ارتفعت خلال الفترة الماضية قيمة ما يطلق عليه ب«خلو رجل» في المحال بخاصة في المجمعات التجارية الكبيرة التي تسجل زيادة في أعداد المتسوقين، على رغم ما يثار حولها من إشكال شرعي، وبلغت في إحدى المجمعات التجارية أكثر من 5 ملايين ريال، وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة تكون المبالغ طائلة يصعب تصديقها، في الوقت الذي أكد أصحاب مكاتب عقارية أن القيمة تدفع بغرض «خلو الرجل»، وإن اختلفت العناوين المؤدية إليه. وقال العقاري ورجل الأعمال طارق الزاير إن مصطلح «خلو رجل» يقصد به نقل ملكيه المحل التجاري إلى مالك جديد في مقابل مبلغ مالي يتم الاتفاق عليه. مبيناً أن من شروط «خلو الرجل» - كناية عن إخلاء رجل صاحب المحل من محله - أن يتم بعلم صاحب العقار ومالكه، موضحاً أن هذا الأمر يتم عادة في أوساط المحال التجارية المزدحمة بالزبائن مثل المجمعات التجارية أو الأسواق الشعبية التي تتمتع بكثافة تسوق العالية. وعن المبلغ قال: «يختلف باختلاف المحل وموقعه ويراوح بين 5 آلاف و2 مليون تقريباً، وتصل إلى 5 ملايين وأكثر من ذلك»، مشيراً إلى أن قيامه بمفاوضة أحد المستأجرين في أحد المجمعات التجارية المشهورة في الدمام في مقابل 250 ألف ريال، «إذ يتم احتساب هذا المبلغ ضمن كلفة الإيجار لمعرفة الكلفة في نهاية الأمر، وقمت باستئجار المحل بعد أن دفعت مبلغ ربع مليون ريال، فيما بقيت فيه مدة 10 أعوام حتى انهار المجمع، وبدأت الزبائن تهرب منه لعدم تطويره، في الوقت الذي تم فيه افتتاح مجمعات جديدة في المنطقة». وأكد أن أحد العقاريين قام ببيع محله في مقابل مليون ريال في ذات المجمع، «بعد أن تنبأ بضعف الزبائن، فيما تسبب هذا الأمر في خسارة للمستأجر الجديد لأنه عرض المحل للبيع بعد أقل من أربعة أعوام». وأشار إلى عوامل عدة تسهم في زيادة الطلب على استئجار المحال، ومن بينها «موقع المحل وقيمة إيجاره وحركة الزبائن»، مشيراً إلى «محال الذهب في السوق المركزية في المدن الرئيسة تكون أسعارها كبيرة، وفي إحدى الأسواق يبحث التجار عن محال للإيجار في الواجهة الغربية، ويدفعون مبالغ كبيرة لأجل إقناع المستأجرين بالخروج، وفي المقابل فإن الواجهة الشرقية التي لا يفصلها عن الواجهة الغربية سوى شارع عرضه 15 متراً يكون الإقبال ضعيفاً بسبب قيمة الإيجار، وكذلك انجذاب الزبائن للشراء من تلك المحال والتي يتركز باعة الذهب فيها». وأشار إلى أن «خلو الرجل» عادة يكون من دون أي بضاعة، فقط المحل وأحيانا بالديكور أو من دونه. من جانبه، أوضح سالم الزهراني (صاحب مكتب عقاري) أن «خلو الرجل» يتم بعناوين ثانية، كقيمة الديكور أو تعويض عن قيمة الاستفادة، موضحاً أنه يشبه حال الوكالات التجارية، وانتقالها من شخص إلى آخر، مؤكداً أن المواقع المهمة في الأسواق أو المجمعات التجارية تحظى بأسعار تصل إلى ملايين الريالات. وأضاف بأن المدينتين اللتين تنفردان بالأسعار الخيالية هما مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وفيهما يتم التكتم على أسعار «خلو الرجل» على رغم أن بعض العقاريين يتحدثون عن أسعار تتجاوز عشرات الملايين، ويعتمد على قرب المحل من الحرمين المكي والمدني، مؤكداً أن الصفقات ازدادت بعد التوسعة التي تتم في مكةالمكرمة، والأرقام تزداد ارتفاعاً بسبب رغبة الكثيرين في الحصول على محال هي الأقرب إلى الحرمين. وذكر بأن بعض المجمعات التجارية الكبيرة ترفض مبدأ «خلو الرجل»، وتشترط على المستأجر تسليمها المحل لتقوم هي بإيجاره لمن تريد، وهي بذلك تتحكم في المجمع وطبيعة نشاطه ونوعية المستأجر، لتضمن استمرارية جاذبية المجمع إلى المتسوقين. وأوضح أن الأرقام التي تدفع في «خلو رجل» في العادة تكون بعلم مالك للعقار، وتتفاوت بحسب الموقع، ولا يمكن وضع قاعدة لها، لأنها تتم بالتراضي بين المستأجر الأول والثاني، كما أنها تعتمد على حاجة المستأجر الجديد ورؤيته لمستقبل نشاطه التجاري.