واصلت الدوائر الرسمية الأمريكية حملة ترويج المزاعم التي بغير أساس عن دول عربية بعينها لأغراض باتت واضحة لجميع المراقبين .. وفي أحدث ادعاء - بل آخر نكتة - في نطاق هذه الحملة حذرت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في تقرير سلمته الى الكونجرس الشهر الماضي ونشر الثلاثاء من ان ليبيا وسوريا وربما السودان تحاول الحصول على اسلحة للدمار الشامل او تملك بالفعل القدرة على تطوير هذه الاسلحة. ورأت الوكالة ان اسامة بن لادن الذي تعتبره أمريكا مسؤولا عن هجمات 11 من سبتمبر 2001 يملك برنامجا للابحاث حول اسلحة بيولوجية متطورا اكثر مما اكتشف في السابق. وقالت الوكالة في التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من الاول من يوليو الى 31 من ديسمبر2001 ان ليبيا ما زالت تواصل تطوير بنية تحتية نووية. اما سوريا فتشتبه وكالة الاستخبارات المركزية في انها تحاول الحصول على عناصر تمهيدية وخبرات تسمح بتطوير برنامج للاسلحة الكيميائية. ورأى التقرير ان السودان طور القدرة على انتاج اسلحة كيميائية منذ سنوات عدة ويمكن ان يكون مهتما ايضا ببرنامج للاسلحة البيولوجية. واوضحت الوكالة ان التقنية النووية تطورت في العالم الى درجة يمكن معها لهذه الدول ان تكون قادرة على انتاج مواد انشطارية كافية لتطوير اسلحة. ويأتي التقرير بينما تهدد ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بشن حرب على العراق ما لم تتم ازالة اسلحة الدمار الشامل التي تتهمه بامتلاكها بطريقة سلمية وتؤكد ضرورة ان تتخلى كوريا الشمالية عن برنامج نووي اعلنت بيونج يانج استئنافه الشهر الماضي. لكن وكالة الاستخبارات المركزية تحدثت عن دول اخرى مدرجة على لائحة وزارة الخارجية الامريكية للبلدان المتهمة بدعم الارهاب وتقوم بنشاطات مماثلة. واوضح التقرير ان ليبيا تواصل تطوير اسلحة للدمار الشامل موضحا ان ليبيا ودولا اخرى استخدمت في 2001 اجهزة استخباراتها للحصول على معلومات تقنية حول تطوير اسلحة للدمار الشامل بما في ذلك اسلحة نووية. واضاف ان طرابلس حاولت التفاوض مع روسيا لشراء مفاعل نووي والحصول على مساعدة موسكو في تطوير مركز التاجورة للابحاث النووية. وقالت وكالة الاستخبارات المركزية ان عملا في القطاع المدني كهذا يمنح ليبيا فرصا لمواصلة التقنيات الملائمة ايضا لاغراض عسكرية. وقال التقرير ان ليبيا قامت فور تعليق عقوبات الاممالمتحدة التي كانت مفروضة عليها باجراء اتصالات مع شركات للمنتجات الكيميائية ومؤسسات للابحاث في هذا المجال في اوروبا الغربية بشكل اساسي، بهدف تأمين تقنيات ومواد اولية لبرنامج للاسلحة الكيميائية يشتبه في انها تملكه. واضاف ان طرابلس ما زالت تعمل على ما يبدو باتجاه بناء قدرات هجومية في هذا المجال وعلى الارجح انتاج مواد من هذا النوع محليا، مؤكدا وجود مؤشرات تثبت ان ليبيا تسعى للحصول على قدرات لتطوير وانتاج عناصر اسلحة بيولوجية. وتشتبه الاستخبارات الامريكية في ان سوريا تسعى ايضا للحصول على مواد وخبرات لبرنامج للاسلحة الكيميائية. وقال التقرير الامريكي ان دمشق تملك اصلا غاز السارين المتلف للاعصاب لكنها تسعى الى تطوير غازات سامة اخرى. واشار الى وجود احتمال كبير بان تكون سوريا في طور تطوير اسلحة بيولوجية. وحول السودان، قال التقرير ان هذا البلد في غرب افريقيا قام بتطوير قدراته على انتاج اسلحة كيميائية لسنوات عدة وقد يكون مهتما بالاسلحة البيولوجية ايضا.وحذر من ان مجموعات ارهابية معادية للولايات المتحدة مثل تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن تمكنت من الحصول على معلومات حول تطوير اسلحة للدمار الشامل، مشيرا الى ان استخدام مثل هذه الاسلحة في عمليات ارهابية تشكل تهديدا حقيقيا. انتهت النكتة .. ولا تعليق !!