سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لتحيا فرنسا: شعار الأمريكيين المعارضين للحرب الأمريكيون في مأزق بين الإعلام التهويلي والطبقة السياسية المستعدة للحرب ولم يبق لهم الا تعليق آمالهم على فرنسا
من اين انت قادم؟ يسأل سائق سيارة الاجرة في واشنطن شاردا في افكاره وهو يستمع الى الاخبار على الاذاعة. انني فرنسي. يستدير السائق وعلى وجهه ابتسامة مشعة اذا، فان الرحلة مجانية من اجلك. فقد انتشر بين الاميركيين ولع مفاجئ بفرنسا التي باتت تمثل في نظر العديد من الاميركيين اخر جدار في وجه حكومتهم وجنوحها المتهور الى الحرب. وفي حين تتبارز وسائل الاعلام الاميركية في التعليقات والافتتاحيات اللاذعة المعادية لفرنسا، متهمة باريس بالخيانة والجبن، باتت عبارة لتحيا فرنسا المفضلة لدعاة السلام لاستفزاز ادارة بوش واثارة حنقها. وغالبا ما تعود هذه اللازمة في الرسائل التي يتناقلها مستخدمو الانترنت المعارضين للحرب، كما كتبت على اللافتات التي رفعت خلال التظاهرات الضخمة في منتصف فبراير. وفي سان فرانسيسكو، يوضح جون سيمونز، الموظف في شركة آبل لاجهزة الكمبيوتر، كيف اضحى وزير الخارجية الفرنسي في غضون بضعة ايام بطله الجديد. وقال انه حين سمع دومينيك دو فيلبان يدعو الى اعتماد موقف حذر امام مجلس الامن، قلت لنفسي ان هذا الرجل يمثل صوتي اكثر من أي زعيم عالمي اخر. وينتمي هؤلاء الاميركيون المؤيدون لفرنسا سواء كانوا ناشطين ام غير ناشطين الى جميع الاوساط، ومعظمهم لم يزر اوروبا مرة، غير انهم يشعرون انهم في مأزق بين وسائل الاعلام التهويلية والطبقة السياسية المستعدة لشن الحرب، فيعلقون آمالهم على فرنسا التي تجسد في اذهانهم خيارا بديلا. يعلق جون كاتالينوتو الناطق باسم جمعية انسر التي تضم حركات معارضة للحرب ان أي معارضة للحرب تبعث الامل. وان كان قلة من الناس يدركون الدوافع خلف الموقف الفرنسي، الا انه يبقى بالطبع موضع ترحيب لانه يسمح بالتفكير بان الامور قد تتطور، وان الحرب ليست محتومة. واختصر الوضع قائلا من الجيد ان نعرف بكل بساطة ان ثمة شخصا ما في مكان ما يقول لا لادارة بوش ويرغمها على وقف آلتها. ويؤكد انه ينبغي المراهنة ايضا على روح المعارضة لدى الناس. ففي حين دعا البعض الى مقاطعة المنتجات الفرنسية، يمكنك ان تكون واثقا من ان ثمة اشخاصا يتهافتون في هذا الوقت على الأجبان الفرنسية على رفوف المتاجر الكبرى. في مطعم لو بيسترو دو كوان الفرنسي في واشنطن، تروي فلورانس لوبور كيف قدمت مجموعة كاملة بعد تناول الطعام الى العامل لتقول انها جاءت خصيصا لشراء مخزون من المنتجات الفرنسية لدعمنا. كما تتوافد رسائل الدعم الى السفارة الفرنسية، حتى لو انها تبقى اقلية وسط رسائل الاحتجاج والمعارضة. واوضح موظف في المكتب الاعلامي طلب عدم ذكر هويته ان رسائل التأييد لا تتعدى ربع الرسائل التي ترد السفارة يوميا منذ نهاية يناير وعددها يتراوح بين 600 والف رسالة، مقابل اربعين رسالة في الظروف العادية. وقال ان المضمون العام لهذه الرسائل هو اصمدوا، وكذلك حسنا فعلتم، ويا لشجاعتكم، واعرفوا انه ليس كل الاميركيين يكرهونكم، نحن ندعمكم.