لقد خص الله تعالى المملكة بشرف عظيم وهو شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على تسخير كافة إمكاناتها لتقديم أفضل الخدمات والرعاية للحجاج في كافة المجالات ومن بينها الخدمات الصحية والعمل على راحتهم وسلامتهم وأوضح معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع أن وزارة الصحة تواصل جهودها لتقديم الخدمات الوقائية والإسعافية والعلاجية وتطويرها للحجاج وفقاً لاستراتيجية صحية تراعي الظروف الصحية لجميع الدول التي يفد منها الحجيج طبقاً لأساليب عمل محددة تتيح الاستفادة القصوى من جميع إمكانات وموارد الوزارة للخروج بموسم ناجح خال من الأمراض السارية والمعدية على الرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في تواجد أعداد كبيرة من الحجاج على مساحة محدودة مما يساعد على انتشار العدوى وارتفاع نسبة الحوادث الناجمة عن الازدحام بالإضافة إلى وجود مشاكل صحية كمرض السكر والضغط والربو وأمراض القلب لدى الحجاج. وأضاف معاليه أن الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة لحجاج بيت الله الحرام شهدت طفرة كبيرة من حيث الكم والنوع والجودة خلال العقدين الماضيين وذلك عبر منظومة وقائية وإسعافية وعلاجية متقدمة وقوى عاملة إشرافية وطبية وفنية على مستوى عال من الكفاءة والتدريب حيث تعمل الوزارة بكافة أجهزتها وقطاعاتها على مدار العام لتوفير الرعاية الصحية للحجاج على أعلى مستوى بالرغم من تواجد أعداد كبيرة من الحجاج على مساحة محدودة من الأرض مما يساعد سرعة انتشار العدوى وارتفاع نسبة الحوادث والإصابات الناجمة عن ازدحام السير بالإضافة إلى أن غالبية الحجاج من كبار السن تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً ويعاني بعضهم من مشكلات صحية مزمنة كالسكر والضغط وغيرهما. وفيما يتعلق بموسم حج هذا العام أكد معاليه أن قطاعات ولجان الحج التحضيرية بالوزارة اكملت كافة الترتيبات والتجهيزات الخاصة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام والمتمثلة في عدد من البرامج والمحاور أهمها: برنامج الصحة الوقائي ويعد هذا البرنامج أحد أعمدة برامج الحج الصحية حيث يركز على أهداف محددة على رأسها حماية المملكة من وفادة الأمراض وضمان سلامة الحجاج من أي أمراض معدية ورفع مستوى الوعي الصحي عند الحجاج والمقيمين في مناطق الحج حيث بدأ البرنامج منذ بداية العام وتم استكمال جميع المعلومات الوبائية للأمراض المختلفة التي يمكن أن تكون مصدراً للعدوى أثناء موسم الحج ووضعت الاشتراطات الصحية للحجاج بناء على هذه المعلومات. وفي الفترة الأولى ركزت الوزارة على برنامج المنافذ حيث بدأت ومنذ وصول أول فوج من الحجاج هذا العام في تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية للحجاج القادمين عبر منافذ المملكة المختلفة (جوية، برية، بحرية) والتي تزيد على (24) منفذاً وذلك من خلال كوادر طبية وفنية مؤهلة (أطباء، مراقبي وبائيات، ممرضين، صيادلة) بالإضافة إلى توفير المستلزمات الطبية الحديثة والأدوية والتطعيمات وتطبيق الاشتراطات واللوائح الصحية الدولية واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة. أما في الفترة الثانية والتي بدأت منتصف ذي القعدة الحالي والتي تمثل الجزء الأكبر من البرنامج فقد ركزت الوزارة على العمل في العاصمة المقدسة والمدينةالمنورة حيث تم تشكل فرق مختلفة ضمن برنامج الطب الوقائي في الحج مثل فرق الاتصال الوبائي صحة البيئة التوعية الصحية البحوث الميدانية وفرق للتنسيق مع بعثات الحج الصحية ويتم التركيز على هذه المرحلة على النشاطات التي تحد من انتشار الأمراض الوبائية أثناء الحج والتأكد من صحة البيئة في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. البرامج الوقائية من أجل المحافظة على صحة وسلامة الحجيج فقد تم تطوير العديد من البرامج الوقائية لضيوف الرحمن حيث شمل ذلك مراقبة الوضع الوبائي عالمياً من خلال: الانترنت، النشرة الاسبوعية الوبائية، اللوائح الصحية الدولية، المركز الدولي لمكافة الأمراض بأتلانتا، وغيرها. - تحديد الاشتراطات الصحية الواجب التزام الحجاج والمعتمرين بها لسلامتهم ووقايتهم من الأمراض والتي بلغت لسفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين بالخارج. - التطعيم المبكر للعاملين بالمستشفيات والمراكز الصحية والمنتدبين لأعمال الحج ضد الحمى الشوكية وغيرها. - مراقبة الحجاج بمنافذ الدخول للتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية وتطعيم غير المطعمين وتقديم العلاج الوقائي اللازم. - تطعيم حجاج الداخل ضد الحمى الشوكية. - مراقبة جودة مياه الشرب والأغذية. - مراقبة أماكن النفايات لمنع توالد الحشرات الناقلة للأمراض. - تطبيق نظام مكافحة العدوى بالمستشفيات. - التخلص الآمن من النفايات الطبية بالمرافق الصحية. - التأكد من استيفاء أماكن إقامة الحجاج للاشتراطات الصحية. - القيام بإجراءات مراقبة الأمراض المعدية والاستقصاء الوبائي بين الحجاج. - إنشاء مختبر للفيروسات بالمختبر الإقليمي بمدينة جدة لاجراء الفحوصات المخبرية المتعلقة بجميع الفيروسات المسببة للأمراض ومنها الأمراض الفيروسية المنقولة من الحيوان للإنسان حيث إن احتمال الإصابة بهذه الأمراض موجود في موسم الحج بسبب تعامل الحجاج والعاملين بالمجازر مع لحوم الأضاحي. التوعية الصحية والإعلام الصحي نظراً لتفاوت مستوى الوعي الصحي والممارسات الشخصية لدى الحجاج القادمين من بيئات ودول مختلفة، فإن الوزارة عملت على تطوير أساليب نشر الوعي الصحي بين الحجاج قبل قدومهم من بلدانهم وحتى عودتهم من خلال: - إعداد برامج التوعية الصحية التي تتضمن الارشادات والاشتراطات الصحية بمختلف اللغات مع التركيز على الأمراض الشائعة في الحج وطرق الوقاية منها. توزيع النشرات التثقيفية للحجاج ومن خلال شاشات العرض المتوفرة بالمنافذ الصحية. - تطوير وسائل التوعية المختلفة (شاشات عرض، سيارات مجهزة، لوحات إعلانات متحركة في داخل المرافق الصحية، أشرطة تسجيل بعدة لغات، ملصقات، كتيبات). - تفعيل دور الإعلام الصحي لاظهار الإمكانيات الهائلة والجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتوفير الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام وزوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم - وذلك من خلال: - إعداد برنامج إعلامي مقروء ومسموع ومرئي عن خدمات وزارة الصحة لحجاج بيت الله الحرام بدءاً من المنافذ البرية والبحرية والجوية ومروراً بجميع الطرق المؤدية لمناطق الحج بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة. - إعداد برنامج إعلامي عن خطة وزارة الصحة لإبراز الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من خلال الوزارة لتوفير وتقديم خدمات الرعاية الصحية الوقائية والإسعافية والعلاجية ومواجهة الحالات الطارئة في الحج. - إعداد كتيب إعلامي عن الصحة والحج يشتمل على الإنجازات والأعمال والتجهيزات التي تقدمها الوزارة. - التنسيق مع وزارة الإعلام لشرح طبيعة الرسالة الإعلامية للوزارة أثناء الحج. - التنسيق مع رؤساء تحرير الصحف المحلية للتعاون مع الوزارة في تنفيذ الحملة الصحفية المكثفة للتوعية الصحية. - تجهيز وإعداد ما يزيد على 50 حلقة سنوياً من برامج الصحة في الحج للإذاعة السعودية يتم من خلالها استعراض كافة الخدمات الصحية المتعلقة بالحج. - تجهيز وإعداد برنامج تلفزيوني يومي بعنوان (الخدمات الصحية بالحج). - الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة (القنوات الفضائية) لايصال الرسائل الصحية إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم وتدور معظم أعمال التوعية الصحية حول العادات الصحية الواجب اتباعها وغير الصحية الواجب تجنبها والأمراض السارية وطرق الوقاية منها والإرهاق الحراري وضربات الشمس. المرافق الصحية في المشاعر المقدسة: حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الصحة على التوسع في المرافق الصحية وتطوير الخدمات الطبية والعلاجية والإسعافية والوقائية المتقدمة بالعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة لتتواكب مع الأعدد المتزايدة من الحجاج ونوعية الأمراض وتجهيزها بأحدث التجهيزات، والحرص على توفير الأجهزة الطبية المتطورة لغرف الانعاش والعمليات والطوارئ وتقوم الوزارة سنوياً بتطوير المراكز الصحية والعيادات الخارجية وأقسام العناية المركزة حيث أكملت الوزارة استعداداتها لتشغيل (14) مستشفى دائماً بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لخدمة الحجاج و(7) مستشفيات موسمية بالمشاعر المقدسة و(113) مركزا صحيا دائما بمناطق الحج و(103) مراكز صحية موسمية منها (82) مركزاً صحياً بالمشاعر المقدسة حث بلغ اجمالي أسرة المستشفيات (4577) سريراً وأسرة الطوارئ (1870) سريراً بينما بلغ إجمالي أسرة الارهاق الحراري (920) سريراً و(46) وحدة تبريد وقد تم توفير سيارات اسعاف عالية التجهيز لتقديم الخدمات الاسعافية حيث تم ادخال «75» سيارة اسعاف صغيرة كتجربة رائدة لوزارة الصحة موسم حج العام الماضي إلى جانب «80» سيارة اسعاف كبيرة. المشاريع التطويرية تقوم وزارة الصحة بتحديد احتياج مناطق الحج من المشاريع التطويرية اللازمة في كل عام وفق ميزانية محددة حسب الأهمية والأولوية لكل مشروع حيث قامت الوزارة خلال الأعوام السابقة على تحديث مرافقها الصحية وتطويرها بالمشاعر المقدسة بشكل خاص وذلك من خلال دراسات احتياجات هذه المرافق التي يتم اعدادها من قبل المختصين بالوزارة لتنعكس بشكل ايجابي على مستوى الخدمات الصحية المقدمة من خلال هذه المرافق في موسم الحج طبقا لأولويات يتم وضعها وتنفيذها اما بشكل كامل او على مراحل بما لا يؤثر على سير العمل ومستوى الأداء من خلال هذه المرافق ويضمن تشغيلها قبل بداية موسم الحج. وفي موسم حج هذا العام قد تم اقرار احلال مستشفى بديل لمستشفى منى العام الحالي بما يقارب مبلغ 400 مليون بالاضافة الى مشروع انشاء البرج الطبي القريب من منطقة الجمرات بتكلفة 100 مليون ريال اضافة الى العديد من المشاريع التطويرية الأخرى والتكاليف التشغيلية لهذه المرافق والتجهيزات الطبية. وفي منطقة مكةالمكرمة: تم اعتماد وتنفيذ عدة مشاريع بمنطقة المشاعر المقدسة خلال هذا الموسم وهي: - تطوير سكن العاملين بمزدلفة وتكلفته (1,191,640) مليون ومائة وواحد وتسعون ألف وستمائة وأربعون ريالا. - أعمال العزل لبعض المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة وتكلفته (1,700,000) مليون وسبعمائة ألف ريال. - حماية بعض المرافق الصحية من الأمطار والسيول وتكلفته (2,543,950) مليونان وخمسمائة وثلاثة وأربعون ألفاً وتسعمائة وخمسون ريالا. التجهيزات الطبية وغير الطبية - تم تخصيص مبلغ وقدره (3,000,000) ثلاثة ملايين ريال على برنامج الاخلاء الطبي لمنطقة المشاعر المقدسة (تأمين أجهزة ومعدات طبية). - تم تخصيص مبلغ وقدره (3,500,000) ثلاثة ملايين وخمسائة ألف ريال علي برنامج الاحلال غير الطبي لمنطقة المشاعر المقدسة (تأمينات غير طبية). - تخصيص مبلغ وقدره (209,000) مئتان وتسعة آلاف ريال لتأمين الأدوية غير المتوفرة بالمناطق وغير مرسلة في مناقصات الوزارة. - تخصيص مبلغ وقدره (150,000) مائة وخمسون ألف ريال تأمين بعض اللوازم المخبرية التي لم ترد ضمن منافسات الوزارة. الاستعدادات بالمرافق الصحية - تهيئة جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة المقدسة ووضعها في حالة تأهب تام لاستقبال الحالات المرضية من الحجاج وغيرهم مع ايقاف العمليات الباردة بالمستشفيات اعتبارا من 20/11 وحتى نهاية الموسم وهي: - مستشفى الملك عبدالعزيز (272) سريراً أساسية مع (80) سريراً اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى الملك فيصل (207) أسرة أساسية و(210) أسرة اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى أجياد العام (131) سريراً أساسية و(75) سريراً اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى الولادة والأطفال (305) أسرة أساسية. - مستشفى الدور التخصصي (536) سريراً أساسية. - مستشفى حراء العام (261) سريراً أساسية. - (27) مركزاً صحياً داخل العاصمة المقدسة. - (5) مراكز صحية بمواقف حجز السيارات اضافة إلى مركز صحي الابيار بمنتصف طريق المدينةالمنورة. - (5) مراكز صحية الحرم المكي الشريف. - أضيف هذا العام «مركزان» على طريق مكةالمكرمة - المدينةالمنورة لمقابلة الحالات الاسعافية التي تنجم عن حوادث الطرق - لا قدر الله - وهي مركز صحي عسفان ومركز صحي الظبية. 2- تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة لتكون جاهزة للتشغيل واستقبال المرضى مع بداية الموسم باذن الله وهي: - مستشفى عرفات العام (424) سريراً أساسية و(200) سرير اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى نمرة (120) سريراً أساسية و(100) سرير اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى جبل الرحمة (150) سريراً أساسية و(60) سريراً اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى منى العام (350) سريرا اساسية و(150) سريراً اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى الوادي (145) سريراً أساسية. - مستشفى منى الجسر (207) أسرة أساسية و(150) سريراً اضافية في حالات الطوارئ. - مستشفى منى الشارع الجديد و(91) سريراً أساسية و(60) سريراً اضافية في حالات الطوارئ. - المراكز الصحية بعرفات (44) مركزا. - المراكز الصحية بمنى (30) مركزا. - مراكز الطوارئ بجسر الجمرات (6) مراكز بما فيها المركز المتحدث بالبرج الجديد الذي انشئ هذا العام. الطوارئ وإعداد الخطط فقد تم اعداد خطة للطوارئ والاخلاء الطبي في حالة الكوارث لا سمح الله وتشمل تكوين الفرق الطبية الميدانية والتجهيزات الطبية والمعدات الجراحية والأدوية والمحاليل والأجهزة المختلفة مع تحديد واضح لدور كل جهة حسب ظروف الكارثة أو الحدث حيث تم اعداد خطة الاخلاء الطبي بجسر الجمرات وخطة تشغيلية لمناطق النقل بالرحلات الترددية في المشاعر المقدسة والمشاركة بالخطة التشغيلية للمنطقة المركزية بالحرم المكي الشريف وساحاته والطرق المؤدية اليه وذلك بعدد «28» فرقة طبية اسعافية توزع بهذه المنطقة لتقديم الخدمات الاسعافية الأولية للمصابين والمشاركة بعدد «80» سيارة اسعاف كبيرة عالية التجهيز وعدد «65» سيارة اسعاف صغيرة لنقل الحالات. كما تم اعداد خطة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة وخطة أخرى لتحريك المرضى من وإلى المستشفيات بالمشاعر المقدسة وخطة لتصعيد المرضى من الحجاج المنومين بمستشفيات العاصمة المقدسة ومشعر منى للوقوف بعرفات يوم التاسع من ذي الحجة.