أكدت كوريا الشمالية التي أعلنت انسحابها من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية عدم وجود اي نية لديها لصنع اسلحة نووية ولا تعتزم الحصول عليها بالرغم من قدرتها على ذلك، حسبما أعلن تاي يونغ شول كبير العلماء في كوريا الشمالية وكما أعلن الدبلوماسي الأمريكي السابق بيل ريتشاردسون عقب ثلاثة ايام من المباحثات في ولاية نيومكسيكو مع مسؤولين كوريين شماليين. وكانت كوريا الشمالية قد اعلنت امس الأول انسحابها من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية اعتبارا من امس السبت. واضاف ريتشاردسون الذي كان يتحدث للصحافيين امام منزله بالقرب من سانتافي ان بيونغ يانغ ترغب في فتح حوار مع الولاياتالمتحدة وتحسين علاقاتها بها لوقف تصاعد الازمة الناجمة عن استئناف نشاطها النووي. وكانت كوريا الشمالية قد اختارت هذا الدبلوماسي الأمريكي السابق والحاكم الديمقراطي لولاية نيو مكسيكو لاستئناف الحوار مع واشنطن الذي قطع اثر اعلان بيونغ يانغ في نهاية 2002 استئناف برنامجها النووي منتهكة بذلك اتفاقا موقعا مع الغرب في نهاية 1994. والمفاوضان الكوريان في هذه المباحثات هما مساعد السفير الكوري الشمالي في الاممالمتحدة هان سونغ ريوا والسكرتير الاول مون جونغ كول. لكن وزارة الخارجية الأمريكية ردت على تصريحات ريتشاردسون بأن الدبلوماسيين الكوريين الشماليين لم يبددوا قلق المجتمع الدولي بشان البرنامج النووي خلال لقاءات نيومكسيكو. وقال كبير العلماء تاي يونغ شول رئيس اكاديمية العلوم الاجتماعية في تصريحات للاذاعة في بيونغ يانغ نقلتها وكالة انباء كوريا الجنوبية (يونهاب): اننا لا نملك اسلحة نووية ولا نحتاج اليها ولا ننوي تصنيعها. واضاف يونغ شول الذي اوضح انه يتكلم باسم جميع العلماء في كوريا الشمالية انه يؤيد تاييدا تاما قرار بيونغ يانغ الانسحاب من المعاهدة الدولية معتبرا ان ذلك يحمي المصالح القومية للبلاد. وأعلن سفير كوريا الشمالية في فيينا كيم غوانغ سوب أن بلاده مستعدة للسماح للولايات المتحدة بالتحقق ما اذا كانت تصنع اسلحة نووية في حال ما إذا تخلت واشنطن عن سياستها المعادية لبيونغ يانغ. وقال خلال مؤتمر صحافي اذا تخلت الولاياتالمتحدة عن سياستها المعادية الهادفة الى قمع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ووضعت حدا لتهديدها النووي ضدها، فان جمهورية كوريا الشعبية يمكن ان تثبت، من خلال تحقق منفصل بينها وبين الولاياتالمتحدة، انها لا تصنع اسلحة نووية. وأعلن ان محطة يونغبيون التي كانت في صلب الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي ستكون قيد العمل في غضون بضعة اسابيع لانتاج الكهرباء. وقال سون مان سان الدبلوماسي المعتمد في سفارة كوريا الشمالية في النمسا أن يونغبيون ستبدأ خلال اسابيع في انتاج الكهرباء. وكانت كوريا الشمالية قد بدأت في نهاية ديسمبر الماضي تشغيل مفاعل من نوع ماغنوكس بقوة خمسة ميغاوات موجود في محطة يونغبيون النووية بشمال العاصمة بيونغ يانغ لتستأنف بذلك برنامجها النووي المجمد منذ عام 1994. واعتبر الخبراء انذاك ان اعادة تشغيل المفاعل لن تكون ممكنة قبل بضعة اشهر في وقت بدأت فيه كوريا الشمالية وضع قضبان المحروقات الجديدة في مخزن داخل مبنى المفاعل. وبرر السفير الكوري الشمالي في فيينا كيم غوانغ سوب استعجال بلاده لاعادة اطلاق العمل في المحطة بالنقص الخطير في الطاقة الذي تشهده البلاد. وقال:عليكم ان تفهموا اننا في فصل الشتاء، ونحن في حاجة ملحة للطاقة لان الولاياتالمتحدة اوقفت تسليم الفيول الثقيل. كما اعلن السفير الكوري الشمالي في الصين أن اتفاق تعليق التجارب الصاروخية الكورية الشمالية يمكن ان ينتهي في الوقت الذي تؤكد فيه الولاياتالمتحدة بطلان كل اتفاقاتها مع بيونغ يانغ. وقال كو كيم سو ان اتفاق تعليق اطلاق الصواريخ لن يشكل استثناء لا سيما ان الولاياتالمتحدة اكدت بطلان كل الاتفاقات المبرمة بينها وبين جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية. وقال مستشار في السفارة يدعى كيم في ختام مؤتمر صحافي لشرح تصريحات السفير الكوري الشمالي ان اتفاق تعليق اطلاق الصواريخ انتهى. يمكننا اطلاق الصواريخ. واوضح أن اتفاق تعليق اطلاق الصواريخ كان مرتبطا برغبة الحوار مع الولاياتالمتحدة. وفي سبتمبر الماضي تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل خلال زيارة تاريخية قام بها رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي الى بيونغ يانغ بتمديد مهلة اتفاق تعليق التجارب الصاروخية الى ما بعد موعد انتهائه في عام 2003. وبحسب الخبراء فإن كوريا الشمالية تملك على الارجح قنابل ذرية وتتوافر لديها القدرة على تصنيع المزيد من هذه القنابل، معتبرين أن بمقدور النظام الشيوعي فيها اذا ما عاد لتشغيل مفاعل نووي صغير توقف بموجب اتفاق مع الولاياتالمتحدة يعود لعام 1994، ان يصنع من دون اي صعوبات نحو 12 قنبلة نووية قبل نهاية السنة. ويحذر خبراء من ان النظام الكوري الشمالي سيكون قادرا في حال مضيه قدما بمواصلة برنامج نووي طموح تم تجميده بموجب اتفاق 1994، على ان ينتج بشكل آلي عشرات القنابل سنويا قبل عام 2005. ويعتبرون أن كوريا الشمالية نظرا لفقرها المدقع، ان تبيع مواد نووية او قنابل ذرية لدول لا رادع لها، لا بل والى مجموعات ارهابية. ولكن هؤلاء المحللين يخففون من لهجتهم حيال هذا السيناريو الكارثي عندما يعتبرون ان كوريا الشمالية عمدت على ما يبدو الى الدخول في عملية خداع واسعة ضد الولاياتالمتحدة. وتعتقد اجهزة الاستخبارات الأمريكية وفي مقدمتها وكالة الاستخبارات المركزية ال سي اي ايه ان بيونغ يانغ تمتلك حاليا قنبلة ذرية او قنبلتين بفضل مخزون من البلوتونيوم احتفطت به قبل تجميد برنامجها النووي عام 1994. وفي حال ما إذا شغلت مجددا مفاعل يونغ بيون، سيصبح بامكان كوريا الشمالية معالجة اوكسيد الاورانيوم وتحويله الى بلوتونيوم لاستخدامه لاغراض عسكرية.