جاء تتويج نادى الزمالك بطلا للدورى المصري لكرة القدم فى اللحظات الأخيرة بمثابة مفاجأة لم يتوقعها أكثر الزملكاويين تفاؤلا ، و صدمة لم يتوقعها أكثر الأهلاويين تشاؤما ، و فرضت المقارنة بين البرازيلي كارلوس كابرال المدير الفنى لنادى الزمالك و والهولندى جو بونفرير المدير الفنى للأهلى نفسها على الساحة ، فالأول قدم أقوى العروض فى الدورى المصري و استطاع تكوين فريق متجانس رغم مشكلات مجلس الإدارة ، أما الثانى فقد تسلم الفربق الأحمر فى أفضل حالاته ووفر له مجلس الإدارة كل سبل النجاح ، لكنه تسبب بسوء إدارته للفريق فى جعله يخوض أسوأ المواسم فى تاريخ الأهلى و لم يكن يفز إلا بجهود لاعبيه و ليس بجهده الشخصي و فكره و يكفى أنه ترك لجماهير الأهلى جرحا غائرا لن تنساه إلا بعد حين . و الحقيقة أن الميدان كان أول من حذر من سوء مستوى بونفرير و أكد قبل ما يقرب من الشهرين أن طريق الأهلى ممهد نحو الفوز بالدرع و أنه لو خسر فسيكون ذلك لسبب واحد فقط هو سوء إدارة بونفرير للفريق ، و أيضا سبق للميدان أن نبه إلى كذب هذا الرجل حينما قال فى السجل التدريبي الذى قدمه للأهلى قبل توليه المهمة رسميا إنه فاز حينما كان يدرب منتخب نيجيريا ببطولة الأمم الأفريقية و شارك فى مونديال أمريكا عام 1994 ووصل للدور الثانى رغم أن الذى كان يدرب المنتخب النيجيري وقتها كان مواطنه الهولندى ويسترهوف ، و كل هذا كان يدل على أن هذا المدرب لا يصلح لتدريب فريق قوى كالأهلى ينافس على البطولات. والملاحظ لادارة المديرين الفنيين للمباراة الأخيرة فى الدورى المصري يتأكد أن الفارق شاسع بينهما ففى الوقت الذى كانت البطولة بين أقدام لاعبي الأهلى و كان بمقدور لاعبيه الفوز بها بالفوز على إنبي دون الاعتماد على نتيجة مباراة الزمالك أدى بونفرير المباراة بأعصاب تالفة بدون داع ، و كان أكثر عصبية من لاعبيه بدلا من أن يقوم بتهدئتهم ، و كانت تغييراته سيئة جدا رغم أنه بدأ المباراة بأفضل تشكيل لديه ، لكنه لم يغير من خططه الكلاسيكية رغم أنه كان من الواضح أن طه بصري المدير الفنى لإنبي قد فطن إليها و أن الأهلى لو أدى بها عشر مباريات فلن يحرز هدفا ، و رغم ذلك اكتفى بإخراج لاعب و نزول لاعب فى نفس مكانه دون تحريك خططه ، مما أدى إلى أن لاعبيه بدأوا فى اللعب بعشوائية لأنهم فقدوا الأمل فى خطط مدربهم و حتى حينما تطور الأمر لذلك لم يتدخل لإيقاف هذه المهزلة و اكتفى بدور المتفرج . أما كابرال فقد عمد طوال الأيام السابقة للمباراة الأخيرة أمام الإسماعيلي إلى بث الثقة فى نفوس لاعبيه و إقناعهم بأن التركيز فى مباراة الإسماعيلي هو الطريق لتحقيق الفوز دون النظر لنتيجة الأهلى ، و وكان هدؤه و ثقته مصدر هدوء و ثقة لاعبيه ، كما كانت تغييراته و إدارته للمباراة بارعة كعادته فى كل المباريات التى خاضها هذا الموسم و استطاع أن يحافظ على الفوز الغالى حتى حينما اقتربت النهاية و بدأ اللاعبون يفقدون التركيز رغما عنهم لتفكيرهم فى مباراة الأهلى كان إخراجه لنجمى الفريق حسام حسن و عبد الحليم على و تقوية خط الوسط بمثابة الورقة الأخيرة التى رماها و كسب بها المباراة و كل هذا يوصلنا إلى القول بأن الزمالك حقق بطولة الدورى المصري لأن لديه مدربا بارعا استطاع إرساء القيم و المبادئ فى صفوف فريقه ، بينما كان بونفرير الأهلى هو نقطة الضعف التى أهدت البطولة إلى أبناء ميت عقبة . بونفرير