تفقد المفتشون أمس الخميس، وللمرة الاولى، منزلا مدنيا في بغداد يعود لعالم عراقي، وجاء هذا التطور عقب اعلان كبير المفتشين، هانز بليكس إنه سيحذر العراق من ان عليه تقديم أدلة جديدة عن أسلحة محظورة، تحت طائلة مواجهة الحرب. وفي الغضون، احتجت بغداد على عرض اميركي بتقديم طائرات تجسس للمفتشين. زار مفتشو نزع الاسلحة اليوم الخميس، وللمرة الاولى منذ استئناف عملياتهم في العراق، منزلا في بغداد يعود لعالم ذرة عراقي. وفي هذه الاثناء، اعلن كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس انه سيحذر المسؤولين العراقيين من ان عليهم تقديم اية ادلة جديدة عن اسلحة الدمار الشامل، تحت طائلة مواجهة حرب محتملة. وقال بليكس للصحفيين وهو يغادر مقر الأممالمتحدة في طريقه إلى أوروبا إنهم متعاونون في السماح على الفور للمفتشين بدخول المواقع التي يريدون تفتيشها وهم متعاونون جدا في الشؤون الإدارية. لكن عليهم أن يفعلوا المزيد لتقديم الأدلة إذا كان لهم أن يتفادوا أي تطورات أكثر سوأ. وسيزور بليكس ومحمد البرادعي المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة الذرية العراق يومي الأحد والاثنين للمرة الأولى منذ استئناف أعمال التفتيش في 27 تشرين الثاني/نوفمبر قبل تقرير مهم سيقدمانه إلى مجلس الأمن الدولي في السابع والعشرين من الشهر الحالي. وهما يعتزمان إبلاغ المسؤولين العراقيين إن تقرير الأسلحة الذي يقع في 12 ألف صفحة والذي قدمته بغداد الشهر الماضي به ثغرات مهمة خاصة فيما يتعلق ببرامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وسئل بليكس هل زيارة بغداد فرصة اخيرة للعراق للانصياع لمطالب مجلس الامن فقال: لا اعتقد اننا يجب ان نتحدث عن فرص اخيرة في هذا العالم ... ما زال هناك وقت امام العراقيين لاخراج انفسهم من وضع خطير جدا. وفي حين يريد بليكس والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ومعظم الدول الاوروبية اعطاء المفتشين فسحة من الوقت لاتمام عملهم فان الرئيس الاميركي جورج بوش اعرب عن نفاد صبره بشأن عمليات التفتيش بأن قال الثلاثاء ان الوقت يوشك ان ينفد امام الرئيس العراقي صدام حسين لنزع اسلحته. وقال بليكس في وقت سابق ان هناك حاجة الى ستة اشهر للقيام بعمليات تفتيش دقيقة بحثا عن اسلحة الدمار الشامل. لكنه عاد وقال الاربعاء انه اذا سلم العراق البيانات المطلوبة فعندئذ لن تكون هناك حاجة على الاطلاق الى الكثير من الوقت. واضاف قائلا: بالطبع فان عملية التحقق ستستغرق حتما بعض الوقت... ما اعنيه انها ستمضى بخطى اسرع كثيرا اذا حصلنا على تعاون قوي. وحين سئل بليكس عن اجتماع مع كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الاميركي الثلاثاء الماضي قال: تريدنا ان نعيد دراسة الاعلان (العراقي) من جديد. واضاف رئيس لجنة مفتشي الاممالمتحدة للاسلحة قوله: اعطينا بعض الامثلة للاشياء التي نعتقد انها ليست مغطاة (في الاعلان) واعتقد انها تريدنا ان نعطي تقييما للتعاون على ارض الواقع فيما يتعلق بعمليات التفتيش وايضا فيما يتعلق برؤيتنا للتقرير الان بعد ان حللناه اكثر. وبموجب القرار رقم 1441 الذي اصدره مجلس الامن في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر اعطى المجلس العراق فرصة اخيرة لنزع السلاح ويهدد بعواقب وخيمة اذا لم يفعل. وجاء في القرار ان اي بيانات كاذبة في الملف العراقي او نقص بالاضافة الى عدم تعاون مع المفتشين لتنفيذ القرار سيشكل انتهاكا ماديا لالتزامات العراق وهو انتهاك يبطل وقف اطلاق النار المبرم في حرب الخليج عام 1991 ويسمح بشن حرب. وتوجه بليكس الى بروكسل لاجتماعات مقررة امس الخميس مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي. وينضم اليه البرادعي في باريس اليوم الجمعة لاجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ثم يتوجهان الى لندن للقاء توني بلير رئيس الوزراء البريطاني. واضافة الى الثغرات الموجودة في الملف العراقي قال بليكس انه سيطلب من بغداد اسماء نحو 500 عالم عراقي عملوا في برامج الاسلحة المحظورة. وابلغ بليكس رويترز بقلقه على سلامة طائرات الهليكوبتر التي يستخدمها المفتشون في شمال وجنوب العراق حيث تفرض الولاياتالمتحدة وبريطانيا حظرا جويا وحيث صعدت الطائرات الاميركية والبريطانية قصفها لاهداف عراقية. وعلى الرغم من لجنة الاتصال التي تعمل على تفادي اي حوادث والتي شكلتها الاممالمتحدة مع كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا يقول العراق انه لا يضمن سلامة طائرات المنظمة الدولية. المعارضة تحتشد الى ذلك، قال مسؤولون في المعارضة العراقية الاربعاء ان العراقيين الموجودين في المنفى بدأوا التجمع في الغرب كي يؤخذوا الى المجر للتدرب على ادارة شؤون العراق اذا نجحت الولاياتالمتحدة في غزو العراق. وقال صديق موسوي المتحدث باسم الحركة الملكية الدستورية لرويترز: لن تكون هذه تدريبات صورية.. نحن نتحدث عن تجهيز عراقيين في المنفى كي يساعدوا في ملء الفراغ عند سقوط صدام بما في ذلك التدريب على قتال الشوارع والادارة والدفاع المدني. وقال موسوي ان الولاياتالمتحدة ارسلت نحو 150 مدربا الى المجر وان ألفي عراقي سجلوا اسماءهم للمشاركة في التدريب. وقال عضو آخر في المعارضة العراقية ان المتدربين بدأوا التجمع في فورت بليس بولاية تكساس ويحتمل ان يتجمعوا في مواقع عسكرية امريكية اخرى . وستكون هناك عملية اعداد قبل التوجه الى المجر. ويسيطر حلفاء المعارض احمد جلبي الذي يقود المؤتمر الوطني العراقي على المتطوعين. ويقيم جلبي افضل اتصالات مع واشنطن من بين الفصائل العراقية المعارضة. ولا يشارك فصيلان عراقيان رئيسيان هما المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي مقره ايران والحزب الديمقراطي الكردستاني في التدريب. وقال حامد البياتي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في لندن ان المجلس كان سيشارك لو كان يريد ذلك ولكن ذلك سيسيء لسمعة المجلس ويقوض مصداقيته عند الشعب العراقي. ولم يتضح ما اذا كان الاتحاد الوطني الكردستاني سيشارك في التدريبات. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية ان الهدف من التدريب هو المساعدة في غزو محتمل للعراق. واضافوا ان وزارة الدفاع قالت لمئات العراقين في المنفى ان يتجمعوا في مواقعها في الولاياتالمتحدة واوروبا هذا الشهر كي ينقلوا الى تاجار بالمجر في اوائل فبراير شباط كي يتلقوا تدريبا. وقال المسؤولون لرويترز ان نحو ثلاثة الاف من معارضي الرئيس العراقي صدام حسين يعيشون في الولاياتالمتحدة وغيرها يريدون المشاركة. وافاد المسؤولون الاميركيون الذين طلبوا عدم الافصاح عن اسمائهم ان هؤلاء لن يصيروا مقاتلين ولكن سيتلقون تدريبا على ان يكونوا مترجمين ومرشدين ومتخصصين في شؤون الاستخبارات ومسؤولي اتصالات يساعدون القوات الامريكية وقوات الحلفاء اذا امر الرئيس جورج بوش بغزو العراق. اميركا تحذر العراق في غضون ذلك، حذرت الولاياتالمتحدةالعراق من استخدام مدنيين كدروع بشرية في محاولة لتجنب ضربات جوية أثناء أي حرب. وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية ان العراق أعلن في أواخر ديسمبر انه سيجند ويستقبل متطوعين من دول عربية وغربية ليخدموا كدروع بشرية يتم نشرهم لحماية المواقع الحساسة. وقال مايرز في بيان صحفي في وزارة الدفاع (البنتاغون) ان هذا ينطوي على تجنيد متعمد لمدنيين أبرياء بهدف وضعهم في طريق الأذى اذا وقع صراع. واضاف: أود ان أشير الى انه أمر غير قانوني وفقا للقانون الدولي للصراع المسلح استخدام غير مقاتلين كوسيلة لحماية أهداف محتملة واذا فعل العراق ذلك فانه لا ينتهك هذا القانون فحسب وانما ستعتبر جريمة حرب في أي صراع. بليكس خلال اجتماعه مع سولانا احد افراد المراقبة العراقية يشير بيديه بينما المفتشون يطالعون بعد انتهاء زيارتهم منزل الدكتور فالح حمزة رئيس مجمع الرازي العسكري