شهد المنتدى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الثلاثاء الماضي امسية ابداعية شارك فيها سبعة من القاصين والشعراء وادارها القاص خليل الفزيع نائب رئيس تحرير مجلة دارين الثقافية. الامسية ابتدأت بكلمة من مديرها اكد فيها على دور المنتدى وتفعيل حركة الابداع من خلال تبني الابداعات الشابة واستضافة النقاد للمشاركة في الحوارات النقدية وبعدها قدم للمشاركين في الأمسية لتبدأ القراءات بالشعر. ملهمتي والورد ملهمتي والورد كان عنوان قصيدة الشاعر عبدالخالق الذي بدأها بقوله:==1== لا تنثرى وردا هنا==0== ==0==لا ورد يزهو بيننا انفاسك العطر المرك==0== ==0==ز كم تطيب به البنا==2== وتمضى القصيدة في سلامة وعبر ايقاع يتزن والايقاع النفسي للشاعر وعبدالخالق شاعر يمتلك ادوات قصيدته باقتدار ولكن تعوزه الجرأة على اقتحام العوالم الشعرية وتأكيد قاموسه الشعري. مساء الريف وبقيت وحدي في المساء ارنوا إلى غبش السحر واراقب الافلاك والليل الكئيب المستمر كان هذا مفتتح قصيده مساء الريف للشاعر صالح آل موسى وهي من شعر التفعيلة، والقصيدة رغم صورها الشعرية المألوفة تميزت بالايقاع اللافت وبالحس السردي والحوارية.. والموسى يمكن له اذا اشتغل على قصيدته ان يقدم لنا ابداع جميلا. دهشة لم يكن هذا العنوان لقصيدة وانما لقصة مفتتح لمجموعة من القصص القصيرة جدا للقاص عبدالله النصر وهي دهشة، افتجاع، همس الأماني، إغراء وهدأه.. في هذه القصص المختلفة الطول والمتباينة المستوى نرصد لمأزق هذا الشكل القصصى الذي يتطلب قدرة ووعيا بماهية القصة القصيرة جدا التي تتجه اما للغنائية لتقترب من القصيدة النثرية او توغل في الفحوض فتضحى لغزا لغويا يجعل القارىء في حيرة وتساءل عن المبنى الحكائي والمتن الحكائي للقصة. وهذا ما جعل احد المداخلين ينفى وجود ما يسمى بالقصة القصيرة جدا. النصر الذي يجرب هذا الشكل قدم ما هو افضل فنيا في قصصه القصيرة وهو يحاول هنا وان كانت المحاولة لم تتأكد ولم تثمر كثيرا. دموع على الثرى وكما وقع النصر في مأزق القصة القصيرة جدا وقع احمد سالم الذي قدم (دموع على الثرى) في مأزق آخر وهو الخلط بين الحكاية والقصة القصيرة فقد قدم حكاية مليئة بالتفاصيل التي تفتقد السردية وتبتعد عن فنية القصة ، حكاية اختلط فيها الراوي بالقاص وسادت الوعظية والمباشرة رغم ان الفكرة التي اتكأت عليها الحكاية كان يمكن لو ان (سالم) يمتلك ادواته الفنية ان تقدم لنا عملا جيدا يقوم على الموازاة بين حدثين اختلفا في المكان والزمان. بعد (سالم) ارجعنا عبدالله الوصالي الى عوالم القصة القصيرة عبر قصته التي اتسمت بالتكثيف والوعي بماهية الزمن في بنائية القص والذي يعد من وجهة نظري (اي الزمن) شخصا من شخوص القص، شخصا فاعلا هيمن بعنفوانه وجبروته على الشخوص الاخرى. عودة الى الشعر وعودة الى الشعر مرة اخرى ليلقى خالد الشريف قصيدة عمودية تقليدية بعنوان (أنت الصديق وانت الرفيق) لا ملمح فيها للابداع ويعلو فيها صوت الواعظ لا الشاعر. بعدها يلقى (احمد القايدي) قصيدة تفعيلية تكشف عن شاعر جيد لديه قدراته ورؤاه الشعرية التي تؤهله لتبوء مكان مرموق في عالم القصيدة الحديثة لو اشتغل جيدا على قصيدته. مداخلات بعد انتهاء الشعراء والقاصين فتح مدير الامسية باب المداخلات بعد ملاحظات عدة قدمها حول ما طرح وشارك في المداخلات عيسى قطاوي واحمد سماحة وبعض الحضور.. وتركزت على اللغة وعلى الرؤى الابداعية والفنية لدى المشاركين. وفي نهاية الامسية نقل مديرها خليل الفزيع للحضور اعتذار رئيس النادي عن الحضور لانه يمر بوعكة صحية لم تمكنه من المشاركة.