الحديث عن السعودة.. حديث ذو شجون في خضم ما يعانيه مجتمعنا من بطالة لدى جمهور الشباب. صحيح اننا نشعر بالفرح والحبور لرؤية ذلك الشباب الغض وهم يقبلون اعمالا لم تكن مستساغة من قبل، نظرا لأن زمن الطفرة ولى الى دون رجعة.. وبات الغلاء يستشري كالنار التي تأكل الحطب. منظر اولئك الشباب في الصحف وعلى الطبيعة.. وهم يعملون في كل مكان وبجهد دؤوب.. وفي اماكن غير متوقعة كانت في السابق قصرا على الوافدين، اصبحت تبعث في النفس الامل والتفاؤل بغد مشرق وواعد. غير اننا مازلنا نتساءل ونحن نرى شابا سعوديا يمسك أدوات النظافة دون خجل من المجتمع وبثقة تامة طالما ان العمل شريف.. وطالما انه يأكل من جهده وتعبه.. دون ان يكون عالة على اسرته او مجتمعه.. او حتى دون ان ينساق وراء (الشيطان) كما هو حاصل الآن لدى ثلة من الشباب الذين يقومون بأعمال سلب ونهب دون رادع من دين او قيم. اتساءل وانا ارى ذلك الشاب هل نحن بالفعل قد قطعنا شوطا بعيدا في سعودة الوظائف وهل تم احلال جميع المواطنين في وظائف نعلم جيدا انها لا تحتاج الى مؤهلات عالية او خبرة كما نراه الآن في سلم الوظائف.. تلك التي مازال (الوافدون) يحتلونها باصرار عجيب، في مؤسسات الدولة الحكومية منها او الخاصة.. كالسكرتارية.. والارشيف.. والاستقبال وغيرها كثير. ومن الغريب فعلا ان ترى هؤلاء وبصورة (مزمنة) في تلك الوظائف التي هي الآن من حق شباب الوطن الذي يمتلك المؤهلات ولكن مازالت الطرق مسدودة في وجهه.. ومن العجيب ايضا ان يصر بعض تلك المؤسسات على الابقاء على اولئك الموظفين رغم ان عجلات الزمن تدور، وبلغ العديد منهم من العمر مبلغه.. غير ان البيروقراطية المزمنة مازالت تفرض ظلالها الكئيبة على مجتمعنا.. لتحيله الى ظلام دامس واخيرا كل التقدير ابعثه الى شباب وطني المكافح.. وليس العيب ان اقبل وظيفة متواضعة قد يراها المجتمع صعبة.. ولكن العيب كل العيب ان يحقر ذلك المجتمع افراده فيصبحون عالة على اسرهم وعليه.