية بانفاذ مشروع خريطة الطريق وفقا لكامل نصوصها دون تعديل او تحريف ربما تتحول الى ورقة تطمينية يؤكد البيت الابيض من خلالها التزامه المطلق باستمرارية العمل على تسوية الازمة القائمة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ترجمة لرؤية الرئيس الامريكي للسلام بقيام دولتين مستقلتين ومعترف بهما دوليا، ويبدو ان تلك الرؤية التي تتشابه في شيء من تفاصيلها مع مبادرة السلام الرباعية المطروحة تستحوذ على اصرار الادارة الامريكية على البدء في انفاذ نصوص خريطة الطريق من خلال اهتمامها بعقد القمة الثلاثية في شرم الشيخ ورغم ان الانحياز الامريكي قد لايخفى من خلال قراءة بيان البيت البيضاوي الذي صدر يوم الجمعة الفائت وتضمن اخذ المخاوف الاسرائيلية في الاعتبار اثناء انفاذ نصوص خريطة الطريق الا ان التعهد الامريكي بارسال فريق تنسيق يضم مجموعة من الخبراء في الامن والاستخبارات لمتابعة تنفيذ تلك النصوص يلمح على جدية الرغبة في الوصول الى تسوية للازمة رغم الصخب الاسرائيلي الذي اثير عن صعوبة قبول الحكومة الاسرائيلية بقيام دولة فلسطينية مستقلة كما نصت على ذلك فحوى الخريطة وسوف يسعى شارون الى تمرير المشروع الرباعي مستعينا بالضمانات الامريكية غير انه سيراوغ حول بندي اقامة الدولة الفلسطينية وحق عودة اللاجئين وهنا تجيء اهمية التحرك الامريكي المرتقب بفرض تطبيق نصوص المشروع السلمي الرباعي دون تعديل او انتقاء او تحريف غير ان حسن النية لايبدو متوافرا في الجانب الاسرائيلي تمهيدا لتطبيق المشروع بدليل توغل الجيش الاسرائيلي في مخيم طولكرم يوم امس الاول بحجة اعتقال ناشطين فلسطينيين وتلك حركة معهودة من حركات شارون تعود على ممارستها في محاولة لصرف الانظار عن اي تسوية للازمة عندما تصل الى ذروة توهجها.