تتواصل هذه الايام جهود وزارة الصحة لاكمال كافة الاستعدادات والترتيبات الصحية الخاصة بالحج لهذا العام 1423ه حيث تتواصل اجتماعات اللجان المعنية باشراف ومتابعة دقيقة من قبل معالي وزير الصحة الدكتور اسامة شبكشي بهدف تقديم افضل الخدمات والعناية الصحية لضيوف الرحمن الذين ينتظر ان يبلغ عددهم مليوني نسمة مما يستوجب ضرورة بذل جهود ضخمة لضمان تقديم العناية الصحية المناسبة لكل من يحتاجها. وفي دوائر وزارة الصحة تستمر اجهزتها وقطاعاتها على مدار العام لتوفير الرعاية الصحية للحجاج على اعلى مستوى رغم بعض الظروف التي تصعب في بعض الاحيان من تأدية المهمة والمتمثلة في صغر المساحة التي تحتضن الاعداد الكبيرة من الحجاج مما يساعد على سرعة انتشار العدوى وارتفاع نسبة الحوادث والاصابات الناجمة عن ازدحام السير كما ان غالبية الحجاج من كبار السن ويعاني بعض الحجاج مشكلات صحية مزمنة كالسكر والضغط والربو وامراض القلب وغيرها. اضافة الى اختلاف الجنسيات والعادات والثقافات والظروف المناخية اثناء الحج مما يعرض الحجاج لضربات الشمس والارهاق الحراري في فصول الصيف والالتهابات الرئوية ونزلات البرد في فصول الشتاء وما يترتب على ذلك من ارتفاع اعداد المراجعين للمرافق الصحية وازدياد اعداد المنومين. ولتلافي الكثير من الامراض ومحاصرتها في حينها تعمل وزارة الصحة على التطعيم المبكر للعاملين بالمستشفيات والمراكز الصحية رغم الظروف التي تصعب في بعض الاحيان من تأدية المهمة والمنتدبين لاعمال الحج ضد الحمى الشوكية وغيرها للتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية لتطعيم حجاج الداخل ضد الحمى الشوكية, مراقبة جودة مياه الشرب والاغذية ومراقبة اماكن النفايات لمنع توالد الحشرات الناقلة للامراض بالاضافة الى تطبيق نظام مكافحة العدوى بالمستشفيات, القيام باجراءات مراقبة الامراض المعدية والاستقصاء الوبائي, التخلص الآمن من النفايات الطبية بالمرافق الصحية, تزويد المرافق الصحية بمكة المكرمة بكمية اضافية من الامصال واللقاحات والتأكد من استيفاء مساكن اقامة الحجاج للاشتراطات الصحية. وحرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الصحة على مدار العشرين عاما الماضية على التوسع في المرافق الصحية وتطوير خدمات الرعاية الصحية الاولية والمتقدمة بمكة المكرمة والمدينة المنورة لتتواكب مع الاعداد المتزايدة من الحجاج ونوعية الامراض ومتطلبات العصر وتجهيزها باحدث التجهيزات والحرص على استخدام الاجهزة الطبية المتطورة في غرف الانعاش والعمليات والطوارئ واقسام ضربات الشمس والارهاق الحراري. كما تم توفير عدد خمسة مراكز صحية داخل الحرم المكي الشريف على نفقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عام 1412ه وقد صممت كمراكز طوارئ اسعافية للمرضى والمصابين داخل الحرم من الذين يصعب نقلهم الى المستشفيات بسرعة كافية لانقاذ حياتهم. كما انشأت الوزارة عدة مراكز تخصصية لتوفير ارقى واعلى الخدمات الصحية العلاجية المتقدمة لحجاج بيت الله الحرام وهي مركز التأهيل الطبي, مركز طب الفم والاسنان, مركز السموم والكيمياء الشرعية, مركز علاج امراض السكر ومركز امراض الكلى. ويشكل عدد المراجعين للمرافق الصحية المختلفة حوالي نصف عدد الحجاج سنويا سواء كانت مراجعاتهم للعيادات الخارجية او للمراكز الصحية او الخدمات الطبية العلاجية التي تقوم بها المستشفيات. وتقوم وزارة الصحة سنويا بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة باعداد خطة الطوارئ العامة والتي من بينها خطة الطوارئ الصحية التي تتضمن خطة الاخلاء الطبي في الحج, خطة الطوارئ الصحية في الحج, خطة التطهير من التلوث الكيميائي والجرثومي, خطة تشغيل مجمع الطوارئ بالمعيصم, كما اعدت الوزارة منذ حج 1419ه خطة طوارئ خاصة بجسر الجمرات تعتمد على التواجد الميداني بجوار الجسر للفرق الطبية بكامل مستلزماتها فيما تقوم وزارة الصحة سنويا بتأمين اكثر من مائتي سيارة اسعاف لنقل المرضى من الحجيج بين المراكز الصحية والمستشفيات بالاضافة الى استعداد سيارات الاسعاف بالمناطق المجاورة للمشاعر للاستعانة بها عند اللزوم وكذلك لنقل المرضى من الحجاج المنومين بمستشفيات العاصمة المقدسة.