يتوقع ان تترك الحرب اذا اندلعت في العراق اثرا ضئيلا على نشاطات المرافىء وشركات النقل البحري في منطقة الخليج، لكنها ستكون كارثية على شركات التأمين، كما يؤكد مسؤولون من هذين القطاعين عن منطقة الشرق الاوسط. وقال توم هوب، مدير شركة لويدس ريجيستر للشرق الاوسط وشمال افريقيا، ان صناعة النقل البحري لا تتوقع خسائر بسبب الحرب. وقال هوب لوكالة فرانس برس ان النزاع لن يكون مثل حرب ناقلات النفط التي وقعت خلال الحرب العراقية الايرانية مابين عامي 1980 - 1988 ، في اشارة الى مهاجمة ناقلات النفط من قبل طهران وبغداد. واضاف على هامش مؤتمر حول النقل البحري في دبي ان بعض مؤجري السفن قد يلجأون الى تجميد نشاطهم على المدى القصير، لا سيما اذا اغلقت الكويت صنابير النفط. وتضم المنطقة اكثر من 70 في المئة من الاحتياطات العالمية المثبتة من النفط، ويشكل الخليج الخط البحري الرئيسي نحو اسيا والغرب. وتعبر السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط الضخمة، مضيق هرمز نحو مئات المرافىء في العالم. ولكن اغلب الشركات البحرية والمرافىء تركز على احتمالات ما بعد صدام حسين لتنمية نشاطاتها في المنطقة. وقال ارتشي سمايلي، من شركة دبي للنقل البحري، ان اصحاب السفن قلقون من احتمال ان يتكبدوا خسائر في حال احتجزت سفنهم في الخليج. واضاف ان السفن نفسها ليست معرضة لتهديد محدد، موضحا ان اصحاب السفن يخشون بشكل خاص تباطؤ العمل في المرافىء واحتجاز السفن. لكنه قال ان التجارة ستتأثر على المدى القصير بسبب تقلبات اسعار النفط وزيادة رسوم التأمين الحربية على السفن التي تدخل الى الخليج. وشهد الربع الاخير من العام 1990 عشية حرب الخليج التي ادت الى اخراج العراق من الكويت ارتفاعا كبيرا في اسعار النفط. وقال سمايلي ان من الممكن ان تقوم سفن الشحن بافراغ حمولتها في الفجيرة وخور في الامارات وصلالة بجنوب عمان. وقال مدير الشركة الوطنية الايرانية لناقلات النفط، محمد صوري، انه مع زيادة التوتر في المنطقة، سيكون 2003 عاما اخر صعبا بالنسبة لضمان سلامة وامن النقل البحري. واكد صوري ان شركته خسرت خلال حرب ناقلات النفط 320 مليون دولار و151 بحارا. الا ان شركات التأمين تستعد للاسوأ في وقت تحذر شركات السمسرة من عواقب حرب في العراق على اقتصاديات دول الخليج. وقالت سوناندا كيكلا، مديرة اوراكل انشورنس بروكرز، الموجود مقرها في دبي، ان قيام الحرب حتى ليوم واحد، سيكون كارثيا على شركات التأمين التي تعاني صعوبات منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقالت كيكلا لوكالة فرانس برس بعد الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج، بات ينظر الى هذه المنطقة بوصفها منطقة تشهد حربا كل عشر سنوات وتعتبر شديدة الخطورة. وقالت ان رسوم التأمين على سفن الشحن زادت باكثر من 25% في مواجهة احتمال الحرب. واضافت: الامر بسيط، زيادة الرسوم امر سيىء بالنسبة لصناعة النقل البحري وتثني السفن عن دخول منطقة الخليج. من مصلحتنا ومن مصلحة مرافىء مزدهرة مثل دبي ان يدخل اكبر عدد ممكن من السفن عبر مضيق هرمز. ولكنها حذرت من ان النشاط التجاري في الخليج اصلا متباطىء، ولكن حتى تبقى المنطقة معفاة من الضرائب، وتنافسية يجب ان تبقى حركة الملاحة ناشطة.