أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما رسميا الجمعة اختياره السناتور جون كيري وزيرا للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون. وقال مخاطبا وزيره الى جانبه «اعرف انك ستكون وزير خارجية رائعا» وذلك بعدما اكد ان سيرة سناتور ولاية ماساتشوسيتس كلها اهلته لهذا المنصب. واضاف اوباما ان جون كيري قام خلال وجوده في مجلس الشيوخ «كرئيس للجنة الشؤون الخارجية بدور مركزي في كل النقاشات الكبرى بشأن السياسة الخارجية منذ نحو 30 عاما». وقال الرئيس ايضا «لن يكون في حاجة لكثير من الاعداد لمنصبه» معتبرا ان كيري «كسب احترام وثقة زملائه في مجلس الشيوخ من ديموقراطيين وجمهوريين على السواء». وخلص «لذلك، جون، اقدر لك قبول هذه المهمة وانا على ثقة بان مجلس الشيوخ سيؤكد تعيينكم سريعا»، مشيدا ايضا بكلينتون التي اعلنت عدم رغبتها في الاستمرار في منصبها بعد ان تنتهي ولاية اوباما الاولى في 20 كانون الثاني/يناير المقبل. وقرار اوباما هذا كان متوقعا منذ ان اعلنت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس الاسبوع الماضي عدولها عن الترشح لهذا المنصب . وكيري الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة 2004 امام جورج بوش، حاصل على وسام في حرب فيتنام قبل ان يصبح مناضلا مناهضا للحرب هو سناتور ماساتشوسيتس (شمال شرق) منذ عام 1985. وقد بلغ مؤخرا التاسعة والستين من العمر. وبحكم ترؤسه منذ اربع سنوات للجنة الشؤون الخارجية المهمة في مجلس الشيوخ خلفا لنائب الرئيس الحالي جو بايدن، لدى كيري بالفعل دراية واسعة بالملفات الدبلوماسية وكان مبعوثا لاوباما في ملفات حساسة وخاصة في باكستان. وقد تعرضت رايس، المقربة من اوباما، لانتقادات حادة من نواب جمهوريين بسبب تصريحاتها بعد اعتداء بنغازي الذي قتل خلاله اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في 11 ايلول/سبتمبر الماضي. فقد اكدت في 16 ايلول/سبتمبر لشبكات تلفزيونية ان الهجوم «ليس بالضرورة اعتداء ارهابيا» وانما نجم على الارجح عن «تظاهرة عفوية تطورت». وعلى الاثر اعترفت الادارة بان الهجوم كان عملا مخططا. واشتبه النواب في ان رايس والبيت الابيض تعمدا تضليل الاميركيين بشأن الطابع الارهابي لهذا الهجوم لعدم التأثير على صورة اوباما قبل اسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر التي فاز بها في نهاية المطاف. ومن هؤلاء النواب البارزين السناتور جون ماكين والسناتورة ليندسي غراهام الواسعا النفوذ والقادران على عرقلة تعيين رايس وزيرة للخارجية. ويخضع تعيين شاغلي المناصب الحكومية الاميركية لموافقة مجلس الشيوخ حيث يملك الديموقراطيون اغلبية بسيطة وليس اغلبية موصوفة لازمة لمنع اي عرقلة محتملة من المعارضة. ويخلف كيري هيلاري كلينتون التي قادت الدبلوماسية الأمريكية بنشاط لاربع سنوات اعلنت رغبتها في ترك منصبها واخذ قسط من الراحة وان كان اسمها يتردد على كل لسان في واشنطن كمرشحة محتملة للانتخابات الرئاسية لعام 2016. وقلة هم المسؤولون الاميركيون الذين زاروا قصر بشار الاسد في سوريا وقطاع غزة. ولكن جون كيري راكم من خلال مهامه في مجلس الشيوخ خبرة دولية قوية. وبحكم ترؤسه منذ 2008 للجنة الشؤون الخارجية المهمة في مجلس الشيوخ خلفا لنائب الرئيس الحالي جو بايدن، فان لدى كيري بالفعل دراية واسعة بالملفات الدبلوماسية وكان مبعوثا لاوباما في ملفات حساسة وخاصة في باكستان. زار كيري افغانستانوباكستان ومصر واسرائيل وغزة وسوريا والاردن ودارفور وبكين. ويعرفه الاميركيون جيدا منذ ان ترشح للرئاسة في 2004، بفضل ادانته للمعلومات الاستخباراتية الخاطئة التي ادت الى غزو العراق ولانه جعل من اعادة الاعتبار لصورة بلاده اولوية خلال حملته. لكن جورج بوش رد عليه بانه صوت هو نفسه على خوض الحرب، مثل العديد من زملائه الديموقراطيين. ولدى كيري في مجلس الشيوخ عدد من الاصدقاء بين الجمهوريين ومنهم جون ماكين الذي شن حملة على سوزان رايس التي كان يفترض ان تخلف هيلاري كلينتون. وتعرضت رايس، المقربة من الرئيس باراك اوباما، لانتقادات حادة من ماكين وحلفائه الجمهوريين بسبب تصريحاتها بعد اعتداء بنغازي الذي قتل خلاله اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في 11 ايلول/سبتمبر الماضي. واقترح العديد منهم اسم جون كيري كمرشح بديل. حتى ان جون ماكين خاطب جون كيري خلال مؤتمر صحافي بلقب «سيدي وزير الخارجية». ورد عليه كيري بحزم «سيدي الرئيس»، لان ماكين خسر ايضا سباق الرئاسة في 2008. ثم اضاف ضاحكا «هذا ما يحصل عندما يجتمع خاسران». وجون كيري الكاثوليكي متزوج من تيريزا، وريثة امبراطورية هاينز، وهو ابن طيار من الحرب العالمية الثانية. ويروي انه دخل بدراجته الى برلينالشرقية عندما كان والده في المانيا. وبعد دراسته في جامعة يال، انضم الى الجيش وحارب في فيتنام مثل جون ماكين، ثم اعلن معارضته للحرب بعد عودته في 1971. وبعد انتخاب اوباما، اصبح مبعوثا للرئيس في ملفات ساخنة وخصوصا في الشرق الاوسط. كما ارسل الى اسلام اباد في ايار/مايو 2011 لتهدئة الباكستانيين الذين لم يتبلغوا من واشطن بعملية اغتيال اسامة بن لادن. وفي شباط/فبراير 2009، كان بين ثلاثة من اعضاء الكونغرس زاروا قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس التي تعتبرها واشنطن ارهابية. والتقى عدة مرات الرئيس السوري في 2010 قبل بدء حركة الاحتجاج في سوريا. ويعرف كيري كذلك اوروبا جيدا وخصوصا فرنسا حيث امضى اهله اجازات الصيف مرارا، كما يتكلم الفرنسية جيدا. والناشط الفرنسي في حماية البيئة بريس لالوند، رئيس مؤتمر الاممالمتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20) هو قريب والدته. ويحتاج كيري للاغلبية في مجلس الشيوخ للموافقة على ترشيحه وهو ما يتوقع ان يجري بعد تنصيب اوباما في 21 كانون الثاني/يناير. ولكن الجمهوريين يعتبرون المنصب مضمونا له.