في حروب المستقبل ستلقي طائرات غير مأهولة مئات من الروبوتات لتحتشد كحشرات عملاقة في ميادين المعارك استعدادا لشن هجمات منسقة مخيفة. الا ان هذا سيناريو بعيد, ففي الوقت الراهن ما يفعله المخططون العسكريون ومصممو الروبوتات هو - ببساطة انهم يحاولون تحسين اجهزتهم باضافة الدروس التي تعلموها في افغانستان حيث شاركت روبوتات في عمليات عسكرية مهمة, وذلك للمرة الاولى. من الصعب ان تجد احدا من العسكر يستطيع القول ان الروبوتات ستحل مكان الجنود يوما ما ومع ذلك فان احدث الروبوتات التي تطورها الشركات المختصة, ومنها شركة IRObot ستكون متقدمة جدا على اجدادها الروبوتات التي رأت الاكشن في افغانستان انها تستطيع ان تجتاز العوائق الارضية بمرونة اكثر وتنشر غطاء من الدخان وتجري تجارب للكشف عن الاسلحة الكيميائية وتمد اعناقها لترى ما يجري وراء الزوايا. وترى وزارة الدفاع الأمريكية ايضا ان الروبوتات تستطيع ان تنقذ الارواح. ويقول الكولونيل بروس جيت المسئول في الجيش الامريكية عن نشر الروبوتات والذي رافق الروبوت pack Bots الذي صنعته شركة اي روبوت ميدانيا في افغانستان: لا ارى مشكلة في الاتصال باي روبوت لاقول. اسف لابلغكم ان روبوتكم مات. هلا زودتموني بروبوت اخر؟ هذا اسهل بكثير من كتابة رسالة الى والد او والدة جندي يلقي حتفه في القتال. قبل حرب افغانستان كانت المؤسسة العسكرية تستخدم الروبوتات لعمليات البحث والانقاذ والتخلص من الذخائر, الا انها كانت تنظر اليها كمواضيع ابحاث بعيدة المدى. والطائرات غير المأهولة اسهل بناء واكثر فعالية من الروبوتات الارضية. الا ان النزاعات الجديدة اقنعت العسكر بضرورة التحرك بوتيرة اسرع. وآنذاك كانت احدث طريقة لتنظيف المغارات (في افغانستان) ربط حبل في وسط احد المشاة الذي سيزحف الى داخل الكهف دافعا امامه مسبارا للبحث عن الالغام والافخاخ. وطلب البنتاغون من اي روبوت الشركة المبتدئة التي نشأت عن برنامج الذكاء الاصطناعي في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا اعداد الروبوت باكبوت النموذجي الذي يزن 25 كيلو غراما ويدار بالروبوت كونترول. وظهرت اعداد من هذا الروبوت الذي يستطيع ان ينطلق مجنزرا مثل الدبابات ويتسلق الادراج ويعمل على عمق ثلاثة امتار تحت سطح الماء ويواجه قوى باربعمائة ضعف قوة الجاذبية بعد ستة اسابيع فقط في مجمع مغارات يقع في خراج قرية مزارات القريبة من الحدود الباكستانية. وارسلت الروبوتات من داخل المغارات اشرطة فيديو الى الجنود فوفرت لهم اشرطة فيديو وحصنتهم من خطر الموت بسبب لغم مفخخ او على ايدي جنود مختبئين في الداخل. ولاحقا اشتكى الجنود من ان الاشارات التي تطلقها الروبوتات لاتخترق جدران المغارات العميقة فقام توم فروست, احد مهندسي اي روبوت في الميدان, ببناء شبكة من اجهزة تكرار الاشارات اللاسلكية من قطع تم جمعها من شاحنات سوفياتية قديمة متناثرة في ارجاء قاعدة باغرام الجوية. وعندما سأل الجنود فروست اذا كان باكبوت يستطيع ان يعمل بالكومبيوترات المدمجة بالبستهم, زود الكومبيوترات بالشيفرة اللازمة عن طريق الاقمار الاصطناعية. وقدم الجنود ايضا رسما لفكرتهم عن عنق قابل للمد. وكانت الشركة منهمكة في هذا الامر اصلا الا انها اعطت الفكرة الاولية القصوى. والآن تنصرف اي روبوت الى صقل كل هذه التعديلات وتطبيقها, في مختبراتها. وثمة درس تم تعلمه في افغانستان وهو ان الحجم الموحد لايتناسب مع كافة المهمات. ويقول جيت ان الجنود كانوا احيانا يحتاجون الى روبوت كبير من فئة 50 كيلو غراما اشبه بنموذج بنته شركة فوستر ميللر في والتهام كان قد جرى تجربته في افغانستان ايضا. واحيانا كان باكبوت من القياس الصحيح. واحيانا ما كان يحتاج اليه الجنود. وخاصة في المدن هو روبوت يمكن القاؤه من وراء جدار او عبر نافذة.