على قدر ما تتمتع المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية بالجمال والرونق وروعة التصاميم التي تجذب الرواد على قدر ما يشكو هؤلاء الرواد من ارتفاع الاسعار في المحلات الموجودة بهذه المجمعات وفي المقابل نجد ان اصحاب المحلات انفسهم يشكون من ارتفاع سعر الايجار مما يشعرهم بارهاق مادي شديد.. فمعظم زبائن المجمعات يأتون للتنزه والاستمتاع بالجلوس على المقاهي والكافتيريات واذا دخلوا محلا.. يدخلونه فقط للفرجة.. .. "اليوم" اجرت هذا التحقيق في اكثر من مجمع تجاري تستمع لآراء الكثيرين.. رواد واصحاب محلات لتقترب اكثر من المشكلة ربما وجدنا لها حلا. مبالغة شديدة في البداية يقول محمود حسن - يعمل في احد المحلات - ان المجمعات يوجد بها نوع من المبالغة في سعر الايجارات وسبب ذلك الارتفاع ان العملية تجارية من اجل الحصول على التكلفة في اسرع وقت ممكن وهذا ما يجعل الاسعار ترتفع اكثر مما يتوقعه الزبون ويضيف انه لا توجد اية عوائق عدا عملية ارتفاع الايجارات بالنسبة للمحلات. ويشير الى انه يصادفهم في بعض الاشهر عدم استطاعتهم اكمال الدخل الشهري بسبب قلة المترددين على السوق واكد محمود ان الاستثمار في المجمعات المغلقة اجدى من الاسواق المفتوحة نظرا للعوامل الجوية والمناخية في المنطقة الشرقية وهذا يحرك السوق اكثر وعن ارتفاع الاسعار في البضائع اشار الى ان هذا بصفة عامة غير صحيح لكن هناك ماركات لها جودة وتوعية ضاحنة ولابد ان يزيد سعرها. ضخامة المشروع وتطرق محمد احمد صاحب محل الى ان الايجارات في المجمعات التجارية غير مناسبة والسبب يعود الى ضخامة المشروع وتوافر الخدمات مما يجعل اسعار الايجارات ترتفع جدا. اما عن العوائق بالمجمعات فلا اعتقد ان هناك اي عائق سوى ارتفاع الايجارات. واضاف: ان عملية الاستثمار في المجمعات التجارية المغلقة افضل من الاسواق المفتوحة لتوفر الخدمات وتنوع المعروضات بهذا السوق خلافا للاسواق المفتوحة والتي قد لا تفي بالغرض المطلوب للزبون. وعن ارتفاع الاسعار قال: ان الارتفاع يكون في الماركات العالمية بينما غيرها يكون سعره مناسبا للطرفين. لامقارنة وقال محمد منصور صاحب احد المعارض ان الايجارات في الاسواق غير مناسبة ومبالغ فيها فلا نستطيع ان نفي بها نفي الوقت المحدد نظرا لتعرضنا للخسارة ولعدم التناغم بين قيمة الايجار والاسعار التي تببع بها مشيرا الى انه لا توجد عوائق عدا ارتفاع الايجارات التي يعتبرها العائق الاكبر. ويقول ان الاستثمار في تلك المجمعات يعود للموقع والعائد المادي الذي سيحصل عليه. واشار الى ان اسعار البضائع لديهم ليس فيها اية مبالغة حيث ان الربح يكون بسيطا خصوصا ان ما يعرض لدينا محدد بقيمة لاتحتاج الى جدل ومماطلة. لاتوازن وقال عبدالله محمد صالح صاحب محل ان الايجارات في المجمعات مرتفعة والمبيعات قليلة ويفترض ان يكون هناك توازن بين الايجار والدخل الامر الذي يجعل الاسعار لدينا مرتفعة واوضح ان العوائق كثيرة منها خلو المجمعات من الدعاية المستمرة كذلك قلة عدد محلات مبيعات النساء مما يجعل حركة السوق ضعيفة جدا. وامتدح الاستثمار في الاسواق المغلقة نظرا لتوافر مجمع الخدمات وتعدد البضائع وطالب بان تكون هناك لجنة من فرع وزارة التجارة بالمنطقة لتحديد اسعار مناسبة على المستأجر والمؤجر حتى لا يأتي يوم وتغلق المحلات ابوابها. المالك والتكلفة وقال وليد عبدالكريم صاحب محل ان الايجارات بالاسواق المغلقة غير مناسبة وذلك كون المالك يرغب في ارجاع التكلفة في اقل فترة وجيزة ممكنة. مما يضطر المستأجر الى رفع سعر البضاعة على المستهلك وعلق العبدالكريم ان العوائق في المجمعات هي رفع اسعار الايجارات وكثرة الاسواق المغلقة والتي تكون بنفس القوة الشرائية. وعن عملية الاستثمار في المجمعات اشار الى انها لا تتميز عن الاسواق الاخرى الا بميزتين هما عند فصل الصيف في ظل ارتفاع الحرارة والرطوبة وعن فصل الشتاء في ظل سقوط الامطار حيث ان هذه الاسواق ستستقطب الكثير في ذلك الوقت وما عداها فهي متساوية. واكد العبدالكريم ان ارتفاع اسعار البضائع يعود الى سعر الايجار للمحل ونحن نطالب المالك بايجاد سعر مناسب للايجار حتى نبيع بضاعتنا بأسعار مناسبة. تحقيق الفائدة واشار مدحت سعيد فرج مدير معرض للساعات الى ان اسعار المحلات غير مناسبة بهذه الاسواق مما يضطر المستأجر الى البيع باسعار مرتفعة لتحقيق الفائدة المرجوة وهذا امر سلبي لا يعود علينا بالنفع ولا على الزبون. وعن العوائق في المجمعات اعتقد ان لدينا قلة في عدد الزبائن كذلك تشابه المحلات المستأجرة في نوع البضاعة مما يؤثر على حركة البيع. واوضح ان معظم العوائل السعودية ترغب في الاسواق المغلقة نظرا لتعدد المحلات وتوافر جميع المستلزمات خصوصا ان المنطقة الشرقية بها العديد من الاسواق المغلقة في ظل الزيادة السكانية الكبيرة وهذا يعتبر عاملا مشجعا في تنفيذ العديد من هذه المشاريع. سياسة المركز وقال احمد دعباس (مدير معرض بسوق الدمام) ان الايجارات في المجمعات غير مناسبة بسبب سياسة المركز وما يصرف عن الاسواق خارج المملكة ان الاسعار مناسبة حسب الموقع والمساحة ونحن نطالب بان تكون هناك اسعار محددة للجميع. واضاف ان العوائق التي تواجهه كثيرة منها خلو تلك الاسواق من الدعايات المستمرة للسوق وهذا يعيق استقطاب الكثير من الزبائن ايضا قلة المساحة للايجارات وارتفاع ثمنها. وقال عباس ان الاستثمار في الاسواق المغلقة اجور لتعدد المحلات التي يحتاجها الزبون ووجود التكييف المركزي وحالة الامان التي تسود السوق المغلقة خصوصا على الابناء. واشار الى ان الاسعار لديهم لاتقاس بقيمة الايجار خاصة ان اسعارهم محددة على مستوى المملكة بغض النظر عن قيمة الايجار ويضيف ان الماركات المعروفة هي لن تفرض سعرها دون وجود ارباح خيالية كما يتصور الزبون. اسم المحل وقال احمد الحجار ان الايجارات تتوقف على قوة المحل واسمه في السوق ونوع المنتج المقدم للزبون واكد الحجار ان الجمعيات المغلقة توفر على المستهلك الجهد والوقت والبيئة المناسبة والسرعة في انجاز ما يريد في ظروف مناخية ملائمة. واوضح ان اسعارهم غير مرتفعة بالنسبة للخدمات التي تقدم للزبون ومنها عدم اللجوء الى البضائع المقلدة وغيرها كثير ولاترتبط بعملية الايجارات في الاسواق. اقل تكلفة وقال فيصل الدوسري مدير احد المجمعات بالدمام ان الملاك لم يبالغوا في عملية التأجير لذا فان المجمع يعتبر اقل تكلفة في المنطقة الشرقية والطلبات كثيرة لذلك يشهد المجمع اقبالا كبيرا من قبل المتسوقين. اما عن قلة المجمعات في المنطقة فقال: لابد من عمل دراسة جدوى اقتصادية لاي مشروع في ظل المنافسة والاستيعاب والصورة واضحة في بعض المجمعات الحالية التي لم تستكمل دراستها بشكل جيد واصبحت تتعثر لان هناك عناصر اساسية لنجاح المشروع يجب اخذها في الاعتبار قبل الاقدام عليه. واوضح الدوسري ان العناصر المؤدية الى نجاح الاستثمار لها دور كبير عدا التصميم والاسماء المتميزة والخدمات المقدمة وفي اعتقادي ان المشاريع الكبيرة مهما كان نوعها هي مركز ثقل خاصة اننا نعيش في منطقة حارة صيفا طيلة الاشهر الاربعة والخدمات في تلك المجمعات متوافرة من الان والمطاعم والالعاب الترفيهية والامر الذي تفتقد اليه المحلات العادية. والاستثمار ليس له علاقة بقلة المجمعات انما التميز هو الذي يضع بصماته ويسعى اليه الناس ويجعل التوجه اليه تلقائيا. شبه مجانية واشار عبدالكريم راشد الوايلي مدير مجمع الخبر مول ان الاسعار في المجمعات في السنوات الاولى تكون شبه مجانية مقارنة بالاسواق الاخرى خارج المنطقة كذلك مضاعفة الدعاية والتكلفة المادية التي تبذل من اجل الدعاية في جميع الوسائل مما يزيد الاعباء على المراكز التجارية اضافة الى الخدمات الاستهلاكية من كهرباء وهذا يتطلب منا دفع مبالغ كبيرة. وقال الوايلي انه لاتوجد هناك سيطرة من قبل ادارة المجمعات التجارية الا ان هذا يعود الى رغبة الزائر او المتسوق للمركز ولا اعتقد ان يكون هناك غلاء سوى الماركات النادرة والتي تعتبر غالبة دون زيادة في سعرها. وتطرق الوايلي الى ان الركود الذي يصاحب المجمعات يحدث في اوقات متقاربة وان كانت هناك نية في ايجاد دعاية مستمرة خصوصا في رمضان والاعياد وذلك لاستقطاب الكثير من الزبائن كما هو حاصل في جميع مدن المملكة. واضاف الوايلي ان المجمعات يتوافر بها جميع الخدمات التي يحتاجها المتسوق بعكس الاسواق المفتوحة التي تنقصها تلك الخدمات واسعارهم اقل. الوكالات وتحدث احمد صالح ذبيان مدير احد المجمعات ان ارتفاع اسعار المحلات تعود الى وفرة الوكالات التجارية بينما في الاسواق القديمة تجد الاسعار معقولة نظرا لعدم وجود الاسماء المؤثرة في السوق. ايضا نجد ان هناك اسواقا كبيرة استقطبت اسماء لامعة وهذا سبب اخر علاوة على توافر جميع الخدمات التي يحتاجها المتسوق وتوفير الوقت. واشار الى انه لاتوجد سيطرة على التجار واصحاب المحلات كون هناك عقود تربط بين المالك والمستأجر حيث يتوافق الايجار مع الدخل وفي حالة عدم المقدرة على الاستمرار فهناك فرصة لبيع المحل من قبل المستأجر فيما يتعلق بأصحاب المحلات والسيطرة عليهم فهذا امر غير وارد وللمستأجر حرية خلو المحل بشرط الا يكون عليه دين للمالك وغير هذا فله الحرية المطلقة. وسألنا (س. ع) احد رواد المجمع (...) ما اكثر شيء يلفت نظرك في المجمع التجاري. يقول حقيقة المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية من الروعة بمكان.. ولا اظن ان ضعف الاقبال على الشراء بسبب الغلاء كما يزعم البعض وان كان ذلك سبب لكن الذي يجعل الزبون يعزف عن الشراء هو انه خاوي الجيب اي (مفلس).. فالحياة بصفة عامة صارت صعبة على الكل.. المواطنون والمقيمون.. الانماط الانفاقية اختلفت عن ذي قبل.. فمنذ سنوات لم نكن نعرف (الجوال).. وعندما اقتحم حياتنا استهلك وحده نصف ميزانية البيت وهو ضرورة لاغنى عنها.. كذلك صارت القنوات الارضية لاتشبع رغبة المتفرج ولابد من الدش والريسيفر والاشتراك في القنوات الفضائية المتنوعة.. هكذا تطورت بنا الحياة رغما عنا وسحبت من جيوبنا الشيء الكثير فلم يبق لنا ما نشتري به واصبحنا نكتفي بما يستر اجسادنا باحثين عن الرخيص حتى لو كان على حساب الجودة. هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم الاقبال على الشراء.. وعلى فكرة يقول (س. ع) ما نعانيه نحن كزبائن يعانيه ايضا اصحاب المحلات فهم يبيعون باسعار عالية حتى يسددوا لهم ايضا التزاماتهم الجديدة والطارئة عليهم من ايجار وجوالات وفضائيات وهموم كثيرة اخرى. ويوافق (س. ع) احد اصحاب المحلات الذي يضيف: ان الناس في حالة (زهق) عام والمجمع التجاري بالنسبة لهم اصبح مجرد متنزه للتفريج عن النفس خاصة في منطقتي المطاعم والملاهي اما المحلات فلا يدخلونها الا للفرجة ومجادلة البائع في الاسعار.. وللعلم نحن نعذر الزبون لاننا مثلما يقول المثل: (في الهوا سوا).. الغلاء حادث على الجميع والانفاق واحد علينا جميعا ناهيك عن الدروس الخصوصية ومصاريف المدارس الاهلية للاولاد.. كل ذلك جاء على حساب شراء الملابس التي تعتبر من الكماليات الى حد كبير. انشئت المجمعات للبيع والشراء وليس للراحة اوالجلوس العروض الخاصة لم تجذب الزبائن