لست من هواة مشاهدة التلفزيون ولا أحب الجلوس أمامه وكرهي له تزايد بزيادة عدد القنوات الفضائية وما يعرض فيها. قبل فترة بسيطة مررت بوعكة صحية ونصحني الطبيب بملازمة الفراش، شغلت نفسي بالقراءة والكتابة أحياناً وعندما أردت التغيير بدأت أقلب تلك القنوات فخرجت بعد عدة أيام ببعض الانطباعات. فنشرة الأخبار مثلاًُ تصيب باكتئاب وإحباط شديدين، فلا تعلم أين الصدق في الروايات ونقل الأخبار فكل قناة منها تركز على ما تراه صالحاً لها وما فيه جذب لعدد من المشاهدين، ناهيكم عن المحللين الذين يظهرون بعدها وكأن الواحد منهم لم يتكلم منذ سنوات وفتحت له تلك النشرات المجال لذلك فلا يتمكن مذيع النشرة من إسكاته فليجأ لقطع الاتصال. حاولت أن أتابع بعض البرامج التي تبث مباشرة على الهواء فكان هناك عامل مشترك بينها وهو حيرة المذيعين والمذيعات في عملية ( الجلوس) فبالرغم من مساحات التصوير الشاسعة إلا أنني لاحظت المذيعين اما ملتصقين أو يكادون والبعض الآخر لا يجد راحته إلا في الجلوس على أحد جانبي الأريكة ويتركها خالية للتصوير فقط، وأغلبهم لا يستطيع الجلوس أصلاً ففضل الوقوف طوال فترة البث، وحقيقة لمست لهم بعض العذر فالسبب الرئيس لذلك هو ضيق الملابس للجنسين لدرجة أن بعضهم لا يستطيع الجلوس نهائياً ولا حتى الوقوف فقدم برنامجه منبطحاً وأحياناً بدون حذاء ( الله يكرمكم) فبذل المصورون لتلك البرامج جهداً في التصوير وأجهدوا كاميراتهم فترى الصورة مرة مقلوبة ومرة مائلة وعلى ما أعتقد أن ذلك أمر مقصود، فتركيز المشاهد سيكون في متابعة الصور المتحركة وملاحقتها وليست في سماع سخافة المادة المطروحة، حتى برامج الطهي التي كنت أحب متابعتها قبل الفضائيات لم تسلم هي الأخرى فمن شدة المبالغة في ديكور المطابخ التي تم تصوير البرنامج فيها لم أطق دخول مطبخي بعدها فرحت أراقب جمال الأواني المستخدمة وفخامتها ولم أتمكن من سماع مقادير ولا طريقة الطبخة من الشيف ( الطباخ) فصوت الموسيقي المصاحبة كان أعلى من صوته. أخيراً طلبت من زوجي العزيز شراء راديو صغير وفضلت السماع فقط لأنني بذلك أكون قد رحمت باقي حواسي فلا أريد استهلاكها فيما لا ينفعها بل يضرها. ولكل رأيه. مها عزوني