رغم موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقبولها رسميا لخطة (خريطة الطريق) منذ إعلانها رسميا يوم الاربعاء الفائت ومطالبتها البدء الفوري في تنفيذها عبر آليات وجداول زمنية محددة ورقابة دولية لضمان التنفيذ المتوازي لمراحل الخطة المطروحة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وصولا الى أهم غايات تلك المراحل وهي انهاء حالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتأكيدها على ان الخطة طرحت للتنفيذ لا للتفاوض، رغم تلك الموافقة الا ان اسرائيل كعادتها أخذت تمارس مراوغاتها المعتادة حول نصوص الخطة كملاحظاتها بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين من الشتات ومطالبتها بالحصول على تنازل خطي بعدم العودة كشرط للقبول بمشروع (خريطة الطريق) رغم علمها يقينا بتعذر قبول اي مسؤول فلسطيني ايا كان منصبه بهذا الشرط، ورغم علمها بان رئيس الوزراء الفلسطيني اكد مرارا على ضرورة حل قضية اللاجئين وفق قرار الاممالمتحدة 194، وتلك المراوغات تصرح دون تلميح بأن اسرائيل تسعى لنسف (خطة الطريق) وليس ادل على ذلك من حشدها لمئات من الاعضاء من مجلسي الشيوخ والبرلمان الامريكيين لابلاغ الادارة الامريكية رسالتين احداهما ان اسرائيل تقف ضد مشروع (خريطة الطريق) والثانية تستهدف عدم ممارسة اية ضغوط من قبل تلك الادارة لدفع شارون من اجل البدء في تطبيق بنود تلك الخريطة، وهنا تتضح اهمية الدور الذي يجب ان تلعبه الولاياتالمتحدة باتقان واقتدار لالغاء سيطرة المتطرفين على سدة الحكم في اسرائيل، فتلك السيطرة سوف تؤدي الى تخريب (خطة الطريق) ومحاولة ضربها في مقتل، لا سيما اذا نجح شارون في تأليب الكونجرس الامريكي على تلك الخطة لاجهاضها وخلخلة مفاصلها.