يبقى لأسرة القصيبي دائما ذكرى طيبة في حياة هذا الوطن على امتداد التاريخ فهذه الاسرة الكريمة منذ مراحل تأسيس هذا الوطن كان لها دور ايجابي مع صانع هذا الكيان عبدالعزيز (رحمه الله). وعندما نتحدث اليوم عن رجل فقده الوطن وهو الشيخ عبدالعزيز القصيبي فاننا نتحدث عن واحد من جيل التحدي الذي كانت له اسهامات واضحة في هذا الوطن، ليس في المنطقة الشرقية فحسب بل على مستوى الوطن، فالرجل عرفته قبل عدة سنوات في حوار صحفي امتد بيني وبينه حوالي ثلاثة ايام متتالية عرفت من خلالها شفافية الرجل وبعد نظره الاقتصادي ونظراته لكثير من الامور كما مازلت اتذكر حديثه الواقعي عن كيف كانت اسرة القصيبي؟ وكيف اصبحت اسرة تجارية يشار اليها بالبنان؟ مازلت اتذكر بالتحديد حديثه عن رجالات الشرقية القدامى في مجال الاقتصاد سواء في الاحساء او في الظهران والدمام والخبر. الرجل كان يحاكي ويستقرىء مستقبل هذا الوطن الاقتصادي وكان يفرح بكل نجاح يحققه هذا الانسان أو ذاك وان لم تخني الذاكرة فقد تحدث معي عن نموذجية غازي القصيبي الوزير وان هذا الرجل - اعني الدكتور القصيبي - رغم حجم عائلته الاقتصادي الا انه لم يخلق للتجارة بل ولد شاعرا ومفكرا كما ان لم تخني الذاكرة فقد حدثني المرحوم عن اهتماماته للاشياء الاثرية وكيف كان يعشق السجاد الفاخر ثم كيف كان يحفظ الروايات ذات البعد التاريخي. كان الرجل مبتسما لكل الامور وكانت هذه الابتسامة هي المفتاح الاول لنجاحاته في كافة المجالات. كان الرجل صاحب علاقات قوية اعني - علاقاته الاجتماعية - وكان يعتبر ذلك محورا اساسيا لنجاحاته سواء في اعماله أو في حياته العامة. لم يكن عبدالعزيز القصيبي (رحمه الله) رجلا عاديا.. بل كان مواطنا مخلصا لهذا الوطن في كافة مشاويره الحياتية. رحم الله عبدالعزيز القصيبي رحمة واسعة، فقد كان صادقا مع نفسه ومع معارفه واصدقائه ومحبيه، وكان كريما بأخلاقه وامكاناته المالية. رحم الله عبدالعزيز واسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان. رحم الله عبدالعزيز رحمة واسعة فقد كان طيب القلب والسريرة والمعشر. تغمدك الله بواسع مغفرته. (إنا لله وإنا إليه راجعون). @@ تذكر..... تذكر - ياسيدي - ان تنسى وتبتسم خير من ان تتذكر وتحزن... وتذكر - ايضا - ان الوجه مرآة النفس.