عندما قدم فنانو كاريكاتور مصريون في بدايات القرن المجلة الساخرة البعكوكة يومها لم يطرأ على بالهم أن فن الكاريكاتير سيستوعب كثيرا من ألوان الفنون، وأن المستقبل في كثير من مناح الإعلام الحديث ستعتمد ألوان هذه المدرسة من مدارس الإعلام الحديث وألوان الفنون التشكيلية وفن النقد في الإعلام الحديث، حيث ظهرت الكثير من المجلات والكتب المتخصصة في هذا الفن، وأصبح فنانوه أعلاما في الإعلام والنقد، ورموزا في بعض الأحيان مثلما هو الحال مع ناجي العلي مثلا، واليوم ظهرت في بيروت المجلة الدورية التي هي أشبه بكتاب. هذا الكتاب المجلة الذي يجيء باسم «طش فش» أصدره الناشر اللبناني والمحب لفن الكاريكاتير المعتز الصواف، الذي قد قدم إضافة جديدة إلى المكتبة العربية، من خلال الإصدار الأول الذي جاء تحت عنوان «البحث عن العدو.. مستمر»، وهو الإصدار الذي من الممكن ظهوره مرتين في العام. ويرصد أهم أعمال الفنانين القدامى والجدد في مجال الرسوم الهزلية والكاريكاتور والرسوم المتحركة والروايات المرسومة للراشدين أو ما يسمى بالفن التاسع الذي أصبح في طي النسيان في العالم العربي، حيث كانت معظم موارد الفنانين تنشر فقط في منشورات دورية (صحف ومجلات) ونادرا في الكتب والمجلات المتخصصة أو في المعارض الفنية نظرا لقلة اهتمام الناشرين والجمهور بها. «طش فش» كتاب تنشره هزاز جرافيكس، وهي دار نشر لبنانية تأست سنة 1990م لنشر كتب ومجلات للأطفال. وهي هيئة غير ربحية تهدف إلى المساعدة على تنمية إدراك الفن التاسع في الشرق الأوسط وتطوير أعمال الرسوم الهزلية في العالم العربي، ويعود ريع هذا الكتاب إلى جمعية واصف سعاد الصواف الخيرية. يضم الكتاب نبذة مختصرة عن عدد من الرسامين وأشهر أعمالهم، وهم كل من محمود كحيل، ستافرو، إيلي صليبا، حسن إدلبي، مصطفى حسين، المعتز الصواف، عماد حجاج، إدجار أحو. والغلاف من رسم المعتز الصواف الذي كتب أيضا مقدمة الكتاب. ومن هؤلاء، يأتي الاسم الأشهر محمود كحيل وقد خصص الجزء الأكبر من صفحات الكتاب لأشهر رسامي الكاريكاتير العرب اللبناني الراحل محمود كحيل، وتضمن الكتاب أشهر أعماله التي نشرت بصحيفة الشرق الأوسط وتميزت بالجرأة والنقد اللاذع للسياستين الأمريكية والإسرائيلية تجاه فلسطين والمنطقة العربية، وكحيل من أبرز وجوه الجيل الثاني من رسامي الكاريكاتور اللبنانيين. كما جمع الكتاب أعمال الفنان ستافرو الذي بدأ في رسم الكاريكاتور وهو في سن الرابعة، وتضمن الكتاب عدة أعمال للبناني إيلي صليبا الذي ينشر له يوميا كاريكاتور بصحيفتي الديار اللبنانية والوطن القطرية، وتتناول أعماله الوضع السياسي العام ويعرض الكتاب أعمالا للسوري حسن إدلبي الذي تميزت رسوماته للبورتريه الشخصي بجاذبية وإتقان.