في المقال السابق عرضنا لبعض المخططات الصهيونية التي تعتمد على اثبات الوجود ووضع موطئ لقدم يسمح لليهود بالتواجد لاقامة شعائرهم, وطقوسهم من خلال النصب التذكارية, وفي هذا المقال نعرض لاحد هذه المخططات الفاشلة التي حاول اليهود ان يبنوا عليها احلاما بدخول مصر في أواخر التسعينات بدعاوى رفضتها المحكمة المصرية رفضا قاطعا في حكم صدر في منتصف سبتمبر 2001م. والقصة تبدأ من كذبة رددها اليهود وصدقها الناس مؤداها ان حاخاما يهوديا اقام بدولة المغرب واستقل مركبا لزيارة ارض الميعاد في القدس, الا ان المركب التي كان يستقلها غرقت في عرض البحر المتوسط فافترش حصيرته فوق مياه البحر التي طارت به الى سوريا ومنها الى القدس ثم حملته الحصيرة الى مدينة الاسكندرية, واستقر في قرية دميتوه التابعة لمحافظة البحيرة حيث عمل اسكافيا يصلح النعال الى ان توفي فوق حصيرته ودفن في ضريحه الحالي بهذه القرية منذ اكثر من 130 سنة!! قصة وهمية تشير الى السذاجة والبلاهة وتدعو الى الرثاء والسخرية. وبعد اتفاقية السلام مع اسرائيل بدأت اعداد قليلة من اليهود في الوفود الى هذه القرية لاقامة شعائرهم واحياء احتفاليتهم بمولده الذي يبدأ من 26 ديسمبر ولمدة اسبوع كل عام, يمارسون فيها كافة انواع الدجل والشعوذة والمجون والخلاعة, ثم تزايدت اعدادهم الى ان بلغت نحو ثلاثة آلاف يهودي يحضرون كل عام من مناطق مختلفة, ويبدأون الاحتفال بافتتاح مزاد يتم فيه دفع مبالغ مالية تصل الى اكثر من 200 ألف دولار توضع فوق حصيرة طويلة ومن يفز بالمزاد يحظ بشرف فتح باب المقبرة, ثم يتلون التراتيل باللغة العبرية, ويأتون بحركات عصبية شديدة ويرتفع نحيبهم وعويلهم وصراخهم مع احتسائهم للخمور, ويضيئون الشموع وتتحول الترانيم الى رقصات هستيرية وافعال لا اخلاقية, ويدور النساء والرجال في حلبات للرقص ويشرب الجميع كؤوس الخمور مما يؤذي شعور المسلمين في هذه القرية. ثم تقدموا للحكومة المصرية بطلب شراء ثلاثة افدنة حول هذه المقبرة لاقامة فندق ومطعم يهودي يحيطها سور مرتفع ليحجب رؤية المصريين عما يدور داخل هذا الكردون من مساخر يهودية اثناء الاحتفال, ورفضت الحكومة المصرية هذا المطلب, لانه من الغباء التسليم ببيع اراض لليهود تذكرهم بمأساة فلسطين, كما اقيم طريق علوي تكلف ملايين الجنيهات انشئ خصيصا لكي تتوفر الحماية لضريح ابي حصيرة ويربط بين مدينتي دسوق والبحيرة ويتصل بطريق القاهرةالاسكندرية الزراعي. وقد بدأ سكان القرية يشعرون بالمهانة بعد الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين, مما دفعهم الى اقامة هذه الدعوى بمنع اقامة هذا الاحتفال ونقل رمة المدعو ابو حصيرة خارج مصر, وبعد عدة جلسات قرر القضاء المصري منع الاحتفال بالمولد نهائيا. ومن هذا يتضح ان المخططات اليهودية على الرغم من انها مكشوفة الا انهم لا ييأسون من تكرار المحاولة وهم يلعبون على عنصر الزمن ويعتقدون انه كفيل بتغيير الاوضاع وهو جزء من تفكيرهم وفلسفتهم في الحياة.