أولئك الذين يحاولون الترويج في اوساط الاعلام الغربي تضليلا للرأي العام بعد كل عملية ارهابية اجرامية ان المملكة تقف وراء ظاهرة الارهاب وتحتضن الارهابيين. يحاولون في الوقت نفسه خداع انفسهم حينما يجهلون او يتجاهلون ان تلك الظاهرة الاجرامية لاهوية لها ولا وطن ولامكان ولازمان، فما حدث في الرياض قبل ايام قابل للتكرار، وان اختلفت التفاصيل في اي مكان، وهاهي المغرب تتعرض لحادثة ارهابية شنيعة في سلسلة حوادث متفرقة ليست حصرا على دولة بعينها، وماحدث في المملكة والمغرب حدث في الولاياتالمتحدة يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001، وثمة ألوان واشكال من تلك الظاهرة حدثت في العديد من دول العالم متقدمة او نامية، فليس من المنطق في شيء ان تتهم المملكة بترويج تلك الظاهرة وتفريخ الارهابيين، فتلك تهمة لا أساس لها من الصحة، وان كانت فئة من المتطرفين والمغرر بهم ممن يختبئون تحت عباءة الاسلام وهو منهم برىء يرتكبون تلك الاعمال الخارجة عن اصول الدين والقيم والاعراف والاخلاق فليس من العقل في شىء ان يتهم المسلمون وهم امة وسط بين الامم بتلك الظاهرة، ويلاحقون في كل مكان، فذاك سلوك يتنافى تماما مع مصالح المجتمعات البشرية، فالانسان بطبعه سوي الا من تعرض للتغرير وتربية التحريض وغسل الدماغ والحث على القتل والتخريب والتدمير، فتلك استثناءات لا تختص بها فئة دون فئة، واولئك الخارجون عن عقيدة الاسلام وان حاولوا التظاهر بغير ذلك يسيئون اساءة بالغة لتلك العقيدة، ويضعون امام الحاقدين على الاسلام والمسلمين مسوغات تدفعهم لمزيد من شن اعتداءاتهم على هذا الدين ومعتنقيه، ومن جانب آخر فلا يمكن لتلك الظاهرة ان تحقق شيئا من احلام اصحابها الموغلة في الضلال والجاهلية والحقد.