رحب الفلسطينيون بمشروع (خريطة الطريق) منذ تسلمهم نسختها, وإذا كانت الإدارة الأمريكية جادة كما جاء في كلمة الرئيس الأمريكي يوم أمس الأول التي ألقاها في جامعة كارولاينا الجنوبية على ضرورة الحصول على موافقة أمريكية علنية ومن دون ابطاء على بنود (خريطة الطريق) لاسيما ايقاف النشاطات الاستيطانية في الضفة والقطاع وصولا إلى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قبل حلول عام 2005م, إذا كانت الإدارة الأمريكية جادة بالفعل في دفع إسرائيل للموافقة العلنية على تلك الخريطة فلابد حينئذ من ممارسة ضغوط معينة عليها للقبول بنصوص تلك الخريطة, فبعض بنود مشروع السلام الرباعي طرحت من قبل ضمن مبادرات سلمية سابقة ورفضت من قبل إسرائيل, فلا مجال لقبولها اليوم بهذه الخريطة ما لم تكن مقرونة بشكل مباشر بضغوط تدفعها نحو السلام, وإذا كانت زيارة باول للمنطقة تستهدف فيما تستهدف اقناع إسرائيل ببدء تطبيق التزاماتها حسب بنود مشروع الخريطة, فان انصياعها للتطبيق امر مشكوك فيه ما لم يقترن الاقناع بضغوط أمريكية فاعلة لتقديم تسهيلات اسرائيلية, ومبادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين, لاسيما اقناعها بأهمية وقف التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة, ولن يتم التوصل إلى سلام حقيقي وفقا لبنود تلك الخطة ما لم تمارس تلك الضغوط.