الرحمة والدعوة من الله، جلت قدرته، أن يتغمد المغفور له، جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية الشقيقة الراحل، بواسع رحمته، هذه الدعوة الخالصة جاءت بعد أن شاهدت حديثا لمعالي وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى بثته قناة أبوظبي الفضائية في لقاء خاص يوم الخميس في 2/1/2003، حيث وجه له مقدم البرنامج سؤالا حول رأيه في رسالة الرئيس العراقي، فاعتبر معاليه انها مخيبة للآمال وغير متوقعة وفيها اساءة للقيادة السياسية الكويتية, وأكد على عمق العلاقة المميزة التي تربط بين دولة الكويت والمملكة المغربية الشقيقة، وهي محل اعتزاز بالنسبة لنا، وهذا الموقف العربي الاصيل ليس غريبا على الاشقاء المغاربة الاعزاء على قلوبنا, ونحن لا يمكن أن ننسى مواقف جلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، ومشاركته في تحرير الكويت، وتبنيه قضية الأسرى، وجهوده ومحاولاته الرامية إلى اطلاق سراحهم. وهذا اللقاء ذكرني برسالة متلفزة وجهها الملك الراحل اثناء فترة الاحتلال للرئيس العراقي، حيث حذره من مغبة عدم الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الكويت، وقد حدد خيارات عدة امام العراق في حال عدم الاستجابة لهذه القرارات، وأولها ان تتولى الاممالمتحدة ادارة شؤون العراق، وهي الآن فعلا تدار ماليا من خلال النفط مقابل الغذاء، بلد منزوع السلاح وهذا مطبق عمليا من خلال فرق التفتيش، بلد مقسم وهذا واقع الحال، يعاني شعبه الجوع والفقر والمرض وهذا ما يعيشه الشعب العراقي, ونحن مع ما ذهب اليه معالي الوزير محمد بنعيسى، لا نريد مزيدا من المرارة لهذا الشعب الشقيق، ولكننا نقول: من منا يتكهن بتصرفات رئيس النظام العراقي، خصوصا ان التجارب السابقة لا تشجع أبدا على الوثوق فيه؟ لقد فقد مصداقيته، ونحن نشارك معالي الوزير الرأي ونقول بصوت عال: لا نريد الحرب بل نتمنى ألا تقع، ويكفي معاناة لهذا الشعب الشقيق، فما أصابه لا يسر أحدا, ولكن من بيده منع قيام الحرب؟ أوليس الرئيس العراقي وهو وحده القادر على ذلك؟ وهل يتخلص من عقدة العظمة والهيمنة والتسلط والانفراد بالرأي والدخول في حروب لا طائل تحتها؟ هذه السياسة التي يمارسها منذ توليه السلطة في العراق، والتي فرقت الأمة العربية وأضعفت مواقفها وبددت امكاناتها؟ وما حديث معالي الوزير محمد بن عيسى إلا تعبير صادق عن مشاعر أهل المغرب ملكا وحكومة وشعبا، حول مجمل القضايا الوطنية والقومية والدولية. إن القيادة الحكيمة والسديدة لجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية الشقيقة، التي تسعى جاهدة من أجل أن يحتل هذا البلد الغالي موقعا متقدما على الخارطة العربية والافريقية والدولية، ويساهم في تعزيز الديموقراطية وتكريس التنمية والارتقاء بالمغرب اقتصاديا واجتماعيا بالرغم من الصعوبات والتحديات, وان المواقف النبيلة والمشاعر الصادقة المتبادلة ما هي إلا انعكاس حقيقي لعمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين, وامنياتنا بالنجاح والتوفيق لمعالي وزير الخارجية، والعطاء الدائم والمتجدد للمغرب، مليكا وحكومة وشعبا. الراي العام الكويتية*