عمت أمس تظاهرات بالملايين مختلف العواصم، الغربية منها خاصة، ضمن التحرك العالمي للاحتجاج على الحرب في العراق وفي أقوى رسالات التعبير لدى الرأي العام التي تشكل نكسة للمواقف المؤيدة للحل العسكري.ففي لندن تظاهر أكثر من مليوني شخص حسب الارقام التي اعلنتها شاشة مضيئة اقامها المنظمون في وسط هايد بارك، الحديقة الكبيرة في وسط العاصمة البريطانية التي غصت بالمتظاهرين، في خطوة تثير عقبات حقيقية أمام سياسة رئيس الوزراء توني بلير المؤيدة للموقف الأمريكي ذي الصبغة الحربية.واكد رئيس بلدية لندن كن ليفينغستون احد ابرز المؤيدين للسلام الذي ألقى كلمة امام الحضور الحاشد، ان الشرطة ابلغته بوجود مليون متظاهر. وفي نيويورك تظاهر عشرات الالاف في وسط مانهاتن، احتجاجا على الحرب المحتملة ضد العراق. ولم يحصل المنظمون على اذن بتنظيم مسيرة سلمية الى مقر الامم المتحدة، فاقاموا منصة في شارع قريب من الامم المتحدة سيتوالى على الكلام منها عشرات الخطباء. وبين الخطباء، هناك الاسقف الجنوب افريقي ديسموند توتو، والممثلون هاري بيلافونتي وداني غلوفر وسوزان ساراندون، وعدد من اهالي ضحايا هجوم 11 سبتمبر. وقالت سوزان ساراندون قبل ان تقف على المنصة ان القاء القنابل ليس وسيلة لضمان امننا. وبعد الظهر استقبل الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وفدا من المتظاهرين. واشار الجهاز الاعلامي في الامم المتحدة الى ان الوفد برئاسة الاسقف توتو من جنوب افريقيا حامل جائزة نوبل للسلام، سلم الامين العام للمنظمة الدولية رسالة تعبر عن الامل بحل الازمة العراقية سلميا، وتدعم الامم المتحدة. وفي ألمانيا شارك حوالي 600 الف شخص في تظاهرات ضد الحرب بينهم أكثر من ربع مليون متظاهر في برلين بحسب الشرطة ونصف مليون بحسب المنظمين، على غرار التظاهرات الكبرى في الثمانينات. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها لا للهجوم على العراق ومحور الشر يمر عبر البنتاغون وشرودر ليس محاربا لدى بوش. وانطلقت مسيرتان من نقطتين مختلفتين في غرب العاصمة الالمانية وشرقها والتقتا في جادة 17 يونيو الكبيرة في الوسط المحاذية لحديقة تيرغاتن. وشارك العديد من المسؤولين السياسيين في هذه التظاهرة. ويعكس حجم التظاهرات الضخم مشاعر الراي العام الالماني حيث يعتبر 71 في المئة من الالمان ان على حكومتهم ان لا تدعم عملية عسكرية ضد العراق بحسب اخر استطلاع للراي نشرته اسبوعية شترن. وفي مدريد، تظاهر أمس مليونا شخص أيضا، وفقا للحزب الاشتراكي، وجابوا الشوارع للاحتجاج على الحرب. ويتجاوز هذا العدد بكثير عدد اكبر تجمع شهدته العاصمة الاسبانية سنة 1997. وفي البرتغال، شارك الاف المتظاهرين في مسيرة في بعد الظهر في شوارع لشبونة. وتجمع المتظاهرون بدعوة من اكثر من 140 منظمة غير حكومية واحزاب سياسية ونقابات. وكتب على اليافطات: دوراو .. لم تحصل على التفويض، في اشارة الى رئيس الوزراء البرتغالي خوسيه مانويل دوراو باروسو الذي وقع رسالة القادة الاوروبيين الثمانية الذين قدموا دعمهم للرئيس الاميركي جورج بوش في الازمة العراقية. وكتب على يافطات اخرى كلنا عراقيون. وفي ايطاليا، شارك ثلاثة ملايين شخص في روما في تظاهرة احتجاجا على الحرب بحسب تقديرات قدمها المنظمون بعد الظهر. ورفضت دائرة الشرطة في روما في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس تأكيد اي ارقام مشيرة الى انها ستنشر ارقاما فيما بعد. وكانت تتوقع الجمعة مشاركة 300 الف شخص على الاقل. وتسبب رفض التلفزيون العام نقل وقائع هذه التظاهرة مباشرة على الهواء بجدل في ايطاليا. وقامت شبكة تلفزيون مستقلة تملكها مجموعة تلكوم ايطاليا الخاصة بتغطية وقائعها. وفي باريس تظاهر حوالي 200 الف شخص حسب تقديرات المنظمين فيما لم تعط الشرطة اي تقديرات. وعلى غرار المسيرات السابقة تصدرت التظاهرة يافطة كتب عليها: لا للحرب ضد العراق، عدالة وسلام وديموقراطية في الشرق الاوسط وفي العالم. ولبى المتظاهرون نداء صدر عن اكثر من ثمانين منظمة وحزبا سياسيا ونقابة. وتصدر المسيرة دعاة سلام امريكيون ومحاربون فرنسيون قدماء في الخليج اعضاء في جمعية افيغولف التي تنشط من اجل الاعتراف بالاعراض الناجمة عن حربي الخليج والبلقان. وحمل دعاة السلام الامريكيون لافتات كتبت عليها: مواطنو الولاياتالمتحدة ضد سياسة الولاياتالمتحدة الاحادية والعدوانية، امريكيون ضد حرب بوش. ونظمت بعض التظاهرات صباح امس في بعض المدن الفرنسية جمعت آلاف الاشخاص. وفي هولندا تظاهر، حوالي خمسين ألف شخص، بحسب الشرطة. وكتب على عدد كبير من اللافتات التي رفعها المتظاهرون: لا دم من اجل النفط، لننزع اسلحة العراق من دون حرب. وقالت الممرضة السي في امستردام لوكالة فرانس برس: لم انزل الى الشارع منذ التظاهرات ضد السلاح النووي في التسعينات لكني اريد اليوم اظهار معارضتي لهذه الحرب الظالمة. واضافت: انا هنا ايضا باسم والدتي التي تبلغ من العمر 84 سنة ولم يعد بامكانها السير ولكنها تريد تجنب حرب عالمية ثالثة. وانضم عشرات الامريكيين المقيمين في هولندا قرروا الانضمام الى التظاهرة. وقال القس البروتستانتي دونالد ميدر وهو من ديترويت ويقيم في هولندا منذ 17 سنة: ان بوش يريد شن حرب ظالمة وغير معقولة. انا ضد هذه الحرب بسسبب القيم الامريكية فقط. بوش هو الذي يعادي الامريكيين. وشهدت شوارع اثينا تظاهرة ضخمة ضد الحرب شارك فيها نحو 100 الف شخص بحسب المنظمين، واكثر من 35 الفا بحسب الشرطة. وقال رئيس ابرز النقابات في البلاد كريستوس بوليزوغوبولوس لوكالة فرانس برس انه نجاح كامل. وقد شارك بحسب تقديراتنا الاولية، مئة الف شخص على الاقل في التظاهرة. واشارت الشرطة من جهتها الى الرقم 35 الفا، وهو رقم نادرا ما تحقق خلال التظاهرات في اثينا. وهتف المتظاهرون المنتمون الى احزاب ممثلة في البرلمان اليوناني الامريكيون مغتالو الشعوب، وبوش وبلير جزاران، وكلنا عراقيون. وفي دبلن، اعلنت الشرطة الايرلندية ان نحو مئة الف شخص تجمعوا بعد الظهر في احدى اكبر التظاهرات التي عرفتها العاصمة الايرلندية. وقال ناطق باسم الشرطة اننا نقدر ان عدد الاشخاص المشاركين في المسيرة ضد الحرب قد يكون وصل الى 100 الف. وفي استكهولم، تظاهر عشرات الالاف من الاشخاص احتجاجا على الحرب المحتملة، في اكبر تعبئة في تاريخ السويد. وتجمع نحو عشرة الاف شخص في ستوكهولم في الساعة الواحدة بعد الظهر تغ في ساحة كبيرة وسط المدينة امام مقر الكونفدرالية النقابية للاستماع الى خطب شخصيات ثقافية وسياسية وممثلين عن الكنيسة اللوثيرية كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وفي كوبنهاغن عاصمة الدنمارك، تظاهر حوالى عشرة الاف شخص. وفي هلسكني عاصمة فنلندا تجمع حوالى 12 الف شخص للاحتجاج على الحرب، بدعوة من 40 منظمة فيما اعتبر اكبر تعبئة سلمية في تاريخ فنلندا كما اعلنت الشرطة. وفي براغ، تظاهر حوالي الفي شخص بعد الظهر في مسيرتين منفصلتين تعبيرا عن رفض التدخل العسكري في العراق. وتجمع حوالى الف من المتظاهرين وغالبيتهم من الشبان في ساحة يان بالاخ بدعوة من المبادرة ضد الحرب التي تشمل العديد من المنظمات اليسارية والبيئية والمسيحية والنسائية. وشارك في التجمع ايضا العديد من الامريكيين المقيمين في العاصمة التشيكية. وكتب على اليافطات: لا حرب من اجل النفط، الحرب: ارهاب مع ميزانية اكبر، الحرب ليست حلا، المواطنون الامريكيون لا يريدون الحرب .. لماذا لا تستمعون اليهم. وفي سكوبيي عاصمة مقدونيا، تظاهر حوالى 600 شخص احتجاجا على الحرب المحتملة ضد العراق ورددوا هتافات تقول: اوقفوا الحرب، انتم ديموقراطية مزيفة، لدى مرورهم امام سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وفي مينسك (بيلاروسيا)، تظاهر حوالى الفي شخص بدعوة من الحزب الشيوعي الموالي لرئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو. وكتب على اليافطات: لا للحرب في العراق، بوش توقف وإلا سنوقفك. وفي جنوب أفريقيا التي هاجم فيها بطل الكفاح الأفريقي نيلسون مانديلا سياسة الرئيس الأمريكي، تظاهر اكثر من عشرة الاف شخص حسب الشرطة في الكاب (جنوب غرب). وقالت أنه تم احصاء ثلاثة الاف متظاهر في جوهانسبورغ وحوالى خمسة الاف في دوربان (شرق). حتى تيمور الشرقية ترفض (الدماء من اجل النفط) احتجاجات على بوش وبلير في اندونيسيا