أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن المملكة هيأت كل ما تستطيع لخدمة ضيوف الرحمن وهي قادرة بما مكنها الله على تحقيق أمن الحجاج، وردع كل من تسول له نفسه المساس بعبادتهم وأمنهم. وأضاف خلال حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام الذي أقامه أمس في الديوان الملكي بقصر منى أن من أعظم الأمور وأحبها إلى القلب تأمل وفود الرحمن وهم يتنقلون بين المشاعر المقدسة، في صور إيمانية تجدد الأمل، بأن هذه الأمة لا تزال بخير، وأنها متمسكة بالنهج القويم، والوسطية والاعتدال. حضر الاستقبال الأمير متعب بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير فيصل بن تركي آل سعود، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وجمع الأمراء. كما حضره العلماء والوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية. وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج كلمة حمد الله من خلالها أن يسر لضيوف الرحمن حجهم وأداء نسكهم في أمن وأمان وسلامة واطمئنان وذلك بفضل الله ثم بفضل ما وفرته لهم حكومتكم الرشيدة وبفضل توجيهات خادم الحرمين السديدة المستمرة للعناية القصوى بضيوف الرحمن. وألمح إلى الجهود العظيمة التي قام بها الملك عبدالله في الحرمين الشريفين بشأن توسعتهما وامتداد التطوير لهما، ومن ضمن ذلك منشأة الجمرات الحديثة ومشروع الخطوط الحديدية بما أضفى ويضفي على الحجاج المزيد من التيسير ليؤدوا شعائرهم بكل راحة واطمئنان. من جانبه، أكد الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن من أعظم نعم الله على المسلمين في العصر الحاضر قيام السعودية على كتاب الله وسنة رسوله، وحملها أمانة الإسلام، تطبيقا لأحكامه ودعوة لفضائله وخدمة للحرمين الشريفين وللإسلام والمسلمين في أي مكان. وهنأ خادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني باسم الرابطة وهيئاتها والمراكز والجمعيات الإسلامية بمناسبة أداء الحجاج مناسك حجهم في أجواء من الأمن والإيمان وحسن التنظيم، معربا عن شكره لكل الأجهزة الحكومية التي سهرت وتعاونت في خدمة الحجيج، وحرصت على سلامتهم وأداء مناسكهم في سهولة ويسر. ونقل شكر المسلمين في مختلف أنحاء العالم ومشاعرهم الفياضة لخادم الحرمين على ما يبذله هو وحكومته الرشيدة من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين. وقال: “إن إقامة جسر الجمرات، وتوسعة المسعى، وساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي، وشبكة النقل في المشاعر، وغير ذلك من المشروعات التي وجهتم بتنفيذها، وما تتطلبه من تكاليف مالية هائلة، مما ستكون له الآثار الكبيرة على المسلمين في أداء مناسكهم، تأتي في صدارة إنجازاتكم العظيمة، مما يعود على المسلمين بالخير. وهذا نهج والدكم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبنائه البررة الذين سخروا أنفسهم وإمكاناتهم لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما”. بعد ذلك ألقيت كلمة بعثات الحج ألقاها عنهم سوريا دارما علي وزير الشؤون الدينية بإندونيسيا عبر فيها عن سعادته بتشرفه بالمشاركة في هذا الحفل الكريم وإلقاء كلمة أمام خادم الحرمين ممثلا عن رؤساء وفود الحج لهذا الموسم. ونقل بالغ التقدير والامتنان إلى الحكومة السعودية على جهدها الجبار وعملها الدؤوب التي بذلتها من أجل تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لكافة ضيوف الرحمن القادمين من كل فج عميق. ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل علي عثمان محمد طه نائب رئيس السودان وموديبو سيديبي الوزير الأول رئيس الحكومة لمالي. بعد ذلك صافح خادم الحرمين الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل، ثم تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.