ما زال العنف وردود فعله في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة يؤكد لكل مراقب افلاس شارون السياسي وعدم قدرته على استيعاب أبعاد الأزمة القائمة المهيأة للاستمرار الى أمد غير محدد فهدم المنازل الفلسطينية على رؤوس أصحابها وحرق المزارع واعتقال العشرات من أبناء شعب فلسطين هي اجراءات تعسفية لن تؤدي على الأمدين القريب والبعيد كما يظن شارون الى تصفية الشعب الفلسطيني ووقف انتفاضته الباسلة, فالانتفاضة مرتبطة بانتزاع حقوق مشروعة مكفولة من قبل الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وسلسلة من المبادرات السلمية التي ما زالت إسرائيل تضرب بها عرض الحائط وأهمها المبادرة العربية التي تمخضت عن القمة الدورية الأخيرة في بيروت, ورؤية بوش الابن لحلحلة الأزمة من جذورها وكلاهما يصبان في رافد واحد يتمحور في أهمية قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية تتمتعان بحدود دولية معترف بها وسيادة كاملة, غير ان الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بزعامة شارون أبت إلا القفز على تلك المسلمات المؤدية كلها بتفاصيلها وجزئياتها الى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، وأبت إلا ان تسبح ضد التيار مطالبة بالسلام والأرض معا, وهذا يعني ان دعوة شارون لوقف الانتفاضة هي دعوة غير منطقية ومرفوضة من قبل الشعب الفلسطيني لانها تعني الاستسلام لاملاءات وشروط تريد إسرائيل من ورائها تحقيق توسعها واستيطانها على حساب الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وهو أمر يدخل في باب الأحلام الشارونية التي لن يتحقق شيء منها بإذن الله .