يراهن المحللون الاقتصاديون على الإطار الزمني الذي ستستغرقه الضربة الامريكية على العراق وأسعار النفط، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن الحسم العسكري السريع، سيؤدي إلى تهاوي أسعار الذهب الأسود، يرى فريق آخر أن توسيع نطاقها سيؤدي إلى قفزة عالية في الأسعار قد تصل إلى 60 دولاراً للبرميل. وتعكس التوقعات المتفاوتة مدى الصعوبة التي يواجهها المحللون لوضع تصورات للكيفية التي ستتأثر بها الأسواق العالمية لحرب يستحيل التكهن بمداها. المملكة تتعهد وضمن هذا المناخ اكدت المملكة مجددا التزامها بقرارات منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) على انها ستعمل على استقرار الاسعار في السوق النفطية. واكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمى ان عمليات شحن البترول السعودي تسير طبقا لبرنامجها الطبيعي وان عمليات انتاج وتصدير البترول السعودي تعمل بشكل مستقر وعلى نحو متوافق مع متطلبات السوق العالمية للنفط. واوضح النعيمي انه تم اتخاذ كل التدابير والاستعدادات اللازمة لضمان تدفق النفط وفقا لحجم طاقة المملكة الانتاجية وان موانئ التصدير وخطوط الانابيب النفطية على اهبة الاستعداد لمواجهة اية ظروف طارئة، كما اكد حرص المملكة على استقرار اسعار النفط والتزامها بتنفيذ قرارات (اوبك). تعليق نظام الحصص عند الضرورة ومن جانبه اعلن الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الدكتور الفارو سيلفا كالدرون ان بوسع دول (اوبك) الانتاج وفق طاقتها الانتاجية دون التقيد بالحصص المقررة بسبب الظروف الاستثنائية الحالية شريطة ان يكون هناك نقص في امدادات الطاقة. بيد انه اكد ان هذا الاجراء لا يعني الغاء نظام الحصص الانتاجية المعمول به حاليا بل تعليق العمل به عند الضرورة. وجدد موقف المنظمة بسد أي نقص في امدادات الطاقة الى العالم في حال وقوع ذلك، الا انه اشار الى ان السوق لاتعاني حاليا من أي نقص في الامدادات مؤكدا انها مشبعة بالامدادات النفطية. وأوضح ان انخفاض اسعار الخام في السوق العالمية يعكس هذه الحقيقة. كما أكد أمين المنظمة أن المنظمة لا تتوقع عجزا في امدادات النفط عند اندلاع الحرب في العراق، قائلا: لدينا احتياطي كاف من الانتاج يمكننا استخدامه في أسرع وقت لطمأنة الاحوال في أسواق النفط. مشيرا الى أن الاوبك لديها طاقة انتاجية احتياطية تقدر بنحو مليونين إلى أربعة ملايين برميل يوميا. وتفيد مصادر المنظمة بان لدى (اوبك) قدرة انتاجية اضافية تصل الى ثلاثة ملايين برميل يمكن اللجوء اليها عند الحاجة. وتعتبر المملكة من ابرز دول المنظمة القادرة على ضخ مزيد من النفط الى جانب دولة الامارات العربية وفنزويلا ونيجيريا. اوبك تعوض النقص وكان رئيس منظمة اوبك ووزير النفط القطري عبدالله حمد العطية قد اكد في كلمة الى اعضاء المنظمة في اعقاب الهجوم الامريكي على العراق تصميم (اوبك) على تعويض أي نقص في الامدادات ينجم عن تطورات الاحداث . واضاف انه ومن اجل تحقيق هذا الهدف تعهدت الدول الاعضاء بان تستخدم مؤقتا الطاقة الفائضة المتاحة لديها لضمان استقرار الامدادات. وقال رئيس أوبك: المنظمة ستكون قريبة من الأسواق، ولن تسمح بحدوث نقص في الأسواق. وأكد أن المنظمة ستواصل مراقبة الأسواق العالمية، وستتدخل في الوقت المناسب، وأن أوبك تستطيع أن تغطي احتياجات السوق بشكل كامل. وأضاف أن الأسعار الحالية للنفط، والتي شهدت انخفاضا، تشير إلى أن الأوضاع مستقرة ولا داعي للقلق. الامدادات كافية وعلى صعيد آخر اكد وزير الطاقة الامريكى سبنسر ابراهام ان امدادات النفط العالمية كافية جدا لتعويض اى انقطاع قد تسببه الحرب الامريكية على العراق. وقال ابراهام فى بيان لوزارة الطاقة الامريكية ان امدادات الطاقة العالمية اكثر من كافية لتعويض اى انقطاع ربما تسببه هذه الاعمال. وكان وزير الطاقة الاميركي قد أكد في وقت سابق ان واشنطن تحتفظ بحقها في السحب من الاحتياطي الاستراتيجي القومي للنفط من جانب واحد. مشيرا ان واشنطن ستتشاور مع وكالة الطاقة الدولية اولا الا ان السحب لا يتعين ان يأتي في اطار تنسيق جماعي. وأضاف: اوضحنا اننا سنتشاور ... لكن الولاياتالمتحدة بالتأكيد تحتفظ دائما بحقها في اتخاذ قراراتها بنفسها في نهاية الامر فيما يتعلق بما يمكن ان نفعله باحتياطياتنا. وتحدث ابراهام بعد ان قالت اليابان انها تبحث سحبا منفردا من الاحتياطي الاستراتيجي في حال نشوب حرب. ولدى كل من الولاياتالمتحدةواليابان احتياطيات تفوق بكثير الحد الادنى الذي تتطلبه الوكالة وهو ما يغطي صافي الواردات على مدى 90 يوما. وأكد ابراهام مجددا انه يتعين اعطاء منتجي أوبك الفرصة أولا لسد الفجوة في الامدادات أثناء الحرب قبل بحث السحب من الاحتياطيات. الاسعار تتراجع وفي هذه الاثناء اعلنت منظمة (اوبك) ان سعر سلة خاماتها السبعة واصل تراجعه في السوق العالمية رغم الوضع المتوتر في منطقة الشرق الاوسط والعراق بالذات. ونقلت وكالة أوبك عن متعاملين في السوق قولهم ان ارتفاع مستوى المخزون الامريكي الاسبوع الماضي ساهم في تهدئة القلق العالمي على امدادات النفط بشأن الحرب على العراق . وكان معهد البترول الامريكي قد اشار الى ان المخزون الامريكي زاد الى 1ر5 مليون برميل الاسبوع الماضي في حين حددته وزارة الطاقة الامريكية ب ( 400 ) الف برميل . وقالت نشرة اوبك ان السوق لا تتوقع اى تعطل للصادرات النفطية من منطقة الخليج العربي لذا فان اسعار الخام مرشحة للهبوط الى مستوى(25) دولارا للبرميل الا اذا ظهرت مؤشرات بان الحرب على العراق قد تستغرق وقتا اطول مما هو مخطط له . وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد أعلنت في تقريرها الشهري عن سوق النفط أن الحرب في العراق يمكن أن تؤدى إلى عجز في إنتاج النفط الخام من جانب الاوبك للوفاء بالاحتياجات العالمية في أواخر شهر مارس الجاري وإبريل القادم. وقالت الوكالة الدولية للطاقة أنه إذا ما تم توازن إنتاج الاوبك مع ما سيتطلبه السوق في النصف الثاني من الشهر، فإنه ليس لدى الاوبك طاقة احتياطية للوفاء بمتطلبات السوق بدون صادرات النفط العراقي. وحذرت الوكالة الدولية للطاقة بأن كمية الطاقة الاحتياطية داخل الاوبك إذا ما استبعدت فنزويلا، انخفضت بالفعل في فبراير الماضي إلى 1.7 مليون برميل يوميا، ويمكن أن تنخفض إلى أقل من مليون برميل. لكن سيلفا كالديرون قال أن فنزويلا عضو الاوبك انتعشت إلى حد كبير من آثار اضرابات صناعة النفط في شهر ديسمبر الماضي وسوف يمكنها مع نهاية شهر مارس الجاري إنتاج 2.9 مليون برميل يوميا - كما كانت تفعل تماما قبل الاضرابات. وفي هذه الاثناء تجري مشاورات مكثفة بين رئيس وأعضاء المنظمة للتداول حول التعامل مع آثار الأزمة العراقية على سوق النفط العالمية وبينها احتمال عقد اجتماع استثنائي لوزراء نفط المنظمة. ولا يستبعد وزراء المنظمة عقد اجتماع استثنائي مثلما يتداوله البعض ولكن من الصعب الجزم بحتمية انعقاد مثل هذا الاجتماع في الساعات القليلة القادمة. وحول موقف المنظمة في ظروف الحرب في العراق قال متحدث باسم اوبك : ان المنظمة متمسكة بموقفها الثابت القائم على تحقيق الاستقرار في سوق النفط من خلال ضخ كميات اضافية . لكن المتحدث اكد في نفس الوقت بان المنظمة وبسبب قدراتها الانتاجية المحدودة وخاصة على المدى القصير غير قادرة لوحدها في تغطية حاجة السوق في حالة الطواريء مشيرا في هذا الصدد الى اهمية تعاون باقي المنتجين لضمان تغطية حاجة السوق من النفط وباسعار عادلة. وحول اسباب تراجع اسعار النفط في السوق رغم ان الحرب قد بدأت عزا المتحدث ذلك الى ما وصفه بالعوامل النفسية وما تردد بان الحرب على العراق قد تكون قصيرة الا ان ذلك وحسبما يقول يظل في اطار التكهنات حيث من الصعب تحديد فترة هذه الحرب. واشار الى ان سوق النفط متشبعة حاليا ولاتحتاج الى مزيد من الخام مؤكدا ان تقلبات الاسعار التي تمر بها سوق النفط في الوقت الراهن مردها العوامل النفسية البحتة. وساهم اعلان الولاياتالمتحدة استعدادها للجوء الى خزينها الاستراتيجي وما تردد عن وجود زيادة في انتاج دول اوبيك في الحد من ارتفاع اسعار النفط في السوق العالمية. وطبقا لما ذكرته نشرة (ميدل ايست ايكونوميك سيرفي) فان انتاج دول اوبك زاد بمقدار يفوق 27 مليون برميل في اليوم رغم ان سقف الانتاج الرسمي للمنظمة 5ر24 مليون برميل. عبدالله العطيه سبنسر ابراهام