كنا على موعد مع الشعر العذب والإبداع المتميز الذي يشتاق له القلب ويطرب له السمع كنا على موعد مع عذوبة الحرف ورقة الشعور وشاعر عطر ساحة الشعر بقصائده التي تغنى بها القاصي والداني ورددها الكبير والصغير في عصر الخميس الفائت وفي تمام الساعة الرابعة عصرا سجل التاريخ موعده مع الإبداع الذي جسده شاعر آل سعود سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد (السامر) عبر اذاعة الرياض والبرنامج الإذاعي الخيمة الشعبية الذي يقدمه محمد الشرهان ، وناصر الرجح وعلي المفضي ويخرجه محمد الشايع. كانت حلقة متميزة أضفى عليها السامر جوا رائعا من الألفة والمحبة بينه وبين جمهوره الذي كان يتلهف لسماع قصائده العذبة . بدأ سموه الحلقة بقصيدة في خادم الحرمين الشريفين منها هذه الأبيات :==1== واحد وعشرين العام الخير متوالي ==0== ==0==في عهدك المملكة باحلى لياليها يا صحوة المجد الاول سيّد التالي==0== ==0==عند العرب باول الدنيا وتاليها==2== ... ثم ألقى سموه قصيدته المشهورة في خادم الحرمين أيضا ( روضة التنهات ) .. ثم بدأت المداخلات والاتصالات الهاتفية منها مداخلة سمو الأمير الشاعر ناصر بن عبدالعزيز الذي وجه لسمو الأمير السامر سؤالا حول رأيه في شعر التفعيلة الذي سبق أن صرح به في لقاءات تلفزيونية وصحفية سابقة و قال انه لا يعترف بشعر التفعيلة ويبدو أن سمو الأمير ناصر بن عبد العزيز من أنصار شعر التفعيلة والذي لا يسميه سمو الأمير السامر شعرا بل قال عنه انه حيلة العاجز . وقد كان الحوار بينهما حول هذه القضية يتسم بالعقلانية فعندما سأل الأمير ناصر مستوضحا منه سبب عدم الاعتراف بكونه شعرا رد عليه الأمير السامر قائلا انه ليس بشعر لأنه يفتقد لعناصر وشروط القصيدة كالوزن والقافية وهي شروط أساسية ليطلق على الكلام مسمى شعرا واستشهد سموه برأي الأمير عبدالله الفيصل في هذا الشأن وقال سموه انه دخيل علينا من الثقافة الغربية و ليست له جذور في موروثنا الشعبي لا قبل الإسلام ولا بعده وقد وجه سمو الأمير السامر له سؤالا حيث قال له هل تكتب شعر التفعيلة فقال سمو الأمير ناصر نعم أكتبه وأكتب الشعر النبطي فقال له سمو الأمير السامر إذن أنصحك بكتابة الشعر النبطي فقط واقبلها نصيحة من أخيك وقد حاول الأمير ناصر بن عبدالعزيز أن يقنع سمو الأمير السامر برأيه حول شعر التفعيلة الذي يكتبه وأنه يسمى شعرا ولا يقل عن القصيدة العمودية في شيء وقد قال ان (نازك الملائكة) قد أسست لهذا النوع من الشعر وأن الشعر ليس من المفترض أن يقترن بوزن وقافية وصحيح أنه لا يمثل الموروث لكنه يمثل اتجاها جديدا ليس من المفترض أن يواجه بالرفض . ولكن سموه قال وأكد على أن هذا المسمى شعرا هو دخيل على تراث الأمة ولا جذور له وأن نازك الملائكة لا تعتبر قدوة لنا في هذا الشأن بل يجب علينا التمسك بما تركه لنا الشعراء الحقيقيون سواء ما كان منهم قبل الاسلام أو في مرحلة صدر الاسلام الذين لم يظهر في وقتهم ما يسمى بالتفعيلة لأنه لم يدخل الى أدبنا بفرعيه الفصيح والشعبي الا حديثا بعد أن استورده دعاة التغريب من الخارج وقد قال مستشهدا لذلك ( ادعوهم لأبائهم ) والتفعيلة لا أب له !! وقد اتضح للجميع من خلال هذه المداخلة وهذا الرأي الشجاع من السامر مدى ما يتمتع به من خلفية ثقافية تاريخية على صلة بالأدب العربي عموما , وقد تدخل معد البرنامج لينهي هذا الحوار الجدير بالمتابعة والبالغ الأهمية معتذرا بضيق وقت البرنامج .. الجدير بالذكر هنا أن العديد ممن تابعوا الحلقة من شعراء قد أبدوا إعجابهم بما قاله سمو الأمير السامر حول شعر التفعيلة وكانوا مؤيدين لرأي سموه ومنهم من قال ان من يكتب شعر التفعيلة لن يحفظ الناس له بيتا واحدا حتى لو كتب مائة قصيدة ! وبعد فاصل قصير اتصل أحد الشعراء وهو من الفائزين بمسابقة سمو الأمير السامر والتي أعلن عنها في اليمامة وقد أصر المتصل عن أن يلقي قصيدته رغم اعتذار المعد لضيق الوقت إلا أنه ألح في طلبه فاستجاب له سمو الأمير السامربأريحيته المعهودة مقدرا شعوره وحماسه بعد ذلك ألقى سموه قصائد غزلية .. وقد كان لي شرف محادثة الأمير السامر حيث نقلت لسموه الكريم شكر جميع الشاعرات على تبني سموه فكرة مسابقة للشاعرات والتي تم الإعلان عنها قبل شهرين في ملحق في وهجير في جريدة "اليوم" حيث طرحنا هذه الفكرة على سموه وتبناها ووعد سموه في حديثه بانه سيتم تحديد موعد للمسابقة قريبا بمشيئة الله ومن خلال في وهجير ... وفي سؤال لي عن سبب قلة الاحتفاء بالشعر النسائي خليجيا قال سموه في إجابته ان هناك أسبابا دينية واجتماعية وتقاليد وعادات تحكم ذلك ، والمرأة هي الأم والأخت والزوجة فيجب المحافظة عليها وأننا هنا في المملكة نعمل وفق مبادئ وتعليم الدين الإسلامي وظهور المرأة يكون في حدود معينة وعليها ألا تطالب بحجم ظهور مشابه للشاعر بأي حال من الأحوال وهذا ليس انتقاصا لشاعراتنا اللاتي نكن لهن كل احترام وتقدير ونتابع باستمرار نشاطهن من خلال ما نقرأ من نصوص تنشر هنا وهناك. ثم توالت المداخلات والأسئلة المطروحة على سمو الأمير الذي اتسع قلبه لجميع المداخلات و أجاب عن جميع الأسئلة وقد استمتع الجميع بمعانقة الشعر حيث كان إلقاء سموه مميزا يجذب المستمع للمتابعة والإصغاء لنهر يتدفق عذوبة ورقة.