قال ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الامريكى أن أى صفقة جديدة تبرم مع كوريا الشمالية حول مسالتها النووية يجب أن تكون شاملة، موضحا أن تلك الصفقة الشاملة يجب أن تغطى كلا من القدرات المتوفرة لدى كوريا الشمالية لاستخلاص البولتونيوم واليورانيوم على حد سواء بالاضافة لقدرتها على انتاج كافة أسلحة الدمار الاخرى بما فيها الاسلحة الكيماوية وكذا التهديد الذى تشكله أسلحتها التقليدية. ويؤكد ارميتاج بذلك ما سبق أن صرح به وزير الخارجية الامريكى كولين باول من أنه حتى اذا وافقت بيونج يانج على نبذ مطامعها النووية فان الولاياتالمتحدة ستحتاج ل " ترتيب جديد" يتعدى نطاق الاتفاقية الثنائية السابق ابرامها عام 1994 ويضمن تحقيق احتواء أفضل لقدرتها على انتاج أسلحة نووية. يذكر أن اتفاقية 1994 كانت تقتصر على تجميد أنشطة المنشآت الكورية الشمالية المنتجة للبلوتونيوم بينما تقول واشنطن الان أن الكوريين اعترفوا لها بأنهم يعكفون سرا على برنامج آخر لاستخلاص اليورانيوم عالى التنشيط وكلاهما من الممكن استخدامه فى صنع قنابل نووية.. وان كانت بيونج يانج تنكر أنها اعترفت بذلك وتقول أنه مجرد تلفيق أمريكي. من ناحية أخرى أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية أن الادارة تسعى لتخصيص الكونجرس 5ر3 مليون دولار بميزانية 2003 لمنظمة تنمية الطاقة لشبه الجزيرة الكورية المعروفة اختصارا باسم" كيدو " وذلك لتغطية مصاريفها الادارية اذا ما قررت واشنطن أن هذا التمويل سيكون من مصلحتها ..الا أنه أكد أن هذا المبلغ لن يصرف منه أى شىء على تمويل شحنات وقود ثقيل أو بناء المفاعلين النووين وفقا لاتفاقية 1994. ويقول المراقبون السياسيون ان هذا الموقف يعكس رغبة الادارة الامريكية فى ارضاء مطالب جميع الاطراف المعنية ( كوريا الجنوبية والصين وروسيا وحتى اليابان ) بضرورة الابقاء على تلك المنظمة التى أنشأتها اتفاقية 1994 لكى لا تهدم هذه الاتفاقية التى أفادت فى تحقيق الاستقرار فى السابق.. الا أنها فى نفس الوقت تصر على ايقاف تنفيذ التزاماتها هي وحلفاؤها فى تلك الاتفاقية لممارسة الضغط على بيونج يانج وترى الآن احلال صفقة أكثر شمولا محل هذه الاتفاقية.