أشرفت لجنة "إبداع" في نادي أبها الأدبي على تنظيم أمسية بمناسبة الاحتفاء والاحتفال بيوم القصة القصيرة العالمي. وأدار الأمسية الكاتب فايع آل مشيرة عسيري، حيث قال في البداية: "إننا نحتفل بيوم القصة العالمي الموافق 14 من فبراير كل عام، حيث يعلن عشاق القصة القصيرة الحب والوفاء لهذا اللون الأدبي في هذا اليوم، كما تحتفل به بعض الشعوب كيومٍ للحب، ولذلك سنتجاذب أطراف الحديث بشأن فن القصة القصيرة، ذلك الفن العربي القديم".
وأضاف: "الحكاية حاجة إنسانية، والقصة فن توارثه العرب جيلاً بعد جيل، وقد جاء القرآن الكريم ليثبت دعائمه ويعطيه زخماً جديداً، فالقصة القصيرة تغترف من معينها العربي التراثي الأصيل، ويمكن تعريفها بأنها "حكاية اللمحة العابرة".
وشارك في الأمسية الأدبية، التي اشتملت على ثلاث جولات قرائية، الدكتور محمد بن منصور الربيعي المدخلي، حسن النعمي، عبير العلي، ومحمد مانع الشهري.
وفي الجولة الأولى، قرأ "المدخلي" نصيّن أدبيين هما "وطن السلام، تحية الوطن الكبير"، وقرأ القاص حسن النعمي نصّ "الترنيمة"، ثم قرأت القاصة عبير العلي نص "الدكتور غشام وبوتقة المساواة"، وقرأ القاص محمد الشهري نص "قرية المفتاحة".
وفي الجولة الثانية، قرأ "المدخلي" من مجموعته "ثلاثية الحب والسلام والعطش" نصوص "مناظر، السلام، هتان، عطشٌ عطش"، وقرأ "النعمي" نص "الأعمى"، وقرأت عبير العلي نص "أطلال ليلة مقمرة"، ثم قرأ "الشهري" نص "طبلة".
وفي الجولة الأخيرة، قرأ "المدخلي" نصين هما "الحلم ومسافة الضوء، وقراءة في وجه جديد"، ثم قرأ "النعمي" نص "الخزانة"، وقرأت عبير العلي نص "حياد"، ثم قرأ "الشهري" قصصاً قصيرة جداً هي "زمانان، مسمار، تكريم وتحول".
وبعد هذه المداخلات، قدم مبارك المطلقة شكره للنادي على تبنيه المواهب الإبداعية، وأثنى على القاصين وعلى ما قدموه، معتبراً أنهم نجحوا في جعل المستمعين يشعرون وكأنهم أمام أفلام روائية ممتعة.
وتساءلت أنوار المدخلي عن سبب عدم التواصل بين النادي والجامعة، بينما أكد رئيس لجنة "إبداع" ظافر الجبيري أن النادي حرص على أن تتزامن هذه الأمسية مع يوم القصة العالمي. وقال "الجبيري": "القصة مازالت حاضرة وموجودة في خارطة الأدب العالمي، برغم مزاحمة الرواية لها وسطوة الشعر على المنابر، أما المبدعون الذين استمعنا إليهم اليوم فقد اتسموا بالتميز والخبرة والتجربة الاحترافية".
من ناحيته قال أستاذ النقد والأدب الدكتور قاسم الألمعي: "هناك أنساق ثقافية متنوعة مثل نسق الثبات والتحول ونسق التمرد، ولا يفوتني أن أشيد بصوت القاصة عبير العلي، لأنه أكمل الصورة، كما أن الصوت الأنثوي كان مهماً في مقابل الأصوات الذكورية، بغض النظر عن الاتفاق أو عدم الاتفاق مع ما تضمنته نصوص "عبير".
وأضاف: "لاحظت الأدبية المتجسدة في جميع النصوص المقدمة وكيف أنها تنسجم مع الفنون النثرية على خلاف الفنون الشاعرية التي لا تكون إلا في الشعر، وذلك من حيث التجسيد والتخيل والتشخيص".
وقرأ مدير الأمسية نصاً يتحدث عن شخصية الشاعر الشعبي أحمد مفرح الصنيدلي، الذي توفي قبيل شهرين، مشيراً إلى أنه حضر احتفالاً في نواحي تهامة عسير، وقرأ فيه نصف قصيدة لم يتمكن من إكمالها، وأكد أن وفاة "الصنيدلي" سببت صدمةً كبيرة في أوساط الطرب الشعبي في منطقة عسير.
وقالت طالبة اللغات والترجمة أفنان المدخلي، إنها تشكر النادي ونجوم هذه الأمسية بينما اعترض طاهر جاري على عدم استخدام القاصة عبير العلي لاسم مشغل الأسطوانات القديم والذي كان يعرف به "بيكام".
من جهتها أكدت عبير العلي أنها ترحب بأي نقد أو رأي تجاه القصص التي قرأتها هذه الليلة، وقالت: "بالنسبة لتسمية الجهاز فقد أخذته كما هو من العائلة بالفعل، وقد كتبت أبيات قصيدة الأطلال مما علق بذاكرتي، ولا أدري إن كان هناك اختلاف بين القصيدة والأغنية التي صدحت بها أم كلثوم".
وقال الدكتور "المدخلي": "بالنسبة إلى الفرق بين الخاطرة والقصة، فيمكن القول إن القصة تنتقل من جيل إلى آخر، فقد كنا نقرأ في السابق لرواد القصة العالميين مثل، هرت تشاو، وفيكتيو هيوجو، وتشار ميكتس، أما في العصر الحاضر فقد اختلفت القصة، ومرت بمراحل عديدة بداية من القصة التقليدية، ثم جاءت القصة البسيطة التي تترك النهاية فيها للقارئ، ثم القصة الشعرية والقصة الواقعية".
وأضاف: "أما الخاطرة فهي تدخل في إطار القصة القصيرة جداً، والمعروفة ب (ق.ق.ج)، وأؤكد أن الشاميين والمغاربة وبعض نواحي الخليج، تقدموا علينا كثيراً في مجال كتابة القصة القصيرة جداً، بسبب تأخر وصول هذا الفن، كما أن هذا اللون الأدبي شكّل في بدايته صدمة للكثيرين من القراء والمتلقين، ولم يقتنعوا به كقصة".
بدوره قال القاص "النعمي": "بخصوص قصة "الأعمى"، فقد فهم البعض أن الفتاة عمياء مع أول سطرين في القصة، لكن شخصية الشاب داخل القصة لم تدرك عمى الفتاة، وبالتالي فمن المنطقي أن يتم وصف الشاب بأنه هو الأعمى".
وفي ختام الأمسية تحدث نائب رئيس النادي الدكتور محمد بن يحيى أبو ملحة، قائلاً: "قراءة النصوص الإبداعية نثرية كانت أم شعرية، لا تستوجب المساءلات، لأن المبدع بمجرد كتابته للنص الإبداعي يترك هذا النص يخرج عن وضعه، ويصبح نصاً متداولاً، وبالتالي فإنه لا ضرورة لمساءلة كاتب عما يتداوله الآخرون".
وأضاف: "النادي تقدم منذ العام الماضي إلى مدير الجامعة بمسودة اتفاق تعاون مشترك بين النادي والجامعة، وما زالت هذه المسودة قيد الدراسة في الجامعة".