يرى عبدالله أحمد شباط ان الإبداع الأدبي سبق ظهور الصحافة ومع ذلك فقد كان للصحافة الفضل الكبير في نشر إبداعات الأدباء وتعميم نتاجهم الأدبي وتقريبه من الناس. وهذا الرأي ليس غريبا على رجل عاش حياته بين الأدب والصحافة وكانت له في هذا المجال وذاك بصمة مميزة وأسلوب خاص وإبداع نابع من الذات ويستند الى ثقافة واسعة. ألف عبدالله شباط عددا كبيرا من الكتب ونشر مئات المقالات الصحفية وأسس مجلة الخليج العربي ودخل الى دنيا الأعمال من خلال الانتاج الفني للاعلانات التلفزيونية في الاحساء وبالتحديد في مدينة المبرز ولد عبدالله شباط وعلى أرضها عاش طفولة قروية بسيطة وخالية من وسائل الترفيه وخدمات الرفاهية. في سن مبكرة دخل الى المدرسة الابتدائية وكان حصوله على شهادتها حدثا كبيرا وفرحة لا توصف اعتقد معها انه قطع شوطا من التعليم لا بأس به. فوجىء بتعيينه مدرسا في الدمام فخرج للمرة الأولى من القرية وتعرف لأول مرة على أشخاص من خارج الدمام والتحق بالمدرسة الأولى ووجد فيها مدرسا واحدا وبعد فترة تم تعيين اثنين من المدرسين وانتداب مدير للمدرسة. في المدرسة الأولى أمضى عاما واحدا ثم انتقل الى صفوى ثم الى القطيف وكانت تجربته بمدرستها تجربة مثيرة ومفيدة تعرف خلالها على عدد من أدباء القطيف وشعرائها وتعمق حبه للقراءة والكتابة وازداد هوى الأدب في قلبه ونبعت داخله فكرة مواصلة الدراسة. التحق بالمعهد العلمي بالاحساء الذي اسندت إدارته الى الاستاذ عبدالله بن خميس وواصل الدراسة به حتى الصف الرابع ثم سافر الى مصر وحصل على دبلوم في الصحافة وكانت محطة مهمة ومفيدة في حياته. خلال فترة دراسته بمعهد الاحساء بدأ عبدالله شباط في مراسلة بعض الجرائد والمجلات ومن بينها مجلة السمير التي كان يصدرها الشاعر إيلياء ابو ماضي في نيويورك ومجلة القلم الجديد التي كانت تصدر في عمان ومجلة الهدف في العراق وجريدة البحرين في البحرين وحين نشرت مقالاته في هذه الصحف والمجلات شعر بسعادة كبيرة وآنس في نفسه القدرة على الكتابة ففكر في إصدار مجلة في الاحساء تحمل اسم (الخليج العربي) وحصل على الموافقة الرسمية على اصدارها وشعر بانه على أبواب مرحلة جديدة في حياته. بدأ عبدالله شباط في جمع المقالات والكتابات والمواد الصحفية, واستعان بجهود بعض اصحاب الخبرة الصحفية في مصر ولبنان, وحين اكتملت مواد المجلة حملها الى المطبعة السعودية في الدمام وطبع من أعدادها ألفا وخمسمائة نسخة مقابل ألف ريال وظهرت المجلة الى الوجود. لم يكن عبدالله شباط يملك خطة جاهزة لتوزيع المجلة ولم يكن قد فكر في وسيلة لتسويقها فاعتمد على جهده الشخصي وجهود أصدقائه وزملائه في الدماموالرياض ونجح في توزيع خمسمائة نسخة في الدماموالخبروالقطيفوالاحساء, ثم ارسل الى احد أصدقائه بالرياض ألف نسخة ليتم توزيعها هناك ولكنه لم يعرف ماذا تم في هذه النسخ؟. أصدر عبدالله شباط العددين الثاني والثالث واستمر في إصدار المجلة حتى العدد السادس فاهتزت أحوال المجلة المادية ولم يتبق معه ما ينفقه عليها ولم يكن هناك مردود للاعلان او الاشتراكات او التسويق فتوقفت المجلة عن الصدور عام 1375ه. في نفس العام التقى عبدالله شباط بمحمد أحمد فقي وكان رئيس مرور الظهران الذي سأله عن أخبار المجلة, واتفق معه على اعادة اصدارها كجريدة أسبوعية, على ان ينتقل مقرها الى الخبر, ويرأس محمد احمد مفتي تحريرها مقابل إصدارها على نفقته ويتولى عبدالله شباط إدارة المطبوعة. من احدى الشقق بالخبر صدرت المجلة من جديد ولكن بشكل مختلف وكتب لها النجاح بعد ان تطور أسلوب توزيعها وارتفع عدد النسخ الموزعة من ألف نسخة الى عشرة آلاف نسخة وقدمت مطابع الرياض التي كان يشرف عليها الشيخ حمد الجاسر خدمات كبيرة وقامت بطبع الجريدة لمدة عام كامل دون ان تتفاوض على قيمة طباعتها, ووضعت كل امكاناتها تحت تصرفها, وحين أكد الاستاذ عبدالعزيز فرشوطي ان لديه معلنين كثر يمكن ان يدعموا الجريدة باعلاناتهم واقترح ان تكون الإدارة والتحرير والطباعة في جدة نال اقتراحه الاستحسان وبدأت الجريدة صدورها من جدة ثم عاودت الإصدار من الخبر بعد ان عثرت على مطابع ملونة بسعر جيد. وفي عام 1380ه صدر الأمر بنقل امتياز الجريدة الى الاستاذ علي بوخمسين ثم صدر نظام المؤسسات الصحفية في عام 1381ه وتوقفت المطبوعة عن الصدور. بعد ذلك عمل عبدالله شباط مساعدا لرئيس بلدية الخبر ثم رئيسا لبلديات المنطقة المحايدة حتى تم ضم بلدية الوفرة الى دولة الكويت وبلدية الخفجي الى المملكة العربية السعودية وبعدها طلب التقاعد وحين تمت الموافقة على طلبه عاد الى العمل الحر وتقدم بطلب لمنحه ترخيص انتاج فني لانتاج الاعلانات التلفزيونية وتمت الاستجابة الى طلبه اضافة الى استمراره في الكتابة في الصحف والمجلات والاهتمام بالآداب وتأليف الكتب. ألف عبدالله شباط عددا كبيرا من الكتب من بينها كتاب (ابوالعتاهية) وصدر عن الجمعية السعودية للثقافة والفنون وكتاب (أدباء من الخليج) وكتاب عن (الخبر) صدر عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكتاب (صفحات من تاريخ الاحساء) وكتاب (الاحساء أدبها وأدباؤها المعاصرون) وقصص من التاريخ تحت عنوان (حمدونة) وأخرى بعنوان (ليلة أنس) وكتاب عن الشيخ عبدالله بن علي العبدالقادر بعنوان (الفقيه الشاعر) وكتاب عن خالد الفرج بعنوان (شاعر الخليج) وآداب العبادات و(أصداء من وادي عبقر) (وشخصيات من التاريخ) و(الخبر واجهة الشرقية) و(حديث الثلاثاء) و(بين دفتي كتاب) وغيرها من الكتب. ويرى ان لكل محطة من محطات الحياة جمالها ورونقها وصعوباتها ومنغصاتها ولكن تظل مرحلة الدراسة هي الأجمل.