في كل موسم حج تستقبل منشأة الجمرات أعدادًا ضخمة من الحجاج، حيث تعتبر المنشأة إنجازًا انشائيًا وكيانًا شامخًا يقف على أرض المشاعر، لكن هناك وجه آخر للإنجاز في منطقة الجمرات يسهم بشكل رئيس في انسياب حركة الحجيج وضمان سلامتهم وراحتهم، وهو رجال الأمن الذين يعملون على تنظيم الحركة وتمكين ضيوف الرحمن من رمي الجمرات بكل يسر. 15 ألف رجل أمن متعددي المهام يسهمون في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل لتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات، كما تم استحداث "البالونات البشرية" لتوسعة أحواض الرمي وتعديل شكلها بما يؤمن انسيابية الحركة، وتوفير الخدمات الملائمة على الجسر بإنشاء أبراج تتمركز بها كافة الجهات المعنية مباشرة لخدمة وسلامة وأمن الحجاج، وتأمين سبل الإخلاء، وتوسعة الساحات المحيطة بجسر الجمرات من كافة الجهات خاصة الشمالية والجنوبية وعند الجمرة الكبرى بما يحقق سهولة التحرك على المستوى الأرضي ويستوعب الجسر الجديد وملحقاته، وعمل محطات لإنزال وإركاب الحجاج وذلك غرب الجمرات بعيداً عن المشعر والساحة مع توفير السبل لسهولة انتقالهم إلى الجسر، بجانب تنظيم الساحة بعد توسعتها مع إعادة تخطيط الجزء الشرقي منها بما يتيح تساوي توزيع الحجاج واستقامة الشوارع باتجاه الجسر. ورصدت "بعثة المدينة" في حج هذا العام سلاسة غير مسبوقة في رمي الجمرات، فلم يكن هناك تزاحمًا أو تدافع بحمد الله في الأدوار الأربعة لجسر الجمرات، وبرز دور مشروع تطوير جسر الجمرات الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في نجاح تيسير وتسهيل رمي الحجاج للجمرات بطمأنينة وراحة. وقد وفّر مشروع منشأة الجمرات نقلة هندسية نوعية أسهمت بانسيابة حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدّد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن نسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق.