@ ترنح الفارس ولم يسقط.. ركب لكنه عاد ليقف وقفة الشجعان وخطا ألف خطوة للأمام.. @ لم ينكر انه ترنح, وان خطوته تعثرت.. فكان اعتراف الرجال سدا منيعا أمام حقد الحاقدين. @ تعجب الفارس من تلك الوجوه التعيسة التي تلونت وهلكت بعد ان تعثر واكتشف ان الأقنعة التي يرتدونها بدأت تتقطع وتكشف مر الحقيقة. @ سأل من حوله.. ألم يكونوا يصفقون وينشدون؟ ألم يفرحوا كما يفرح المحبون؟؟ @ لم يجبه أحد.. فهم يدركون انه عرف الحقيقة.. حقيقة بعض المرضى والمتلونين والكارهين لأي نجاح. @ قلبه الكبير.. الطيب.. وابتسامته الدائمة.. وصدقه مع نفسه ومع الآخرين شجعتهم على المكر والغش والخداع.. @ تفاجأ وهو يرى الأقلام تتحول الى سيوف.. والكلمات الى غمامة يريد اصحابها ان تحجب شمس الحقيقة والأرقام. @ قال لهم: التاريخ لا يكذب.. والأحداث لا تعود من جديد لتزييفها فابحثوا في دفاتركم.. ابحثوا فقط في العشرين سنة الماضية. @ سكتوا.. ليس لديهم ما يقولون.. نسوا تلك الصولات والجولات بين الشرق الأقصى والأدنى.. ونسوا معارك الكبار.. وتناسوا تلك الخزائن التي امتلأت بالكؤوس والدروع واعترافات الخصوم.. @ فكر قليلا.. ثم نظر الى هذا البناء الشاهق فاذا في كل غرفة انجاز وفي كل ممر بطولة وفي كل محفل راية خفاقة. @ سأل اقرب الناس اليه.. قال له ترى و كان هذا البناء بلا قاعدة او أساس, هل صمد حتى وصل الى هذا الارتفاع؟ واتبعه بسؤال آخر وقال ليس قاعدة فقط ولم تكن هذه القاعدة وهذه البنية التحتية صلبة, هل كانت ستتحمل كل هذا التاريخ؟ @ فهم من حوله الرسالة.. صمتوا.. بعد ان احتاروا في وصف كيد الكائدين.. وحيرتهم تضاعفت لانهم يعرفون ان قولهم لم ولن يكن لهم شأن لو لم يكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا في السراء والضراء.. وهذا ما فات تلك الاقلام المريضة. @ تحرك الفرسان من جديد, وانطلقوا من ذات القاعدة.. فخطفوا ثمرة غالية وهم في طريقهم للهدف الذي خططوا له ولو بعد حين. @ ارتبكت تلك الأقلام.. تغيرت وجوهم.. حاولوا العودة قدموا عريضة الاعتذار والاعتراف بالخطأ.. لكن مشكلتهم ان الفارس قد امتطى جواده وتركهم (...). ولكم تحياتي