يعد موقع مدينة جدة الاستراتيجي والجغرافي المتميز على ساحل البحر الأحمر سببا رئيسيا لاهتمام سكانها بمهنة صيد الأسماك وارتياد البحر بكثرة وورثوا ذلك عن الآباء والأجداد منذ قدم التاريخ. وقد انشئت في جده أول سوق للسمك (البنقلة) في عهد جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وكان السوق بسيطا جدا ومتواضعا وعبارة عن (برندات) صغيرة المساحة مصنوعة من القش ثم تطور بعد ذلك السوق إلى أن عرف ب سوق السمك المركزي على ساحل البحر الأحمر معلما حضاريا تنهض به عروض البحر الأحمر. ويجد القادم إلى هذا السوق الترابط الاجتماعي بين الصيادين ويلاحظ كيف أن روح التعاون منتشرة بينهم من خلال نبل هذه المهنة الإنسانية التي خالطها نسيم البحر وذكرياته الممتعة التي مازال الصياد يذكرها أبا عن جد وفي جولة بهذا السوق العتيق.. سوق حيوي وهام في البداية أوضح مدير إدارة سوق السمك المركزي بجدة المهندس جار الله القحطاني أن سوق السمك بجدة والمعروف لدى أهاليها بالنقلة يعد من الأسواق الحيوية والمهمة كما يعد شريانا لمنطقة مكةالمكرمة ومناطق المملكة, وقال أن امانة محافظة جدة ممثلة في إدارة سوق السمك تسعى جاهدة إلى تطوير الاستمرار والبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه الصيادين ومرتادي السوق من المواطنين, وبين المهندس القحطاني أن هناك تجاوبا من الصيادين ومن المتعهد بتشغيل السوق بقبول كل ما يصدر من إدارة السوق من تعليمات تهدف إلى تنظيمه والرفع من مستواه كما تكمن أعمال إدارة السوق في تطوير جميع المرافق مثل الدكك والممرات وأماكن التحريج والتقشير وتزويدها بالإنارة وصيانة المرافق القريبة من السوق مثل السياج المحيط بحرس الحدود والمواقف وعمل التخطيط والزراعة داخل وخارج السوق لإضفاء اللمسة الجمالية عليه. ورأى أن نسبة المتسوقين في سوق السمك تزداد أيام إجازة الأسبوع الأربعاء والخميس والجمعة وأكثر ما تكون كثافة المتسوقين يومي الخميس والجمعة من السعوديين والجنسيات غير السعودية أما بقية أيام الأسبوع فالحركة التسويقية في السوق بسيطة بصفة عامة. إحلال السعودي بدل الأجنبي وأوضح مدير إدارة سوق السمك المركزي بجدة المهندس جار الله القحطاني أن أمانة محافظة جدة تبحث احلال الشاب السعودي محل غيره من العمالة بوصفه هدفا وطنيا يسعى الجميع لتحقيقه ومن ضمن الأفكار الموجودة لدى إدارة سوق السمك هي مسألة عرض فكرة تدريب الشاب السعودي على البحر والصيد على تجار السمك بالجملة, وابان ان عملية الرقابة على الأسماك تتم عن طريق مراقبين في إدارة السوق بعضهم لديه الخبرة بحكم أنه قديم جدا أو أنه يكون ابن صياد والبعض الآخر أخذ دورة تدريبية عن طريق أطباء بيطريين في الامانة بالإضافة إلى دعم الإدارة العامة لشئون الأسواق التي تعد إدارة مرجعية لسوق السمك المركزي وأحيانا تقوم بإرسال بعض الأطباء البيطريين لبحث مسألة التفقد والتأكد من صلاحية وجود الأسماك بالإضافة إلى أن هناك تعاونا في كثير من الأحيان من تجار الوحدات في الأخبار والتأكد من صلاحية السمك بحيث يشيرون إلى جودة السمك أو عدمه قبل اتخاذ أي اجراء مع ملاحظة أن الأسماك الفاسدة لا تكاد تذكر مقابل الأسماك الصالحة. خبرة كافية إبراهيم محمد علي الجحدلي من المرتادين لسوق السمك المركزي بكثرة منذ الصغر يقول: أزور السوق بكثرة لوجود أخواني وجماعتي في مهنة الصيد فأنا منذ الطفولة في سوق مما كون لدى الخبرة الكافية وسوق السمك هذا يعد السوق الرابع في مدينة جدة بعد أن مر بعدة مراحل كان فيها بسيطا ومتواضعا من ناحية التجهيز والصيادين ولكن بفضل الله ثم بفضل الدولة التي انشأت هذا السوق بمبالغ طائلة وعلى درجة من التطور والحداثة كما قدمت - رعاها الله -الدعم للصيادين لتنشيط الثروة السمكية. وأضاف أن سوق السمك بجدة يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط لأن الأسماك تأتي إليه من جميع أنحاء العالم سواء مبردة أو مجمدة من اليمن والخليج وبقية الدول مثل السودان وارتيريا مما كان له الأثر في تكوين قوة شرائية جيدة وأصبح معلما من معالم المدينة وأصبح كل سائح يأتي إلى مدينة جدة لابد أن يزور سوق السمك للشراء أو الإطلاع على أنواع الأسماك المختلفة بجميع أحجامها التي تتميز بها بيئة البحر الأحمر. تميز بحر جده وأوضح أن المنتج السعودي من الأسماك المستهلكة لا يتعدى 25 في المائة و75 في المائة مستورد سواء على شكل أسماك مجمدة أو مبردة ولكن التطلع قائم لرفع هذه النسبة عن طريق إيجاد وتوفير الأساطيل البحرية. وبين الجحدلي أن البحر الأحمر يتميز عن غيره بأسماك الناجل وهذا غير موجود في الدول المجاورة لكثرة الشعب المرجانية به أما الهامور والبياض فهو موجود ومنتشر في البحر الأحمر والخليج وغيره من البحار والمحيطات في العالم. وأفاد أن عملية استيراد الأسماك ونقلها من الخارج تأخذ ما يقارب عشر أو خمس عشرة ساعة إلى أن تصل إلى المملكة وهي أقصى مدة يحتفظ فيها السمك بحيويته دون أن يتضرر من بعد المسافة.