العمليتان الفدائيتان في احد أحياء قلب تل أبيب اللتان نفذتا يوم أمس الأول وأعلنت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عنهما, وقد أدت العمليتان الى قتل أربعة وعشرين إسرائيليا ومائة جريح تدلان من جديد بعد هدوء نسبي استمر نحو شهرين على سقوط مزاعم شارون بانه استطاع اخماد الانتفاضة الفلسطينية بشكل نهائي اعتمادا على سياسته الدموية باغتيال الفلسطينيين وهدم منازلهم وتشريدهم وقطع أرزاقهم وجرف أراضيهم الزراعية واقتلاع أشجارهم وحرمانهم من أطفالهم وامهاتهم ومنعهم من التمتع بحياتهم الكريمة, وتجيء العمليتان كرسالتين تضافان الى سلسلة من الرسائل المتعاقبة التي تؤكد أخطاء تلك السياسة الهمجية التي يمارسها شارون وعصابته الدموية واهمين ان تلك العمليات الاجرامية والإرهابية ستمر دون انتقام من شعب مازال يناضل ببسالة لانتزاع حقوقه المشروعة من براثن مغتصبيه بإرادة قوية وعزيمة لن تلين الى ان يحقق النصر المبين بإذن الله على أولئك السفاحين القتلة, فالرسالتان الجديدتان تحملان مفهوما ثابتا كبقية الرسائل الفدائية الفائتة وهو ان أمن إسرائيل المزعوم ليس إلا مجرد وهم ما زال يدور في عقل شارون وحكومته الليكودية الدموية, وانه معرض للاهتزاز بصورة دائمة رغم التطمينات الكاذبة التي يحاول بها شارون دغدغة مشاعر الاسرائيليين, ورغم علمه انه سيدفع عاجلا او آجلا ثمن جرائمه وإرهابه, فالأمن في المنطقة لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يتجزأ, واذا ارادت اسرائيل الحصول على الأمن فان الفلسطينيين بحاجة ايضا الى الأمن ضمن اطار منحهم حقوقهم الطبيعية باقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. والاحتكام الى الشرعية الدولية والقرارات الأممية الملزمة والمبادرات العقلانية التي تطالب باقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تتمتعان باعتراف شامل وحدود معترف بها, ومنها المبادرتان العربية والأمريكية, ودون الاحتكام الى تلك الوسائل فان الامن سيظل مفقودا والتوتر قائما والعنف مستمرا الى أمد غير معلوم.