وقفت طويلاً .. وأطلت الوقوف أكثر أمام سؤال طرح من خلال منبر الجزيرة الشعبي "مدارات شعبية" . في شهر رمضان .. تحت عنوان (قبل الإفطار) .. نص السؤال يقول : (قلم نسائي تحرص على متابعة ما يطرح؟) وكما تلاحظون السؤال مطلق .. حيث لم يقيد بجنسٍ أدبيٍ معين .. وترك فضفاضاً ليتمكن المجيب من الإجابة بحرية ، وطلاقة من منطلق توجهاته الأدبية ، وقراءاته الفنية. فالسؤال يقول مرة أخرى لتتأكدوا من كونه مطلقاً .. فضفاضاً .. (قلم نسائي تحرص على متابعة ما يطرح؟) فبربكم كيف أتت إجابات بعضٍ من الطرف الآخر / المُحَاوَر..؟ (بفتح الحاء والواو) (........) .. أجاب قائلاً: {اللهم أني صائم} في 8/9/1423ه أما (........) فقد قال: {إني غير متابع للأقلام النسائية بدقة فليس في ذهني اسم معين} في20/9/1423ه و (........) أجاب بقوله: {لا أتابع الأقلام النسائية} في 4/10/1423ه الأسماء التي استعين بها للإجابة عن الأسئلة تمثل شريحة واحدة هي شريحة الشعراء الشعبيين.. إذا فهي شريحة مقننة ، مقيدة بثقافة ذات بعدٍ واحدٍ ، ونطاقٍ ضيق للغاية هو نطاق الشعر الشعبي ، وإن رفعنا من قدرهم ..قلنا نطاق الأدب الشعبي..! بينما السؤال- كما سبق ونوهت - مطلق ، فضفاض .. فهل من اللائق للأسماء الآنفة الذكر أن تقف هذا الموقف السيئ من القلم النسائي؟ هل يستحق قلم المرأة كل هذا التعتيم ، أو الإقلال من القدر؟ ما المقصد (........) من عبارته {اللهم أني صائم} .. هل التطرق للمرأة في رمضان من جهة ما تمتلكه من فكر، وثقافة ، وعطاء عرضة إلى خدش صيام الناطق..؟ قد يكون (........) كذلك...! {اللهم أني صائم} تسكب في كؤوس احتمالات عدة جميعها ديدنها النوايا السيئة، وانعدام الثقة في قدرتها. ألهذا الحد هو حريص على إتمام صيامه بعيداً عن الخدش ، والتجريح ، والمساس.. لا أظن ذلك .. وإلا لما قال عبارته...! وقد صدق (الدكتور: سعد البازعي أستاذ الأدب الإنجليزي بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود، والناقد الأدبي والمثقف المعروف).. عندما قال ما نصه (أنا اعتقد أن هناك الكثير من الرجال الذين يحدون من قدرة المرأة على ممارسة دورها المبدع)ج (اليوم) 29/10/1423ه وما كنت أود أن يكون (........) فردا من هؤلاء الكثير ... ولكن!! ولم أتمن الشيء نفسه ل (........) أو (........) عندما أفادا بعدم متابعتهما للأقلام النسائية.. وما من تبرير لعدم المتابعة إلا تبرير عدم القناعة بعطائهن..! (........)-(........)-و(........)شعراء في سلك الصحافة الشعبية.. فهل يؤخذ بموقفهم الرافض لقلم المرأة في مقابل رأي أكاديميين..ونقاد..ومثقفين عرفوا بموقفهم الطيب تجاه قلم المرأة، كما سبق إيراده من رأي للأستاذ الجامعي د. سعد البازعي..أو ما قد صرح به الدكتور أكاديميون والناقد المعروف: عبدالله بن محمد الغذامي عندما طرح عليه سؤال مؤداه: (كيف ترى المرأة السعودية المثقفة؟ وأين تصنفها في مجال الإبداع العربي ؟) فأجاب: {المرأة كقارئة اكثر جدية من الرجل.. والقارئات من النساء أعدادهن كبيرة جداً، والمرأة إذا أقبلت على الثقافة تقبل بالتزام حقيقي وبجد وعطاء عميق..والمرأة لدينا حققت تطورات نوعية كبيرة، إذا نظرنا إليها في الستينات وعلى مدى 40سنة ، ففي الستينات كانت المرأة السعودية جاهلة لا تقرأ ولا تكتب وفي غضون40سنة تحولت إلى شاعرة، مبدعة ، روائية، ناقدة، كاتبة، صحافية. وهذا تطور ضخم جداً تم للمرأة السعودية في فترة وجيزة وهذا التطور ليس كميا فحسب بل انه تطور نوعي، ومكتسبات المرأة كبيرة والخطاب الإبداعي عند البنات سواء الشاعرات، أو الروائيات لافت للنظر بشكل قوي جداً والتطورات فيه كبيرة وقوية}ج (اليوم) 8/10/1423ه وعن الشاعر البحريني الكبير: عبدالرحمن رفيع فقد قال ذات لقاء {أن الرجل اخذ نصيب الأسد، وهي"أي المرأة" أخذت نصيب النملة} حينما سئل(هل المرأة الخليجية أخذت نصيبها من الأدب) "ملف رؤى" الصادر عن نادي حائل الأدبي العدد 8/9 وفي مقولته يؤكد سعي البعض نحو الحد من قدرتها على الإبداع بطريقة ، أو بأخرى. وما يثبت هذه الحقيقة ما جاء في جريدة الرياض بتاريخ 11/8/1423ه بقلم د.عبدالله الغذامي {مازلنا نرى بطاقات الزواج تداري ذكر اسم العروسة ، وفي يوم فرحها الأكبر ليست الفتاة سوى كريمة رجل ما وعقيلة آخر، وليس لها وجود لغوي في اخطر يوم في وجودها الحياتي} فهل رأي هؤلاء الأعلام البارزة في الموقف السلبي ضد المرأة تأكيد لما ذهب إليه جمع من شعرائنا الشعبيين؟ أظنه كذلك.. فلم يعمدون ..أي الشعراء الشعبيين.. إلى تعتيم دور المرأة والانتقاص من قدر عطائها ..ولا يلتمسون العذر فيما لا ذنب لها فيه.. وصرح بذلك الشاعر رفيع والناقدان البازعي، والغذامي .. الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه في العدد 31-شوال1418ه من مجلة المعرفة قال: {كانت أمي رحمها الله لها اثر كبير عليَّ في تربيتي وطلبي للعلم.. حيث توفي والدي وأنا ابن ثلاث سنين.. أما أمي فقد توفيت وأنا ابن ست وعشرين سنة} أليست هذه الأم كسائر النساء تستحق التقدير ، وان يكون لها نصيب من الإبداع طالما أنها أرضعته لوليدها؟.. ألا يلتفت لعطائها .. وتستحق المتابعة؟ الخلاصة أن موقف العداء من المنتمين للشعر الشعبي ضد قلم المرأة لا بد أن يوقف عند حدّه.. ويجتث من جذوره .. لابد .. لابد!! وجهة نظر: في زاويتها (بيننا كلمة) كتبت د.ثريا العريض في جريدة الجزيرة بتاريخ 5/3/1419ه {ان كثيرا من الأصوات الموهوبة والواعدة تنطفئ بضغوط عائلية تمنعها أن تنطلق إلى أقصى آفاق مداها الواعد، والغالبية منها لا يصمد طويلاً في وجوه الضغوط الوضعية خاصة بعد الزواج والأمومة}