قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الدكتور ألفارو سيلفا كالدرون ان اجتماع وزراء المنظمة المقرر يعقد في ظروف صعبة للغاية اذ يشتد التوتر في بقاع مختلفة من العالم. وأشار كالدرون في كلمة القاها أمام المشاركين في اجتماع اللجنة الاقتصادية في فيينا ان هذا التطور أوجد وضعا غير مستقر في سوق النفط. وأوضح: لقد أدى ذلك الى رفع معدلات الأسعار الى مستويات عالية خارج نطاق المعدل الذي رسمته أوبك. وأكد أن حالة عدم اليقين لا تؤثر على السوق النفطي فحسب بل تنعكس على التطورات الراهنة في الشرق الأوسط في ظل تزايد المخاوف من نشوب نزاع عسكري هناك مضيفا أن هذا الوضع يسبب قلقا على امدادات النفط العالمية. وأشار الى انه في حال استمرار الوضع غير المستقر خلال الأسابيع القليلة المقبلة فان ذلك سيمثل تحديا اضافيا يتعين علينا ان نواجهه بأفضل الوسائل لتجاوز هذه الأزمة. وأضاف إن الاجتماع سيناقش دراسة آلية من شأنها الموازنة بين العرض والطلب على النفط في ظل عدة تطورات لا تشمل ارتفاع مستوى الاسعار فقط بل زيادة معدلات المخزون العالمي من النفط خلال الفترة المقبلة التي تتميز عادة بضعف الطلب على الخام. وتوقع كالدرون ان يراجع الوزراء التقرير الذي اعدته الأمانة العامة لأوبك والدراسات الخاصة بتوقعات العرض والطلب على النفط على المديين القصير والمتوسط للمنتجين من خارج أوبك . وانهت اللجنة الاقتصادية المنبثقة عن أوبك والتي تضم كل الدول الأعضاء ال 11 أعمالها الاسبوع الماضي بعد اجتماعات استمرت ثلاثة أيام. وتنحصر مهمة هذه اللجنة التي تعقد اجتماعاتها دائما قبل اجتماع اعضاء أوبك بهدف مراجعة تطورات سوق النفط واعداد التوصيات ورفعها للمجتمعين. واوضح مصدر من داخل المنظمة انه لن يتم تفعيل اي خطة طارئة بمجرد نشوب الحرب بل يتعين ان يكون هناك نقص في الامدادات لان وجود كميات كافية من الخام في السوق لايستدعي مثل هذا الاجراء. وكرر المسؤول ما ردده المسؤولون في الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة ان أوبك لن تلجا لاستخدام النفط كسلاح مشيرا الى ضرورة تجنب الخلط بين السياسة والبترول باعتبار ان دستور المنظمة يؤكد كونها منظمة اقتصادية مهمتها تحقيق الاستقرار في السوق النفطية. واعرب عن قناعته بأن المنظمة لن تقدم على اي عمل من شأنه تهديد استقرار السوق النفطية والاقتصاد العالمي. وحول قدرة المنظمة الانتاجية وامكانية تغطية النقص المترتب عن غياب بعض المنتجين قال المصدر نفسه إنه بامكان المنظمة ان تسد النقص في الامدادات النفطية بشكل سريع بمقدار يتراوح بين 3 و 4 ملايين برميل يوميا. وقدر رئيس أوبك ان طاقة الانتاج غير المستغلة لدى دول المنظمة التي تسيطر على ثلثي الصادرات العالمية تبلغ نحو أربعة ملايين برميل يوميا. لكن أغلب المحللين يقولون انه ليس بوسع أوبك ان تنتج سوى كميات محدودة زيادة على حجم الصادرات العراقية. وسعى العطية أيضا لطمأنة الدول المستهلكة الى ان أوبك لن تستخدم النفط للضغط على الغرب في محاولة لمنع حرب محتملة على العراق وهو الاقتراح الذي طرحته الدول الاسلامية الاسبوع الماضي، قائلا: لا أريد ان يشعر اي من المستهلكين بأننا نحاول معاقبة أحد باستخدام النفط كسلاح. نحن لا نتدخل في السياسة ولا نحاول ابتزاز احد. من جانبها قالت اندونيسيا انها تريد ان تبقي اوبك على مستويات الانتاج الحالية لأعضائها ولكنها تأمل في ان يعوض ثلاثة منتجين عرب اي نقص في صادرات النفط العراقي اذا نشبت الحرب. وقال وزير المناجم والطاقة برونومو يوسيجانتورو: نريد ان تبقي اوبك على الحصص الحالية مع مراقبة التطورات على الساحة "فيما يتصل" بالموقف في العراق. اضاف: سنكون سعداء اذا تسنى لمنتجين في اوبك مثل السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت ... تعويض نقص يبلغ نحو 2.5 مليون برميل يوميا اذا وقعت حرب في العراق. وقال الوزير انه لا يريد ان تطبق أوبك آلية نطاق الأسعار التي يمكن لرئيس اوبك بموجبها ان يأمر بزيادة الانتاج بواقع 500 الف برميل يوميا على الاقل اذا ظل سعر سلة خامات اوبك فوق الحد الاقصى للنطاق السعري لمدة 20 يوم عمل. وادت المخاوف من نشوب حرب وتعطل الامدادات من الشرق الاوسط بالاضافة الى اضراب فنزويلا الى ارتفاع اسعار النفط الخام منذ بداية ديسمبر مع وصول سعر الخام الامريكي الى اعلى مستوى في 12 عاما عند39.99 دولار للبرميل. وبلغ سعر الاشارة لنفط اوبك 12.32 دولار للبرميل يوميا الثلاثاء. ولا يزال السعر فوق الحد الاقصي للنطاق السعري البالغ 28 دولارا للبرميل منذ 16 ديسمبر.