في الوقت الذي وجهت فيه انتقادات إلى المشاركين في الأمسية القصصية التي أحياها محمد البشير، وطاهر الزارعي، وأمل البشراوي، في أدبي الشرقية، مساء أول من أمس، لم تسمح إدارة النادي للقاصين بالرد نظرا ل"ضيق الوقت". وقال الناقد مبارك الخالدي، في تعليق على الأمسية: إن البشراوي تطرح إشكالية هوية القصة القصيرة، فنصوصها لم تتخذ شكلا سرديا وهي أقرب إلى الخاطرة والنصوص الوجدانية. وانتقد الخالدي ما أسماه "ترهلا" في قصص الزارعي، والذهاب وراء استطراد لا يضيف للقصة شيئا، مشيرا إلى أن البشير هو الوحيد في الأمسية الذي يعتني بإطلاق الأسماء على أبطال قصصه. واتفق كل من الشاعر عبدالوهاب الفارس والناقد يوسف شغري مع الخالدي في أن نصوص البشراوي أقرب إلى الخاطرة، وقال شغري "إنها "ليست قصصا، ومن الممكن أن تعالج لتكون قصيدة نثر". وأضاف "من المهم أن يكتشف الكاتب ذاته ويعرف أي نوع من الإبداع في داخله لكي يتميز فيه". وانتقد شغري قصص البشير القصيرة جدا، قائلا "إنها تصل إلى درجة الإخلال"، متسائلا: هل يمكن أن تكون القصة كلمة واحدة؟! الشاعر عصام خليل أثنى على الحوار والصور في قصة البشير إلا أنه اتفق مع شغري في نقده لقصصه القصيرة جدا، واصفا إياها ب"التكثيف الزائف" الذي لا يمكن أن يعطي كيانا وبنية حقيقية للقصة". وحول نصوص البشراوي قال خليل "إنها مثل كثير من الحكايات النسائية السعودية مغلقة وتتحدث من الداخل إلى الداخل وتحتاج إلى إثراء التجربة". من جهتها، علقت مديرة الأمسية سكينة المشيخص على ما أسمته "شعرنة السرد" في قصة البشير وقالت "إن اللغة لديه أعمق من المضمون، متسائلة إن كان يحاول التغطية على سطحية المضمون بتعميق اللغة". وكانت البشراوي، استهلت الجولة الأولى بقراءة "أجمل خيبات الأمل"، ثم "يأكل أحدنا الآخر"، وختمت ب"سرابيل الخديعة"، الأمر الذي أثار اعتراض البشير لأنها قرأت نصوصا أكثر، إلا أن المشيخص ردت بأن السبب في ذلك هو طول قصص القاصين الرجال. وقرأ القاص البشير "نشاز قبر" في الجولة الأولى وفي الجولة الثانية قرأ من القصص القصيرة جدا منها "لم تكن صورة، وتويتر، وق ق ج، وأرذل العمر، والشعب". فيما قرأ القاص الزارعي "قيامة تعتقل الشهقة" و"لا حدود خلف التيه"، إضافة ل"بؤساء" وهي قصة قصيرة جدا. واختتمت الأمسية بتعليق من رئيس النادي القاص خليل الفزيع الذي قال "إن النقد ليس أن نطلب من القاص أن يكتب ما نريد، بل أن نناقشه فيما يكتب، ثم قدمت الدروع دون أن تتاح للقاصين البشير والزارعي الفرصة للتعليق على ما قيل حولهما من نقد. واعتذرت إدارة النادي بضيق الوقت عن منع القاصين من الرد وإتاحة الفرصة للتعليق، إلا أن البشير فسر الأمر بمحاولة إعادة الكفة لمصلحة القاصة بعد أن نالها النصيب الوافر من الانتقادات.