قال الدكتور عبدالناصر هلال أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة الملك عبدالعزيز أن المرحلة الأولى من بداية التحول من القصيدة العربية العمودية إلى قصيدة الانفلات ومحاولة التجديد حتى تبلورت هذه المحاولات لتسمى بعد ذلك بتجربة التفعيلة كان في عام 1947م، مشيرًا إلى أن التجربة في بدايتها كان يشوبها الوجل، فبدأت بقصائد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وهذين القطبان غيّرا فقط في شكل القصيدة مع انه لو أرجعت الكلمات إلى مكانها لأصبحت قصائد عمودية، لافتا إلى أن هذه التجربة بدأت بالتحول الجمالي في اللغة فخلقت عند المتلقي أن هناك لغة جمالية وغير جمالية. جاء ذلك في محاضرة الدكتور هلال مساء أمس الأول في نادي الباحة الأدبي وكانت بعنوان «الظواهر الجمالية في القصيدة المعاصرة وتحولات الشعرية العربية»، وقد استهلت بسرد سيرة المحاضر من قبل مدير الأمسية ناصر العمري، ثم بدأ الدكتور هلال وتناول الشعر العربي المعاصر خلال نصف قرن أو ما يسمى نقديًا «ثورة الشعر العربي الحديث» مقسمة إلى مراحل عدة لأنه -على حد تعبيره- يشهد تحول في القصيدة العربية، وتابع: في المرحلة الثانية من عام 1967م إلى عام 1976م أتت بما يسمى بمرحلة النكسة أو هزيمة حزيران فعملت تحولا في الشعر وسادت ما يسمى بالإنكساريات والإحباطات، فبدأ الجميع يبحث عن تراثنا العربي وعن الشخصيات التي لها تأثير في التاريخ فكان هناك ما يسمى بفكرة التعبير عن التراث، ومن عام 1977 إلى عام 1990م ظهرت الجماعات الأدبية المناوئة التي بدأت تكتب الشعر الحر وهو مفهوم آخر للكتابة الشعرية فأصبح جمالية القصيدة يتحول إلى نثر فأسقطوا فكرة البحث عن المضمون وأن المضمون يدخل في نسيج القصيدة، منوهًا بأن كل تجربة ترفض التجربة التي قبلها وهم يرفضون ما يأتي من بعدهم. وفي المرحلة الأخيرة من عام 1990م إلى الآن أصبح هناك انفجار في قصيدة النثر العربية وأهم ظواهرها الجمالية لجأت إلى التعقيد بعدما كانت بسيطة. وقد استمع حضور المحاضرة لقصائد من شعر الدكتور هلال ومن كل من الشعراء: عبدالرحمن معيض وأريج الزهراني وعبير الزهراني. ثم كانت هناك مداخلات من: الدكتور ناصر الغامدي والدكتور عبيد المالكي وسعيد منسي وسعد الحارثي والدكتور سعيد الجعيدي والدكتور عادل.