استأثر خبر التفجيرات التى وقعت فى الدار البيضاء الجمعة باهتمام الصحف البريطانية الصادرة أمس الأحد حيث خصصت حيزا واسعا لتغطية هذا الحدث وتداعياته على الحرب التى تقودها واشنطن ضد الارهاب. وقالت صحيفة (اندبندنت أون صنداى) تحت عنوان مذبحة فى الدار البيضاء ان الخطر الذى يشكله الارهاب الدولي على الاهداف الغربية قد بدا ليلة أمس أكبر من أى وقت منذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر وذلك بعدما بدا أن سلسلة من التفجيرات الانتحارية القاتلة فى الدار البيضاء تؤكد المخاوف بأن تنظيم القاعدة قد أعاد تجميع صفوفه . ونشرت الصحيفة مقالا لروبرت فيسك سخر فيه من الرئيس الامريكى جورج بوش وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى وقال اتقدم بالشكر لبوش وبلير على جعل عالمنا أكثر أمانا عبر تخليصنا من الطاغية صدام حسين الذى لم يكن له أي صلة بتاتا بالحادى عشر من سبتمبر أو بتفجيرات الرياض أو بتفجيرات الدار البيضاء..لكن كان من المفترض بتحريرالعراق أن يحررنا من مفجرى القاعدة. وفى تحقيق خاص مطول فى اندبندنت تناول روبرت كورنويل موضوع الالاف من أتباع ابن لادن الذين ما زالوا ناشطين مؤكدا أن هناك نحو000ر17رجل من هؤلاء فى أنحاء العالم. وقال كورنيل بالكاد قبل أسبوعين كان عدة اشخاص فى المؤسسة الاستخبارية الغربية يسمحون لانفسهم بالتفكير بأن تنظيم القاعدة قد هزم.. فالشبكة التى أضفى عليها11سبتمبر صيتا سيئا قد أضعفت الى حد كبير وربما مميت.. وللاسف فلقد كان حكم المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن فى تقريره السنوى الصادر الاربعاء الماضى فقط أكثر موضوعية فبعد اخراجها من أفغانستان أعادت المنظمة تشكيل نفسها وفقا لما رآه المعهد. ومضى الكاتب يقول لقد كانت تقوم بأعمالها بطريقة مختلفة ولكنها طريقة أكثر مكرا وخطيرة بنفس القدر الذى كانت عليه فى تجسدها فى الفترة التى سبقت الحادى عشر من سبتمبر. وفى صحيفة اوبزرفر قال جاسون يورك الخبير فى شئون الارهاب الدولى ان أولئك الذين يقودون الحرب على الارهاب قد أساءوا فهم الطبيعة الحقيقية للقاعدة فالرئيس الامريكى بوش ومساعدوه وحلفاؤه لا يفوزون فى الحرب على الارهاب انهم يخسرونها. وأوضح أن تنظيم القاعدة لم تتم ابادته بالضربة التى تعرض لها فى أفغانستان فالوضع بعد هذه الضربة قد عاد الى ما كان عليه قبل قيام ابن لادن باقامة قاعدته الافغانية.. وهناك الكثير من الجماعات المحلية التى تخوض معاركها الخاصة بها وعدد من المقاتلين المجربين الذين يتنقلون بين بلد وآخر بهدف جمع العناصر المكونة الضرورية لضربة رئيسية. وخلص الى القول ان موجة الهجمات والتهديدات بشن هجمات الاسبوع الماضى مردها الى حركة ذات قاعدة عريضة تشهد نموا فى قوتها فى كل مكان بين ماليزيا والمغرب أكثر من كونها عائدة لعودة القاعدة على نحو ماروجت له العناوين الرئيسية للصحافة.