أسدل الستار يوم الخميس الماضي 18/11على الأسبوع الثالث من حملة وزارة العمل لتوظيف الشباب السعودي الذي انطلقت في غرة ذي القعدة الجاري وتستمر حتى الثلاثين منه، وقد شهدت كافة المقار في مدن المملكة التي خصصت لاستقبال الشباب الراغب في العمل شهدت تدفق أعداد كبيرة من الشباب كان السواد الأعظم منه شباباً يحمل العديد من الشهادات والدورات التي تؤهله لخوض كافة المهن الفنية والمكتبية والادارية، ففي محافظة الاحساء بلغ مجموع من تقدم منذ انطلاق الحملة وحتى الخميس الماضي قرابة 8500 شاب من حملة البكالوريوس والدبلوم والثانوية والكفاءة المتوسطة في حين بقي يومان على إنهاء الفترة المخصصة لتسجيل حملة الكفاءة المتوسطة رغم أن الأرقام تشير الى أن أعداد من تقدم من حملة المتوسطة فاق أعداد حملة البكالوريوس والدبلوم والثانوية في عملية فاقت كل التوقعات، فيما يبدأ الاثنين المقبل التسجيل لحملة الابتدائية فما دون والتي من المتوقع أن تشهد اقبالاً كبيراً سيما من كبار السن، وتوقع متابعون لعملية سير الحملة في محافظة الاحساء أن يصل عدد المقيدين في الحملة في المحافظة الى أكثر من 13 ألف باحث عن عمل!! من جانب آخر كشفت ل «الرياض» الاستاذ صلاح الحميد منسق الحملة في الاحساء عن أن حملة وزارة العمل كشفت الكثير من التلاعب لدى بعض الشركات فيما يتعلق بالسعودة مبيناً بأنهم لاحظوا الفترة الماضية من خلال المتقدمين أن بعضهم كان يعمل لدى شركات خلال فترة معينه وأنه ترك تلك الشركة ولديه إخلاء طرف وانه أنهى جميع حقوقه من تلك الشركة يوضح تركه لها إلا أننا فوجئنا أن الكثير من أولئك الشباب وعند ذهابه للتأمينات الاجتماعية لطلب ( برنت) يكتشف أن اسمه لا يزال مقيداً في سجلات تلك الشركة ولم يشطب وذلك بهدف رفع نسبة السعودة لدى تلك الشركات وبالطبع فإن ذلك مخالف لتعليمات وزارة العمل واستغلال لأسماء الناس لصالح تلك الشركات !! مؤهلون ينتظرون الفرصة عددٌ ممن قيدوا أسماءهم في الحملة تحدثوا ل «الرياض» ناجي الناظري (خريج علم اجتماع قبل 6 سنوات وحاصل على دورة في اللغة الانجليزية من بريطانيا) قال أنه كان وغيره يسمع من الشركات أو بعض الجهات بأن حصول الشاب السعودي رهين بحصوله على شهادات حيوية كاللغة الانجليزية أو مهنية ولكننا ها نحن اليوم نرى أن كافة التخصصات والشهادات المطلوبة قد حصل عليها السعودي إلا أنه مع ذلك بقي بلا وظيفة، ويشاركه الرأي حسن الكحل (متخرج من قسم الجغرافيا قبل 4 سنوات) ملفتاً النظر الى أن الوافد الذي يعمل في المملكة لا يتميز عن الشاب السعودي لا أكاديمياً ولا مهنياً أو فنياً ولكننا بكل أسف نجد أنه يحتل الوظائف التي يوجد آلاف السعوديين القادرين على شغلها وتساءل الكحل لماذا يوظف ذلك الوافد ولا يوظف السعودي لا أعرف؟! وقال ع.ب (متخرج من الكلية التقنية ويعمل حالياً في بيع الخضار) أنه يوجد وبكل أسف عدم حرص في الشركات الكبرى كشركة أرامكو والكهرباء السعودية وغيرهما كما أن هناك بعض الجهات الحكومية توظف الأجانب وتترك السعوديين هكذا بلا وظائف طالباً بزيارة المستشفيات ومعامل ارامكو ليرى الجميع كيف ينتشر الوافدين الشباب .. والشعور باليأس وفي الطوابير التي اصطفت للتسجيل في حملة وزارة العمل تحدث الينا مجموعة من أولئك الشباب بلغة اليائس فقال احمد جاسم الهبدان (حاصل على البكالوريوس في اللغة الالمانية منذ 4 سنوات) انه كان متفائلاً وعقب تخرجه بالحصول على وظيفة مناسبة له كونه كان طموحاً في الحصول على شهادة إلا أنه اضطر بعد مرور عام في أن يعمل بائع في بقالة منذ تخرجه وحتى الآن فاقداً الأمل في الحصول على وظيفة، وتمنى الهبدان على الجامعات إغلاق التخصصات التي ليس لها سوق عمل في المملكة، وقال عبدالمحسن الحميدي وكاظم البريه (خريجي من قسم الجغرافيا منذ 5 سنوات) أنهم لم يجدوا حتى الآن بارقة أمل في الدخول الى أي وظيفة تناسبهم ولم يحصلوا إلا وظيفة شاقة وبمرتب 1200 ريال فقط! وتساءلا الى متى سيبقيان عاطلين بلا عمل ؟! وفي مكان آخر توجهت «الرياض» بالسؤال لمجموعة من الشباب عن مدى تفاؤلهم في أن توجد لهم حملة وزارة العمل فرص عمل فجاءنا الرد بالنفي حيث قالوا بأنهم لا يشعرون بالتفاؤل تجاه هذه الحملة وأكد بعضهم بأن لديهم أصدقاء كُثر لم يسجلوا في الحملة كونهم قد وصلوا الى درجة عالية من اليأس !! وناشد أولئك الشباب كافة الوزارات وفي مقدمتها وزارة العمل الحرص في توجد لهم فرص عمل تمكنهم من أن يبدأوا حياتهم من خلال العمل الذي يوفر لهم حياة كريمة. الوظائف.. والسؤال الملحُ شعرنا وخلال لقائنا بالشباب من مختلف الأعمار الذين تدفقوا على مركز التسجيل في محافظة الاحساء شعرنا بتزاحم الأسئلة على شفاههم ولمحنا نظرات محيرة في أعينهم وكأن بهم يتساءلون: ما هي الخطوة القادمة التي ستقدم عليها وزارة العمل بعد أن تسدل الحملة الستار على آخر أيامها ؟ هل ستقوم بتوزيع الشباب الذين قيدوا أسماءهم على الشركات إما رغبة من تلك الشركات في توظيف الشباب أو عنوة بناءً على أوامر وزارة العمل ؟ واذا كان ذلك عنوة فإنه هنا ستبدأ مرحلة جديدة من معاناة الشباب مع رؤساء تلك الشركات والتي غالباً ما تنتهي بطردهم ليعودا لتلك الحلقة المفرغة التي كانوا فيها؟! وافرطوا في أسئلتهم قائلين: وهل أن مسألة توظيفهم ملقى على عاتق وزارة العمل فحسب أم أن عملية توظيف آلاف الشباب السعودي المؤهل هي عملية كلية يجب أن تشترك فيها كافة قطاعات الدولة كونها مسألة وطنية تهم أخطر شريحة في المجتمع وهم الشباب؟!