بكل المقاييس والمعايير فان موسم حج هذا العام حقق نجاحا باهرا يمكن اضافته بكل ثقة وطمأنينة إلى سلسلة النجاحات التي تحققت في مواسم الحج السابقة بفضل من رب العزة والجلال ثم بفضل قيادة حكيمة جبلت على خدمة الحرمين الشريفين وخدمة بيوت الله في انحاء متفرقة من هذه المعمورة الشاسعة الواسعة, وخدمة العقيدة الإسلامية بنشر قيمها ومبادئها وتعاليمها الربانية في كل قطر ومصر, وخدمة المسلمين أينما وجدوا, وهذه الخدمات الجليلة بكل تفاصيلها وجزئياتها ليست وليدة اليوم, بل هي مستمرة منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر, فقد عرف عن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بعد ان أفاء الله عليه الخير من بواطن هذه الأرض المباركة سعيه الدؤوب لتوسعة الحرمين الشريفين وقيامه بتطوير وتحديث المدينتين المقدستين والإشراف بنفسه رحمه الله على راحة ضيوف الرحمن والاطمئنان على راحتهم وسلامتهم وأمنهم عند حلول كل موسم, وقد كان دعمه لقضايا الأمة الإسلامية واضحا للعالمين, وعلى نفس هذه الخطوات الواثقة جاء أشباله الميامين من بعده ليترسموا هذا النهج السديد, وقد أبلى الملوك سعود وفيصل وخالد بلاء حسنا في الاضطلاع بالمسؤوليات الجسام التي تحملها المؤسس لخدمة الإسلام والمسلمين, وقد حظي الحرمان الشريفان في العهد الحاضر استمرارية لذلك النهج بمشروع توسعة عملاق لم يشهداه طيلة تاريخيهما المديد, وقد انعكست افرازات هذا المشروع ايجابا على حركة انسياب ضيوف الرحمن أثناء أدائهم مشاعر الحج بشكل واضح, وقد أدى هذا المشروع أهم غرض من اغراضه الكبرى المتمحورة في استيعاب اعداد مضاعفة من الحجيج في كل موسم, اضافة الى ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين من استعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن في كل عام حتى يتمكنوا من أداء الشعائر بكل طمأنينة وراحة وأمن وسهولة.