@ المار خلال الاسبوعين الماضيين على ديوان الخدمة المدنية بالدمام (القسم النسائي) والناظر لوجوه اولياء امور الخريجات بمشاهدها العابسة تحت اشعة الشمس منتصف الظهيرة في الشارع الامامي للديوان.. وهم وقوف امام سياراتهم بانتظار ما يتمخض عنه التوظيف.. يشعر بمدى الأسى واليأس الذي اصيبوا به وبناتهم الآملات بوظيفة حكومية تعليمية بين كوم من القش المتراكم فعشرات الالاف من الخريجات في انحاء المملكة مقابل 1195 وظيفة مقيدة بعشرات الشروط التعجيزية احيانا والمستبعدة لبعض التخصصات احيانا اخرى.. والعجيب ذلك التزاحم المؤلم نحو امل ضائع ادراج الريح والذي يشعرك بمجرد دخولك الى القسم النسائي في ديوان الخدمة المدنية انك في مجمع (لبيع السمك؟!) لافي مكان محترم لتقديم طلبات التوظيف؟ فالحشود المتدافعة والصراخ هو اول ما يعترضك.. وصدقت احدى الخريجات بوصفها الوظائف التعليمية ب(سمكة) لالاف الجياع من الخريجات وكل هذا يهون قليلا ولايقدح كثيرا بالموضوع اذا ما قابلتك تلك اللوحة التي كتبت عليها اسماء قرى وهجر الاحتياج الوظيفي.. والتي يبدو لي من خلالها انها ليست اصلا على الخريطة؟!! ودليلي على ذلك ان ما من احد حتى موظفات الديوان نفسه يعرفنها.. ويكفى ان نعلم ان الطريق المؤدي اليها غير معبد؟! وياليت الخريجات ومع كل ذلك ينلن شرف التوظيف باحداها؟!! ولسان الحال يقول.. رضينا بالبلا والبلا ما رضا فينا؟! فالى متى تظل بناتنا جياعا يلهثن خلف قطعة من الكعك؟ والى متى لايستفيد المسؤولون عن التوظيف النسائي في القطاع الحكومي من الاخطاء السابقة والمستمرة عاما بعد عام متجاهلين.. ارتفاع نسبة البطالة وبالذات بين مجتمع الجامعيات واحباطاتهن المتكررة في سبييل الحصول على وظيفة في حين ان كثيرا من المعلمات والاداريات المتوفيات وظيفيا بتعليمهن المتواضع وافكارهن البعيدة عن التحديث منذ اكثر من ثلاثة عقود مازلن على رأس العمل ينهلن الخيرات في حين تنتشر العنوسة بين الفتيات لعزوف اغلب شبابنا (ولا الومهم) عن الزواج بغير موظفة تشاركه تحمل عبء المعيشة وتقتسمه معه.. واخيرا ويشاركني الكثيرون اننا باستطاعتنا متى ما وجدنا المخرج لحل هذه الازمة ضرب عصفورين بحجر للقضاء ولو على جزء من معاناة شبابنا وشاباتنا والله معكم.