أفادت تقارير بأن مشروع التقرير الخطي لرئيس المفتشين الدوليين هانس بليكس الذي سيقدمه غدا السبت الى مجلس الأمن المنعقد منذ أمس جاء فيه ان نتائج عملية نزع سلاح العراق محدودة جدا حتى الان. وبحسب هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) التي قالت انها حصلت على نسخة منه فإن بليكس يوضح أن مجال نزع السلاح كانت محدودة جدا حتى الان وأنه كان بامكان بغداد القيام بجهد اكبر للمساعدة على تحديد مواقع الاسلحة المحظورة. ويشير بليكس استنادا الى هذا النص الى أنه من الصعب ان نفهم لماذا لم يتم الابلاغ في وقت سابق عن اجراءات تتخذ حاليا. أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فقد اعتبر أمس أن صواريخ الصمود 2 التى طلبت الاممالمتحدة من العراق تدميرها ليست سوى الرأس الطافي لجبل الجليد لكن بوش رجح أن صدام سيدمرها. وقال للصحفيين في البيت الأبيض خلال استقباله الرئيس الأفغاني حميد قرضاي: لاحظت ان الكلام يجري اليوم عن الصواريخ المحظورة في العراق. ان ذلك يشكل جانبا من حملة الخداع التى يقوم بها العراق .. يقولون انهم لن يدمروا الصواريخ لكنهم سيغيرون رأيهم في اخر الاسبوع ليقولوا انهم سيفعلون. وتابع بوش قائلا: الا ان هذه الصواريخ ليست سوى الرأس الطافي على السطح من جبل الجليد. والمسألة الوحيدة هي النزع الكامل والتام للاسلحة وهو الامر الذي يرفض صدام حسين القيام به .. اذا كان علينا ان ندفع بقواتنا بسبب رفضه نزع اسلحته فان الهدف سيكون النزع الكامل للاسلحة مما يعني تغيير النظام، مشيرا الى ان ذلك لم يكن الهدف في حرب الخليج السابقة عام 1991. فرنسا: الغالبية في مجلس الامن ترى ان الوقت لم يحن للحرب وفي مجلس الامن الذي استأنف مشاوراته حول العراق أمس، اعلن مندوب فرنسا في الاممالمتحدة انه من الواضح جدا ان الغالبية (في مجلس الامن) لا ترى ان الوقت قد حان للحرب. واضاف جان مارك دو لا سابليير متحدثا للصحافيين اثر مشاورات مغلقة في المجلس حول العراق ان هناك ايضا اغلبية ترى انه يمكن نزع سلاح العراق بالوسائل السلمية. ومناقاشات مجلس الامن تدور حاليا حول مشروع قرار يفتح الباب امام اللجوء الى القوة ضد العراق، في وقت استمر الحشد العسكري الامريكي على الارض والاستعدادت العراقية لمواجهة الحرب. وهناك نصان مطروحان للبحث في مجلس الامن الدولي ولكن من غير المقرر اجراء تصويت حاليا. ويؤكد النص الاول وهو مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة وقدمته بريطانيا ويحمل ايضا توقيع اسبانيا وربما تدعمه بلغاريا، ان العراق لم يعرف كيف يستفيد من الفرصة الاخيرة التي توافرت امامه لنزع اسلحته طوعا وفتح الطريق امام استخدام القوة. اما الثاني وهو مذكرة موقعة من فرنسا وروسيا والمانيا ومدعومة من الصين وسوريا، فيوصي بمواصلة عمليات التفتيش وتعزيزها. وتؤكد المذكرة ان اللجوء الى القوة يجب ان يكون الخيار الاخير. وأعلن البنتاغون أمس أن عدد القوات الأمريكية المنتشرة تحسبا لحرب في العراق بلغ 225 الف عنصر بينهم 111 الفا في الكويت. واشار الى ان عدد هذه القوات المنتشرة في الخليج وشرق البحر المتوسط زاد 15 الف رجل خلال اسبوع واحد. واشار هذا المسؤول الى ان وصول حاملة الطائرات كيتي هوك ومجموعتها البحرية الى منطقة الخليج، رفع الى 46 الفا عدد عناصر البحرية الأمريكية الموجودين على متن سفن حربية. واشار البنتاغون الى ان المخططين العسكريين يعولون على قوة قوامها 250 الف عنصر، اي نصف عدد القوة التي اشتركت في حرب الخليج في 1991، من اجل الاطاحة بصدام حسين. وخططت لندن من جهتها لنشر 42 الف عسكري في الخليج. وسط هذه الاجواء التصعيدية، تستمر الاستعدادات في شرم الشيخ لعقد القمة العربية المخصصة للمسألة العراقية. وستدعو هذه القمة الى حل سلمي للازمة العراقية في اطار قرار مجلس الامن رقم 1441 رغم اقتناع غالبية الاعضاء بان فرصته "ضئيلة"، حسبما ذكر عدد من وزراء الخارجية العرب. وقالت مصادر قريبة من الاجتماع ان وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعا تشاوريا على غداء عمل أمس في حضور الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لبحث مشروع جدول اعمال القمة وسط خلافات حول تسمية البند الاول المتعلق بالازمة العراقية ومحتوى البيان الختامي للقمة. وفي فيينا اعلن الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الفارو سيلفا كالديرون ان المنظمة لن تستخدم النفط كسلاح في حال شن حرب على العراق. وقد ارتفعت اسعار النفط في سوق نيويورك الآجل الاربعاء لتبلغ 70،37 دولار، اي اعلى مستوى لها منذ 27 شهرا.