صدر للشاعر والناقد التشكيلي أشرف أبو اليزيد كتاب سيرة اللون، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو قراءة شعرية ونقدية لتجارب تشكيلية معاصرة مصرية وعربية وعالمية. والتجارب التشكيلية المطروحة على هذه الصفحات، بين القاهرة ودمشق، ومن مسقط إلى أنقرة، مرورا بعواصم الأردن والجزيرة. وفي أعمال رواد الفن والحركات التشكيلية المعاصرة مجرد سطور في موسوعة الفن، تمثل عيني شاهد على موسم 2001و2002 ، وهو يدشن بهذا الكتاب النقدي الذي يبلغ نحو 400 صفحة تقليدًا سنويا لكتاب الفن. نساء البهجوري يبدأ سيرة اللون مع المصور وفنان الكاريكاتور جورج البهجوري ورسام المائيات عدلي رزق الله اللذين قدما سيرتين روائيتين، وهما السيرتان اللتان يتقاطع معهما هذا الكتاب، قبل أن يعرج على معرض نساء البهجوري. أما جبرتي الفن المعاصر منير كنعان عاشت مصر معه شهرا ونصف الشهر في أضخم معرض استعادي في مصر فنقرأه في دراسة عنوانها تحولات منير كنعان. ويتذكر أشرف أبو اليزيد صانع الوجوه بهجت عثمان، أما ألبوم 100 رسم وأكثر الذي يفضح العولمة والأمركة فيهيأ للقاء الفنان محيي الدين اللباد الذي يسميه الكتاب الممثل الرسمي لفن الاحتجاج! ويمضي المؤلف مع الفنانة إنجي أفلاطون في رحلتها بحثا عن الفن والحرية، ويمر بالمعرض الأربعين للفنان فاروق حسني، ثم تجربة الفنان أحمد نوار، ثم نعيش مع رحلتين جديدتين لفنانين متميزين هما رائد الباستيل محمد صبري، وناسك الباتيك علي الدسوقي قبل أن نلتقي الفنان عبد الوهاب عبد المحسن راهب الجرافيك بين رسالة الدكتوراه التي نالها حول رسالة الغفران لأبي العلاء المعري ومعرضه حول الثقافة الاستهلاكية، ومائياته في مغامرة جديدة، وأيضا معرضه الصرخة: البحيرة. ثم نعيش مع فنان آخر هو ممدوح أنور الذي يحمل معه روح المقهى ودفء الحارة وطلعة بنت البلد. وبعده نركض مع خيول الفنان أحمد عبد الكريم، تلك الخيول البرية التي تعتلي صهوة اللون والتاريخ، ومراكبه الورقية التي تغرق بحثا عن هويتها. آلام الانتفاضة ويتناول النحات الشاب محمد الشوربجي في معرضه عن آلام الانتفاضة وأحلامها في معرضه بأتيلييه القاهرة. وزميلته التي تجد في الريف عزلتها الفنية وعالمها المسكون بالحكايات الملونة؛ التشكيلية الشابة سناء موسى التي تؤكد أن أهم قضايا الفن هي حريتها! ونحتفي بتجربة شابة أخرى، للفنان البديع جمال هلال عاشق البورتريه. ويقدم الكتاب قراءة بصرية لمعرضين أقيما احتفالا باليوبيل الذهبي لثورة يوليو فضلا عن جدارية للفنان مصطفى الرزاز، قبل أن يوجه التحية إلى لوتس عبد الكريم على إصدارها (الشموع) الراعي للفن، والفنان ناصر عراق على تأريخه للرسم الصحفي في مصر، والناقدة فاطمة علي على جهدها في مؤلفها ( مذابح الأبرياء ) . فنانون عرب وفي القلب من المتن والروح معارض عربية مع الشاعرة والتشكيلية ميسون صقر من الإمارات، وبعدها آمنة النصيري من اليمن، ومحمد العامري من الأردن. ويختتم رحلته الأردنية، التي زارها خلال الاحتفال بعمان عاصمة للثقافة العربية بإطلالة على المتحف الوطني للفنون الجميلة الذي تقدم معرضه العربي الأميرة الفنانة وجدان علي. في النمسا لنا أكثر من حكاية ، أولها مع طارق الطيب المبدع السوداني الشاعر والقاص والرسام أيضا. لكن الوقفة الأكبر خارج مصر في سلطنة عمان، مع الملتقى الأول للنحاتين العرب في مسقط، الذي أكد حرية الفن في اختراق قيود الحجر والأزمنة وعبور بوابة الحياة. وقبل مغادرة عُمان نعيش مع تجربتها التشكيلية المعاصرة مع عدد من بين رساميها ومنهم نادرة محمود وحسن مير فضلا عن زيارة متاحفها ومعارضها التي تستضيف رسامي العالم. وللكتاب في العاصمة السورية أربعة لقاءات مع النحات مصطفى علي في محراب أساطير العالم، ذلك الطائر الذي يغني عزلته فوق عربة لا يقودها أحد! والرسامة السورية مريم جروس التي أقيم أول معرض لها بعد رحيلها في لوحات "بلون القهوة قاتمة ومُرة"، وأعمال صفوان داحول، الذي يقدم كائنات تعزف الرحيل وتنشد الألم! وأيضا مع فايز سارة الذي يصدر موسوعة للكاريكاتور العربي. ثلاث مفاجآت عالمية بين دفتي هذا الكتاب، اكتشاف الفنانة جليلة أم الشاعر الأشهر ناظم حكمت، هي رائدة الفن التشكيلي الحديث في تركيا، و ترجمة مقاطع من رواية لسلفادور دالي الذي يقول: لست سورياليا.. أنا السوريالية، يقدم لنا فيها سيرة طولها 20 عامًا من الصور النادرة والاعترافات السرية، أما نحات القرن هنري مور، فيكتب يوميات الفن، ويعلق على أعماله، تلك المنحوتات الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس!! فن عالمي وفي الكتاب يرصد المؤلف حركة الفن النمساوي المعاصر عبر خمسة رسامين، إضافة لتجربة التشكيلي والمخرج النمساوي بيتر باتساك. ونستمع إلى فنانة كندية ترسم صحراء الربع الخالي بأوراق الذهب لتقدم حرائق الألوان السريالية. وفي الكتاب محاولة أولى لرسم خريطة للفن الإفريقي المعاصر، في تلك الأرض المأهولة بالأساطير وتحرسها أقنعة الحياة والموت! ونسافر مع التشكيلي الفنزويلي لويس ألبرتو هيرنانديز الفنان الذي يرسم جذوره. ويختتم الكتاب مع الفنانة البريطانية باتريشيا ميلنز التي تستلهم الطلاسم العمانية لعزف ترانيم لونية خالصة.