عاد ملتقى الاربعائيات والذي تعدله وتستضيفه الشاعرة سارة الخثلان الى استئناف نشاطه مؤخرا والذي ضم زخما من اوجه الابداع الثقافي الادبي والتشكيلي من قصة وشعر ولوحات فنية بالاضافة الى مشاركة بعض الوجوه الادبية الجديدة امثال (هوازن الفاسية) مجلة كلام الناس والشاعرة (هيلدا اسماعيل). كيف تكون قاصا؟ بدأت الامسية بترحيب حار من من صاحبة الصالون بالجميع وكانت المحطة الاولى ورقة عمل قدمتها واعدتها الاستاذة شمس المؤيد تحت عنوان (ما القصة؟) وقد تناولت فيها تعريف القصة بأنها تلك التي تقدم فكرة في المقام الاول ثم وجهة نظر ومعلومة ماعن الطبيعة بحس عميق وباسلوب ادبي مكثف (وهذا التعريف للكاتبة الامريكية الشهيرة كاترين ان بوتر). ثم تناولت شمس اهم الخطوط التي تميز القصة القصيرة كوحدة الحدث ووحدة الزمن وتكثيفه كذلك اهمية بداية القصة والحبكة فيها.. كما تناولت كيف ومن اين يستوحي كتاب القصة شخصياتهم القصصية؟ واهمية التلقائية خصوصا في النهاية اذا شعر الكاتب بأنه لا يستطيع انهاءها فليس بالضرورة ان ينهيها اذا شعر بأنه وصل الى نفق مسدود فله ان يتركها ثم يعاودها في وقت آخر لينهيها ثم يقرأها ليعدل ما يمكن ان يلحقه التعديل حين يقرأها وكأنها لشخص آخر. وطرحت في نهاية ورقتها سؤالا مهما وهو هل يمكن تعلم كتابة القصة؟ والاجابة كما كان السؤال جاء على لسان مقدمة الورقة: نعم اذا كانت هناك موجة وارادة واذا كانت الكتابة مهمة بدرجة كبيرة للكاتب لكي يجعل منها حبه الكبير وبقراءة اعمال القدماء والمعاصرين من الكتاب وبالذات اعمال العمالقة من كتاب القصة القصيرة وكذلك بالقراءة في العلوم والشعر وعلم النفس والتاريخ. وختمت شمس ورقة العمل التي قدمتها بقولها: انها استعانت بكتاب جيد هو (كتابة القصة القصيرة) للكاتبة هالي بيرنت وهي كاتبة مبرزة في مجال القصة القصيرة وعملت كمشرفة في مجلة القصة الامريكية story وساعدت بخبرتها الكثير من كتاب القصة الذين اصبحوا من كبار الكتاب المعاصرين. وبعد ورقة العمل هذه جاءت مداخلة جميلة الشمري متساءلة هل تكتبين القصة والسؤال موجه لشمس هل هناك نص من نصوصك لتطبيق النظرية بعد ان تعرفنا على مبادئ القصة؟ وكان جواب شمس نعم اكتب ولكنني لم احضر نماذج هذه المرة وما اريد توضيحه ان اهم ما ينبغي معرفته هو ليس بالضرورة تطبيق ماورد في الورقة حرفيا فالتلقائية مهمة وابرز ما في القصة هو الصدق وجزئية الحدث والتركيز, ثم واصلت: في المرات القادمة ستكون هناك نماذج وآمل منكن اكتشاف مواطن الجمال او الضعف فيها. قصة الملتقى اما الوقفة الثانية لورقة العمل فكانت قصة قصيرة لنورة الاحمري وهي تعبير واقعي عن معاناة المعلمة مع الروتين من بداية طموحها في التعيين الى تقاعدها. بعدها جاءت مداخلة لانيسة السماعيل قائلة: هي تعبير صادق للمعلمة فالكثير يبدأ بطموح ويفاجأ بالروتين وكل ما جاء في القصة من الواقع. شمس المؤيد: ولكن من المفترض ان تخلو القصة من الوعظ المباشر لان الكاتب ليس مطالبا بالاصلاح وهذا لا يمنع ان الفكرة جيدة والمحاولة تستحق التشجيع. جداول شعر وبعد القصة ومعايشتها جاء دور الشعر والشاعرة هيلدا اسماعيل من خلال عيونك غابت ونصوص لم تنثر بعد ورغم ولادة الشاعرة فنيا من خلال عالم الانترنت كما صرحت وتحت اسم (ميلاد) الا ان الحاضرات استنكرن الا تظهر هذه الشاعرية كبداية من خلال الصحافة الادبية واثنين على قصائدها. جديد في التشكيل وجاء دور الفن التشكيلي لكل من الفنانتين حميدة السنان والتي قدمت تاريخا موجزا عن المعطيات التراثية في التشكيل السعودي ثم قدمت عدة لوحات تحت اسم (بقايا مجزرة جنين) بخطوطها الجديدة والفنانة بدرية الناصر والتي اختفت من لوحاتها واعتمدت على الالوان في لوحتها قائلة: هذه لوحة حديثة لان الفن لم يعد تعبيرا عن الذات بل اصبح لونا فالفنان يتحدث مع اللون والاشكال بدأت تختفي. وكعادة الملتقى في تقديم واعدة.. كانت الواعدة في مجال الفن التشكيلي ايضا (صبا الصايغ) احدى الفنانات المنطلقات من مرسم حميدة السنان من خلال لوحة لحظة تأمل عبارة عن بورتريه جمع بين النقل وخيال الفنانة واللوحة الاخرى هي طبيعة صامتة الاخرى ايضا خرجت عن المألوف في الطبيعة الصامتة فقد وشتها الفنانة بالكثير من خيالها. قبل الختام وعودة الى الشعر قبل ختام الامسية من خلال قصيدتين للشاعرة سارة الخثلان كان هناك السبع الموبقات للشاعرة ريم الدوسري وداعب وسن الامسية عيون المتلقيات والمنشآت مع وعد بأربعائية قادمة تحمل عطاء ممتدا.