قبل سنوات شاهدت فيلما وثائقيا لاحتفال جامعة ييل الأمريكية بخريجها بيل كلينتون بُعيد تتويجه رئيسا للبلاد، وقد شاءت الجامعة أن تدعو على شرفه زملاءه الذين تقلدوا أعلى المناصب في بلدانهم، ومن بين المدعوين العم الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم وزير الدولة الأسبق، شاهدت الحفل ولم يخطر ببالي آنذاك أنني سأدعى لحفل أكبر، ولكن هذا ما حدث لدى قبولي الدعوة لحضور زفاف الأمير وليام والليدي كيت مدلتون يوم الجمعة 29 أبريل الفائت، لا تقولوا كيف دُعيت؟ ولكن دعوني أحدثكم بمشاهداتي عن زواج العصر الذي حلم الكثير بأن يدعى إليه. في البدء زفت العروس إلى الكاتدرائية في سيارة موديل1969م، لا يمكن أن تقبل بركوبها أي عروس سعودية وإن تكن رولزرايس، والأسوأ أنها سيارة جدة العريس! فستان العروس كان بسيطا ومحتشما وربما أكثر حشمة من فساتين الأعراس التي نراها في أسواقنا مصممة لتطلع الشريحة المستهدفة بشرائها، المدعوات أيضا كن محتشمات، وليس ثمة تسابق على التعري من أي نوع فستان العروس كان بسيطا ومحتشما وربما أكثر حشمة من فساتين الأعراس التي نراها في أسواقنا مصممة لتطلع الشريحة المستهدفة بشرائها، المدعوات أيضا كن محتشمات، وليس ثمة تسابق على التعري من أي نوع. بعد دخول العروس انطلقت الألسن تباركها وتدعو لها، ولم أسمع أي مدعوة تنتقد فستانها، أو تسريحة شعرها، أو مكياجها، مراسم الحفل تمت بهدوء لم يفسده ما يشبه ضوضاء وصخب الطقاقات في أعراسنا، ورغم أنني لم أطلع على البطاقات المرسلة للسيدات إلا أنها فيما يبدو خلت من عبارة نوما هنيئا لأطفالكم، وهذا ما جعل البعض يأتي مُصطحبا أطفاله. سألت سيدة عربية تجلس بجواري: لم يفعلون ونحجم نحن؟! قالت: ربما لأنهم عرفوا أن الأطفال براءة لا تعرف الحسد، ولا الغيرة، ولا التهكم بالعريس وعروسه، لن تسمع كما عندنا هو أجمل منها، أو هي أجمل منه، استدركتُ: بالنسبة لصلعة وليم ألن تكون مثار تندر مثلا؟ قالت: إطلاقا، ولذا تركها دون تجميل، وأضافت: هم صادقون مع أنفسهم، المظاهر لا تشغلهم مثلنا، ثم همست في أذني: انظر.. هل ترى الخاتم الذي تلبسه كيت بيدها اليسرى؟ إنه ذات الخاتم الذي لبسته ديانا في زفافها إلى تشارلز قبل ثلاثين سنة تقريبا، تُرى هل ستقبل أي عروس عندنا أن تلبس خاتما لأم زوجها؟! لأمر ما اضطررت للمغادرة وأنا ممتن لمضيفتي: قناة 24 فرانس العربية التي دعتني لحضور الحفل ضمن مشاهديها الذين أحسبهم استمتعوا بالحفل كما استمتعت، فلها مني كل الشكر، وللعريسين الرفاء والبنون. [email protected]