الأضرار التي قد تتحملها بغداد وسائر عواصم الدول الخليجية والعربية بل تلك التي قد تتحملها بعض عواصم الدول الكبرى لاسيما ما يطال مصالحها القومية غير خافية على الاطلاق عن انظار زعماء العالم وساسته, فرغم عدم المشاركة الفعلية التي اعلنتها بعض تلك الدول في الحرب ان اندلعت على العراق الا ان ذلك لايعني انها بعيدة عن اضرار قد تحيق بها, فاذا تحقق المفتشون من عدم امتلاك العراق اسلحة دمار شامل فان الحرب الموجهة ضد بغداد لتغيير النظام الحاكم بالقوة سوف تضر بمصالح العديد من الدول. فصوت العقل يقول ان الهدف المشترك للولايات المتحدة وحلفائها يجب ان يكمن في التحقق من التزام العراق بقرارات مجلس الأمن, فالوثيقة الخاصة بنزع اسلحة تفرض تدابير صارمة على العراق حتى ينصاع لمختلف عمليات التفتيش للتأكد من نزع اسلحة التدمير الشامل بحوزته, وتلك التدابير وحدها كافية لتجنب كارثة محققة على العراق وكثير من الدول, اما تغيير النظام فهو شأن عراقي داخلي, والمفتشون مازالوا يزاولون مهماتهم, واذا تم التعرف وفقا لمعلومات استخباراتية عن مخابيء لاسلحة نووية فان ذلك يصب في قنوات تسوية الازمة العراقية سلما, فالحرب ليست نزهة, وتكاليفها باهظة للغاية, مادية ومعنوية, وتجنبها افضل من الخوض في غمارها, فأي محاولة لتفادي الحرب ستغدو مثمرة لاسيما ان بغداد تحاول من خلال تسهيل مهمات فرق التفتيش رفع اي حجة من حجج شن الحرب, فاذا كان الغرض الاساسي من شنها هو التخلص نهائيا من اسلحة الدمار الشامل بحوزة العراق فالسبيل لتحقيق هذا الغرض يجري على قدم وساق في الوقت الحاضر, بما يدفع للقول ان الوقاية من وقوع الكارثة افضل بكثير من العلاج بعد وقوعها.